ربما
يكون المفهوم القائل بأن الرفاهية تتعلق بتصورات الحيوانات أو مشاعرها وهو الأكثر
شيوعًا من بين المناهج الثلاثة للرفاهية والتي اقترحها العالم Dawkins، وهو مرجع رئيسي في مجال الرفاهية، والذي
يشير الى أن "الاهتمام برفاهية الحيوان يجب أن تهتم بالمشاعر الذاتية
للحيوانات، لا سيما المشاعر الشخصية المزعجة مثل المعاناة والألم". ويذهب
العالم Duncan، الذي
كتب كثيرًا عن رعاية الدواجن، إلى أبعد من ذلك: من المتفق عليه عمومًا أن الرفاهية
مصطلح لا يمكن تطبيقه بشكل منطقي على الحيوانات الدنيا أو على النباتات ولكن فقط
على الحيوانات الواعية. ونظرًا لأن "الإحساس" يعني القدرة على المشاعر،
فقد تم تطوير الحجة القائلة بأن الرفاهية تعتمد فقط على ما تشعر به الحيوانات،
ويقترح احد العلماء وجوبية أن نولي الاعتبار الأخلاقي لجميع الكائنات الحية. ومع
ذلك، يتفق معظم الناس على أن المشاعر ذات صلة بالرفاهية، حتى لو لم تكن العامل
الوحيد المهم.
وفكرة أن
الرفاهية تتعلق بالمشاعر تحتاج إلى التطوير، لأن "المشاعر" قد تعني إما
مجرد الأحاسيس مثل اللمس والبصر أو عمليات أكثر تعقيدًا مثل الألم والعواطف. يثير
هذا مشكلة، لأنه في حين أن جميع الحيوانات لديها على الأقل بعض الحواس الخمس، فمن
غير الواضح أن جميع الحيوانات قادرة على المعاناة أو المتعة. السؤال المناسب هو
لهذا الفصل هو: هل تشعر الطيور بالمعاناة أو بالمتعة؟
هناك
كلمة أخرى تُستخدم غالبًا في هذا السياق وهي "الإحساس"، ولكن لها نفس
انتشار معاني "المشاعر". يقول Leahy
(1991) "أن تكون حساسًا يعني أن تتمتع بقوة الإدراك الحسي؛
لترى أو تسمع أو تشم أو تتذوق أو تلمس، ومن خلال هذا فأن كل الحيوانات واعية. ومع
ذلك، يمكن استخدام المصطلح أيضًا ليعني "القدرة على المعاناة أو
التمتع". وبهذا المعنى، قصد العالم Duncan ذلك، حيث نقل فكرة أن بعض الحيوانات قادرة على المعاناة بينما
البعض الآخر ليس كذلك، وهو بالتأكيد يشمل الدواجن بين الحيوانات الواعية.
يأتي
الالتباس من حقيقة أنه لا يوجد خط فاصل صارم بين الحيوانات ذات القدرات المحددة
وتلك التي لا تمتلكها.
أولاً:
لا يوجد تمييز حاد بين الأحاسيس (مثل اللمس) والمشاعر (مثل الألم).
ثانيًا:
تمتلك جميع الحيوانات آليات للاستجابة للضرر أو تجنب الضرر المحتمل. في الفقاريات
تتم معالجة الرسائل الواردة الي المخ ولكن الاستجابة لتلك الرسائل تختلف باختلاف
الأنواع. لذا فإن الدجاج يستجيب للمنبهات التي نسميها مؤلمة، لكن ردودهم العقلية
والجسدية ليست بالضرورة هي نفس ردود فعل البشر. ومن المنطقي أن نفكر في مشاعر مثل
الألم الموجود إلى حد أكبر أو أقل في الأنواع المختلفة، بدلاً من مجرد وجودها أو
غيابها.
