في عيد الأم هذا، دعونا نحتفل بالأمهات الشجاعات اللواتي يقمن بمهام متعددة في عالم الطيور، يفتتن الإنسان بالطيور، ويحظى المظهر اللامع والغريب للذكور بأكبر قدر من الاهتمام من الباحثين والجمهور. ومن ريشها الملون إلى الأغاني المتقنة وعروض التودد، غالبًا ما تسرق الطيور الذكور العرض. 

وقد أدى ذلك إلى إغفال إناث الطيور بشكل روتيني. دعونا نوضح بعض المفاهيم الخاطئة وهي حقيقة تم التغاضي عنها تاريخيًا بسبب تحيزات البحث والمسح تجاه الذكور. وعلى الرغم من أن العديد من إناث الطيور لديها ألوان باهتة أكثر من الذكور، فهناك العديد من الأمثلة للإناث ذات الريش اللامع، ولكن الأعمق من ذلك بكثير قدرة إناث الطيور على تربية صغارها وحمايتها بصورة هائلة. وبطريقة ما تستطيع تجميع الأسره معًا على الرغم من الحيوانات المفترسة والظروف القاسية وأحيانًا الشريك الأقل اهتماما. 

تستحق إناث الطيور وقتنا وجهودنا البحثية مثل نظيراتها من الذكور. ويعتبر النظر في سلوكيات واحتياجات إناث الطيور أمرًا حيويًا بشكل خاص من منظور الحفظ. علاوة على ذلك، فإن التأكيد على الدور المهم للإناث في أي مجتمع - طائر أو إنسان - أمر بالغ الأهمية لتحقيق مجتمعات أكثر إنصافًا وعدالة. 

طيور تعريشة الساتان Satin bowerbirds

طائر أسترالي قوي المنقار، مشهور بأن الذكور تقوم ببناء تعريشة مزينة بالريش والأصداف وأشياء أخرى لجذب الأنثى، وهو واحد من أكثر العازبين ذكاءً في عالم الطيور. الذكور لها ريش أزرق قزحي وعينان بنفسجية اللون، بينما تكون الإناث خضراء وبنية لتندمج مع محيطها. ولجذب رفيقة، يرقص الذكر بطريقة مبالغ فيها ويصنع تعريشة مزخرفة. تقوم الإناث بزيارة تعريشات مختلفة واختيار رفيقها. بعد ذلك، تقوم الأنثى بكل شيء بشكل أساسي. إنها تصنع العش - عادة ما يكون عالياً في شجرة لحماية صغارها من الحيوانات المفترسة. تنتج البيض وتحتضنه بمفردها. وبمجرد أن تفقس الكتاكيت، تقوم الأم وحدها بإطعامها والدفاع عن العش. في هذه الأثناء، يثير ذكر طائر التعريشة ضجة حول كهفه - أو التعريشة - على مدار العام على أمل جذب رفيقة أخرى.

كوكاتو النخيل Palm cockatoos: الحارس الأنثوي female bodyguard

يشتهر ذكر كوكاتو النخيل بقدراته على التطبيل، حيث تصنع الذكور أعواد الطبل من الفروع ويضربونها بشكل إيقاعي على شجرة من أجل الترابط الزوجي أو في بعض الأحيان للمطالبة بالأرض. ولكن بمجرد أن يتزاوج كوكاتو النخيل، تلعب الأنثى دورًا حاسمًا في تأمين أراضيها للتكاثر. خلال أشهر عديدة من الملاحظات السلوكية، وجد ان الأنثى تجلس حارسة (نوعًا ما مثل الحارس الشخصي) على الشجرة جوفاء بينما يستخدم الذكر منقاره الضخم ليصنع العش. وإذا جاء الخطر تنبه الأنثى رفيقها وتطارد الدخيل.

طائر القيثارة الأنثوي Virtuosic lady lyrebirds

الذخيرة الرائعة من ذكور الطيور القيثارة الرائعة معروفة جيدًا، ولكن في السنوات الأخيرة فقط، عندما حوّل الباحثون انتباههم إلى الأنثى، تم اكتشاف قدرتها الغنائية المذهلة. لا تساعد ذكور الطيور القيثارية في بناء الأعشاش أو الحضانة أو إطعام الصغار. تُركت أنثى طائر القيثاري وحيدة لتربية نسلها وحمايته، وقد طورت قدرة ماكرة على إرباك الحيوانات المفترسة من خلال محاكاة نداءات 19 نوعًا آخر من الطيور على الأقل. كما أن طائر القيثارة الأنثوي رائع أيضًا لطول الفترة التي تهتم فيها بصغارها. بمجرد أن تصبح طيور القيثارة كاملة الريش وقادرة على الطيران، تظل معتمدة على أمهاتها وقد تبقى في رعايتها لأكثر من عام.

صانع الشفرات Fairy-wren code-maker

الوقواق البرونزيbronze-cuckooفي هورسفيلد لا يبني عشه الخاص، بل يضع بيضه في أعشاش طيور أخرى مثل طيور الجنيات fairy-wrens (طائر أسترالي صغير ذو ذيل طويل، ويمتلك الذكر ريشًا أزرق جزئيًا). وهذا يمكن أن يترك الأم تقضي وقتًا ثمينًا في اطعام وتربية كتاكيت طائر آخر. ولكن الأنثى استطاعت تطوير طريقة بارعة لاكتشاف الأفراخ الأجنبية بمجرد أن يفقس البيض. حيث تقوم الأنثي بالغناء لبيضها - وتضمنت في الأغنية "كلمة مرور" محددة. بمجرد أن تفقس كتاكيتها، فإنها تغني كلمة المرور للحصول على الطعام. وقد يكون من الصعب على الأم أن تميز صغارها في عشها المظلم ذي الشكل الكروي. لكنها تستطيع التعرف على نسلها من خلال أغنيتهم. لا تستطيع صغار الوقواق التعرف على كلمة المرور أو غنائها، لذلك تقل احتمالية إطعامهم.

ببغاء Eclectus: أفضل مدافع عن العش

على الرغم من أن التعشيش لا يستغرق سوى بضعة أشهر، إلا أن أنثى الببغاوات تحرس أجوفها الثمينة لمدة تصل إلى تسعة أشهر. وهذا هو السبب في أن ريشهم أحمر ونظرائهم من الذكور أخضر. اللون الأحمر بمثابة منارة، مما يساعد على إبعاد الكوكاتو.

 الدكتور احمد جلال عميد كلية زراعة جامعة عين شمس