أ
أ
توجد العناصر الغذائية على صور متعددة في بيئة نمو النبات منها ما هو على صورة ميسرة أي صالحة للاستفادة بواسطة النباتات والأخرى غير ميسرة أو غير صالحة لذلك وفيما يلي أهم العوامل الطبيعية والكيمائية والبيولوجية الخاصة بالتربة والتي تؤثر على تيسر العناصر الغذائية بالتربة المصرية:
1. درجة حموضة التربة:
وتؤثر درجة حموضة التربة PH على نشاط الكائنات الحية الدقيقة وعلى انطلاق العناصر الغذائية وتحولها من الصورة الأقل تيسراً إلى الصورة الأكثر تيسراً أو العكس تبعاً لدرجة حموضة التربة وعلاقتها بالعنصر.
كذلك تزداد درجة ذوبان أملاح الكربونات والفوسفات والكبريتات بانخفاض PH التربة. أما ارتفاعه فيؤدى إلى زيادة الصور المؤكسدة للحديد والمنجنيز والنحاس والزنك لتصبح أقل تيسراً للاستفادة بواسطة النبات.
وغالبا ما يزداد معدل امتصاص العناصر الغذائية بواسطة النباتات عند درجات الحموضة المتعادلة كذلك يؤدى الانخفاض الحاد في PH (أقل من 3) إلى الأضرار بخاصية النفاذية الاختيارية للأغشية السيتوبلازمية للجذور.
كذلك تتغير حموضة التربة تبعاً لنوعية الأسمدة التي تضاف إليها فمثلاً إضافة حمض النتريك أو الفوسفوريك وسلفات النشادر ونترات الجير يسبب انخفاض في PH التربة.
كذلك يسبب تنفس جذور النبات إلى خروج ثاني أكسيد الكربون الذي يتحد مع الماء مكوناً حمض الكربونيك الذي يعمل على خفض PH التربة بالإضافة إلى ذلك فان خروج الامونيا (NH3) أو كبريتور الهيدروجين (H2S) نتيجة لتحلل المواد العضوية أو تنفس جذور النباتات حيث تتأكسد وتعطي أحماض معدنية هي حامض النترريك أو الكبريتيك وهى تعمل على زيادة حموضة التربة.
2. ملوحة التربة:
تنشأ ملوحة التربة من زيادة الأملاح المعدنية بها وهى تتجمع في الطبقة السطحية وذلك عند ارتفاع درجة الحرارة أو نقص كمية مياه الري أو زيادة ملوحتة أو زيادة معدل حدوث عمليتي النتح والبخر أو ارتفاع مستوى الماء الأرضي أو إضافة الأسمدة بكميات كبيرة. وتجمع الأملاح في مجال انتشار الجذور يؤدى إلى حدوث نقص شديد في امتصاص العناصر الغذائية اللازمة للنبات خاصة عناصر البوتاسيوم والمغنسيوم والكالسيوم يؤدى إلى تدهور واضح في النمو وانخفاض كبير في كمية ونوعية المحصول.
3. كربونات الكالسيوم:
تحتوى معظم الأراضي المصرية على كربونات الكالسيوم (الجير) بنسب تتراوح بين 1 -2% في الأراضي الثقيلة القوام بينما عادة ما تكون<10% في الأراضي الخفيفة القوام.وزيادة نسبة كربونات الكالسيوم في الأراضي تؤدى إلى رفع PH التربة وتقلل من تيسر معظم العناصر الغذائية للنبات ومثال على ذلك تحول الفوسفات الأحادي أو الثنائي إلى ثلاثي الكالسيوم وهى صورة أقل ذوبان في الماء – كذلك تحول مركبات العناصر الصغرى الأكثر ذوباناً في التربة إلى صورة الكربونات وهى أقل ذوباناً وبالتالي أقل استفادة بواسطة النبات. كذلك يؤدى توافر الجير إلى تطاير وفقد الأمونيا من الأسمدة النشادرية.
وزيادة كربونات الكالسيوم في الطبقة السطحية يؤدى إلى تكوين قشرة صلبة نتيجة تكرار عمليتي التجفيف والترطيب وهى تؤدى إلى صعوبة نمو النباتات وتهتك جذورها.
4. المادة العضوية:
تصل نسبة المادة العضوية في الأرضي المصرية 1 – 2% وهى تعتبر أحد مصادر إمداد النبات بالعناصر الغذائية وتعتبر المادة العضوية ذات قدرة عالية على حفظ وتخزين العناصر الغذائية وتنمع تلك العناصر من الفقد بالغسيل. ووجودها في الأرض يؤدى إلى تكوين مركبات مخلبية مع العناصر الصغرى وهذا يزيد من تيسرها في التربة.
الدكتور صادق الشيمى أستاذ وقاية النباتات بمركز البحوث الزراعية