قبل الثورة الصناعية كان تركيز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي 280 جزء في المليون، ولكن بعد الثورة الصناعية زاد إلى 385 جزء في المليون بمعدل سنوي 2 جزء في المليون. وبهذا المعدل سيرتفع التركيز إلى 700 جزء في المليون في النصف الأخير من القرن الحالي. وقد لا تمثل هذه الزيادة في تركيز ثاني أكسيد الكربون تهديدًا مباشرًا على بقاء البشر، حيث أن الحد الأدنى للسلامة هو 5000 جزء في المليون، ولكن من المرجح أن تؤدي الزيادة المصاحبة لزيادة التركيز الي ارتفاع درجات الحرارة بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري والتي تؤدى إلى حدوث تغيرات مناخية على نطاق واسع مصاحبة بعواقب وخيمة علي الغذاء، والمياه والطاقة وزيادة الأعاصير والحفاف. وستؤدي هذه الزيادة في درجات الحرارة إلى ظهور أمراض وظواهر جديدة لم نشهدها من قبل، وقد تتسبب في انقراض العديد من الأنواع الحية والأشجار في جميع أنحاء العالم بحلول عام 2050.
وتعد الأشجار من بين أكبر الكائنات الحية وأكثرها انتشارًا على كوكب الأرض، وتوفر ثروة هائلة من خدمات النظام الإيكولوجي للبشر، وتدعم الكثير من التنوع البيولوجي الأرضي، وعلي الرغم من ذلك ما زلنا نفتقر إلى الفهم الأساسي لعدد الأنواع الموجودة على كوكبنا. أحد الأسئلة الأساسية في علم البيئة هو عدد الأنواع التي تعيش على الأرض. ومع ذلك، نظرًا للتحديات اللوجستية والمالية الهائلة والصعوبات التصنيفية المرتبطة بتعريف مفهوم الأنواع، فإن الأعداد العالمية للأنواع، بما في ذلك الأشجار، لا تزال غير معروفة إلى حد كبير. وتشير العديد من الدراسات إلى أن هناك حوالي 73000 نوع من الأشجار على مستوى العالم، من بينها 9000 نوع من الأشجار لم يتم اكتشافها بعد، علما بان ما يقرب من 40٪ من أنواع الأشجار غير المكتشفة موجودة في أمريكا الجنوبية. علاوة على ذلك، قد يكون ما يقرب من ثلث جميع أنواع الأشجار التي سيتم اكتشافها نادرًا، مع وجود عدد قليل جدًا من السكان وتوزيع مكاني محدود (من المحتمل في الأراضي المنخفضة والجبال الاستوائية النائية).
قد تكون مساهمة الأنواع النادرة من الأشجار في خدمات النظام البيئي ذات صلة هامة بالتنوع البيولوجي والتغير المناخي، لكنها تمثل تحديًا لأن معظمها لا يزال ضعيف التوثيق. لذلك، يعد تقدير عدد أنواع الأشجار أمرًا ضروريًا للإبلاغ عن جهود الحفاظ على الغابات وتحسينها وترتيبها حسب الأولوية في جميع أنحاء العالم. ويمكن معرفة نطاقات التنوع بعدة طرق: أولاً، يمكن أن يساعدنا في استنتاج الآليات التطورية التي ولدت التنوع، حتى نتمكن من التنبؤ بالكيفية التي قد تظهر بها هذه الآليات نفسها في المستقبل، ثانيًا، قد يساعد في تقييم الأنظمة التي قد تكون أكثر مرونة في مواجهة التغيير العالمي، ثالثًا، إذا كانت الأنواع غير المكتشفة نادرة في الغالب وكانت الأنواع النادرة أكثر عرضة لخطر الانقراض، فإن الحصول على فهم أفضل لهذه الأرقام ضروري لإدارة الحفاظ على التنوع البيولوجي. أخيرًا، من خلال فهم مجمعات الأنواع الإجمالية، فمن الممكن تحديد تأثيرات جهود الحفظ الإقليمية مع تحسين القدرة على التنبؤ بالانقراض، وإدارة النقاط الساخنة للتنوع، أو جمع الأصول الوراثية.
الدكتور احمد جلال عميد كلية زراعة جامعة عين شمس السابق