هناك دلائل كثيرة على أثر المواد المخلبية بالنسبة للتجوية البيدوكيميائية فالمواد المخلبية قد تفوق عملية التحلل المائي في تأثيرها، ويكون ذلك على الأخص عند قلة الكاتيونات الثنائية والنيتروجين تحت ظروف برودة الجو الباردة فهذه الظروف تشجع على تكوين حمض الفولفيك Fulvic acid ذي النشاط المخلبى القوى. والمواد المخلبية تتكون بالتربة نتيجة بعض العمليات الحيوية سواء كانت نباتية أو حيوانية وتركيب هذه المواد معقد.
ولكن يمكن وصفه بأنه تكوين أكثر من رابطة حلقية بين العنصر الذي يتم خلبه وجزئي المركب العضوي المخلبى وينتج عن هذا الارتباط انفراد ايونات الهيدروجين من المركب دخولها في عمليات تحلل مائي بينما تظل الكاتيونات التي تم خلبها في صورة ذائبة قابلة للغسيل أو الامتصاص بالنبات وتختلف الكاتيونات التي تم خلبها في صورة ذائبة قابلة للغسيل أو الامتصاص بالنبات وتختلف درجة ثبات الروابط الناتجة باختلاف درجة تركيز أيونات الهيدروجين بالوسط.
تزيد عملية الخلب الطبيعية من معدل خروج بعض الكاتيونات من التركيب البنائى للمعدن بسرعة وأكبر من تأثير أيونات الهيدروجين وحده، فمثلا أيون الألومونيوم ينفرد في الأراضي الحامضية عند درجات تركيز أيون هيدروجين أقل من 5 ويكون في صورة ذائبة وبارتفاع رقم الهيدروجين عن ذلك فان الألومونيوم يبدأ في الترسيب أما عند وجود المواد المخلبية فإنها ترتبط بالألومنيوم وتجعله في صورة ذائبة رغم ارتفاع رقم الـpH وبذلك تحد من التأثير المثبط للقلوية فتستمر انفراد المعادن من التربة. ومن الأمثلة الأخرى ارتباط مركب الفرسين Versenate (الاثيلين ثنائي الأمين رباعي حمض الخليك EDTA) بالحديد وخلبه في صورة ذائبة قابلة للامتصاص بواسطة النبات .
وقد وجد أن الأشنات Lichens التي تنمو على سطح الصخور تحدث تحلل للصخور بصورة ملحوظة بما تفرزه من مواد مخلبية فيتيسر العديد من العناصر الموجودة بتلك الصخور في صورة ميسرة. وهناك عدد كبير جدا من المركبات المخلبية بالتربة مثل بعض الأحماض الأمينية وأحماض الستريك و اللاكتيك و الترتريك و الماليك كذلك أنزيمات الكتاليز والبيروكسيدز وغيرها وتنتج المواد المخلبية من مصادر عديدة أهمها افرازات جذور النباتات الحية والكائنات الدقيقة بالتربة سواء حرة أو متطفلة والمخلفات العضوية المتحللة ومن العناصر التي ثبت إزالتها من المعادن عن طريق تحليل تلك المواد بالخلب الكالسيوم والفسفور والحديد والألومنيوم.
الدكتور/ صادق الشيمى أستاذ النباتات بمركز البحوث الزراعية بوزارة الزراعة