تواجه العديد من دول العالم، خاصة تلك الدول الواقعة في المناطق الجافة وشبه الجافة، تحديات كبيرة في توفير المياه العذبة لسكانها. ولذلك، برزت تقنية تحلية مياه البحر كحل بديل واعد لتلبية الطلب المتزايد على المياه. ومع ذلك، فإن الاعتماد على هذه التقنية يطرح العديد من التساؤلات حول جدواها الاقتصادية والبيئية، خاصة في الدول النامية والفقيرة ذات الدخول المنخفضة. (المقال لايتناول الاثار البيئية للتحلية)
تحلية مياه البحر
تحلية المياه هي عملية فصل الأملاح والمعادن عن المياه المالحة لجعلها صالحة للشرب والري. على الرغم من التطور الكبير الذي شهده هذا المجال، إلا أن تكلفة تحلية المياه لا تزال مرتفعة مقارنة بالمصادر التقليدية للمياه العذبة مثل الأنهار والبحيرات. كما أن نسبة المياه المحلاة من إجمالي موارد المياه المتاحة عالميًا لا تزال محدودة، وذلك بسبب التكاليف المرتفعة للبنية التحتية اللازمة لعمليات التحلية.التحلية والطاقة - علاقة وثيقة لا يمكن فصلهما
تعتبر الطاقة أحد أهم العوامل التي تؤثر على تكلفة تحلية المياه. فعمليات التحلية تتطلب كميات كبيرة من الطاقة لتشغيل المضخات وأجهزة التحلية وبالتالي، فإن الدول التي تعتمد بشكل كبير على تحلية المياه تكون أكثر عرضة لتقلبات أسعار الطاقة عالميا.كشفت أحدث التقديرات عن انخفاض استهلاك مصادر الطاقة اللازمة لتحلية المياه بالتناضح العكسي بنسبة 90% تقريبا بين عامي 1970 و2020، إلى أن التقدم التكنولوجي قد يقلل من تكاليف تحلية المياه بنسبة 60% خلال العشرين عاما المقبلة.
الدول الغنية والتحلية - علاقة تكاملية
أعلى الدول إنتاجًا لمياه التحلية هي الدول الغنية ذات الدخل المرتفع، مثل دول الخليج العربي. ويرجع ذلك إلى توفر الموارد المالية اللازمة لبناء وتشغيل محطات التحلية، بالإضافة إلى وجود وفرة في الطاقة.رغم انخفاض تكلفة تحلية المياه لتصل إلى 0.50 دولار تقريبا لكل متر مكعب من المياه في الوقت الراهن، إلا إن هذا الأمر ما زال في الدول الغنية، والكثير من البلدان ذات مصادر الدخل المنخفضة والفقيرة غير قادرة على ذلك. (أكثر من 90% من عمليات تحلية المياه تتم في بلدان ذات دخل متوسط ومرتفع).
تحديات توطين صناعة التحلية
توطين صناعة التحلية يتطلب استثمارات ضخمة في البنية التحتية والتكنولوجيا، وهو ما يتجاوز قدرات العديد من الدول النامية والفقيرة وحتى بعض الدول المتوسطة والغنية كما أن هذه الصناعة تتطلب كوادر بشرية مؤهلة، وهو ما يستغرق وقتًا طويلاً لتحقيقه.أغلى مصادر المياه في العالم
لا تزال حاليا المياه المحلاة هي أغلى مصادر المياه على مستوى العالم. وهذا يجعل من الصعب توفيرها بأسعار معقولة للشرب للمستهلكين، خاصة في الدول النامية والفقيرة.
عدم ملاءمة تكلفة المياه المحلاة للشرب في الدول الفقيرة
لا يمكن لمياه التحلية أن تلبي متطلبات الشرب للدول الفقيرة والنامية ذات الدخل المنخفض والكثافات السكانية العالية، وذلك لارتفاع تكلفتها.تحديات استخدام المياه المحلاة في الزراعة
تكلفة المياه المحلاة تجعل من الزراعة المروية بها غير مربحة مقارنة بانواع المياه الاخرى.النظم الزراعية الحالية في العديد من الدول النامية والفقيرة غير قادرة على الاستفادة من المياه المحلاة وتحتاج نظم زراعية خاصة.
* مقارنة بالبدائل الأخرى، فإن استخدام المياه المحلاة في الزراعة لا يزال ذا جدوى اقتصادية منخفضة.
المنتجات الزراعية المروية على مياه التحلية مازالت أسعارها مرتفعة، مما يحد من قدرتها على المنافسة في الأسواق المحلية والدولية.
المنتجات الزراعية المروية على مياه التحلية تواجه منافسة شرسة في الأسواق المحلية بسبب ارتفاع أسعارها.
تحلية مياه البحر ليست حلاً شاملاً لمشكلة ندرة المياه على المدى القريب. فالتكاليف المرتفعة، والاعتماد الكبير على الطاقة، والتحديات التقنية والاقتصادية، كلها عوامل تجعل من هذه التقنية غير مناسبة حاليا للعديد من الدول، خاصة الدول النامية والفقيرة لذا يجب التركيز على حلول بديلة مثل ترشيد استهلاك المياه، وإعادة استخدام المياه المعالجة، وتطوير تقنيات جديدة لخفض تكلفة تحلية المياه.
الدكتور أسامة سلام خبير المياه
تابع موقع اجرى نيوز عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
اجرى نيوز ، موقع إخباري يقدم أهم الأحداث المحلية والعربية والعالمية وخدمات صحفية محترفة في الأخبار والاقتصاد والزراعة والعلوم والفنون والرياضة والمنوعات ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق بما يليق بقواعد وقيم الأسرة المصرية.
لذلك نقدم لكم مجموعة كبيرة من الأخبار المتنوعة داخل الأقسام التالية، اخبار مصر ، اخبار الزراعة ، صناعة الدواجن ،الثروة الحيوانية، بنوك واقتصاد ، اجرى لايف ،مقالات ،منوعات ، وخدمات مثل سعر الدولار، سعر الذهب، سعر الفضة، سعر اليورو، سعر العملات الأجنبية، سعر العملات المحلية.