ثالثًا:،
المعاناة تتأثر بالتفكير، وتختلف أنواع التفكير بين الأنواع. لذلك سيكون بإمكان
نوع حيواني معين أن يعاني بطرق معينة ولكن ليس بطرق أخرى: ربما يشعر الدجاج بالألم
ولكن ليس بالحزن.
لذلك
يمكننا القول أن جميع الحيوانات حساسة، ولكن بدرجات متفاوتة، ولقد اتخذ الاتحاد
الأوروبي هذا النهج مؤخرًا، في إعلانه أن الحيوانات دون استثناء "كائنات
واعية" (وزارة الزراعة ومصايد الأسماك والغذاء، 1997). ويشير هذا إلى أن
الرفاهية هي مصدر قلق لجميع الحيوانات، لكن ما يعنيه هذا في الممارسة سيعتمد على
درجة وعي نوع معين، وفي الواقع أفراد معينين. ويدعم هذا فكرة أن أنواع الدواجن
يمكن أن تعاني من مشاعر مثل الألم والعواطف مثل الخوف، لكن مفهوم الرفاهية ليس له
تطبيق يذكر على الكائنات البسيطة نسبيًا مثل الطفيليات. قد نلاحظ أيضًا باختصار
أنه على أساس تنوع وتعقيد السلوك الموضح، ربما تكون العمليات العقلية للدواجن أكثر
تعقيدًا من تلك الخاصة بمعظم الأسماك، ويمكن مقارنتها من بعض النواحي على الأقل
بكل من الببغاوات والعديد من الثدييات.
هناك جدل
واحد وهو أن الرفاهية ليست سوى مسألة تهم البشر والقردة وربما الدلافين والفيلة.
وحيث أن المعاناة تتطلب وعياً متطوراً للغاية. يجادل بيرموند (1997) بأن: الألم
والمعاناة هي تجارب واعية. بعد كل شيء، سيكون من غير المنطقي الحديث عن التجارب
إذا فشلت تلك التجارب في الوصول إلى مجال الوعي. وعلى أساس الأدلة التجريبية
وتفاصيل بنية المخ، يمضي في الادعاء بأن القردة فقط وربما الدلافين هم من يملكون
درجة من الوعي. ونتيجة لذلك، يقول: لقد استنتج أن التجارب العاطفية للحيوانات،
وبالتالي المعاناة، يمكن توقعها فقط في القردة البشرية وربما الدلافين.
ويستخدم
العالم Bermond مصطلح
"الوعي consciousness" بطريقة
محددة ليعني "قدرة الفرد على إدراك حياته العقلية الخاصة"، وغالبًا ما
يُطلق على هذا الوعي الذاتي self-consciousness (أو
الادراك الذاتي self-awareness)،
ويوافق معظم الناس على أن الوعي الذاتي يحدث، إذا كان موجودًا، فقط أو بشكل رئيسي
في القردة.
تم التحقيق بشكل أقل في الدلافين والفيلة ولكنها
حالات خاصة أخرى محتملة. يستخدم معظم الناس مصطلح الوعي بمعنى أوسع: "الوعي
بالبيئة awareness of the environment، الاحساس sentience". لذلك من
المنطقي اعتبار الوعي، مثل الإحساس، ليس كل شيء أو لا شيء ولكن كشيء قد تمتلكه
الحيوانات بدرجة أكبر أو أقل. يعتقد معظم البشر أن العديد من الحيوانات، بما في
ذلك الطيور، يمكن أن تشعر بالألم دون القدرة على التفكير، وقد نستنتج مرة أخرى أن
المعاناة والمتعة تحدث بدرجة أكبر أو أقل في الأنواع المختلفة، وأن الأنواع
المختلفة قد تواجه أنواعًا مختلفة من المشاعر، ولكن ليس من المثمر محاولة تصنيف
الحيوانات إلى تلك التي يمكن أن تعاني وتلك التي لا يمكن أن تعاني. وبالتالي فإن
مشاعر الدواجن ليست مماثلة لمشاعر البشر، ولكنها مسألة محققة تثير القلق.