المسبب المرضي هو "Cephalosporium maydis" يُعتبر نوعًا من الفطريات البازيليوميسيتية التي تصيب نباتات الذرة. وهي تنتمي إلى جنس "Cephalosporium" وفصيلة "Hypocreaceae". تعتبر "Cephalosporium maydis" أحد الأمراض الفطرية الهامة التي تؤثر على محاصيل الذرة في مختلف أنحاء العالم ووفقًا لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (FAO)، يتسبب المرض في خسائر تصل إلى 30% من محصول الذرة في العديد من البلدان. وفي بعض البلدان المتضررة، يمكن للخسائر تصل إلى 60% من محصول الذرة، تم تقدير الخسائر المالية والتي وصلت إلى 90 مليون دولار أمريكي. وفي الهند، تم تقدير خسائر مالية تصل إلى 600 مليون دولار أمريكي نتيجة المرض في عام 2017.

تأثير استخدام الأصناف المقاومة للمرض على الإنتاجية.

وفي دراسة أخرى في تنزانيا، تم تقييم تأثير استخدام الأصناف المقاومة للمرض على الإنتاجية، وتم العثور على زيادة في متوسط الإنتاجية بنسبة 30% في المزارع التي استخدمت الأصناف المقاومة مقارنة بتلك التي لم تستخدمها.

وهو أهم وأخطر أمراض الذره الشاميه فى مصر على الاطلاق حيث ينتشر فى جميع مناطق زراعته بنسبه إصابه تتراوح بين 1- 90 % وحسب درجة تلوث التربه بالفطر المسبب وقابلية الصنف المنزرع للإصابه ، وتقدر الخسائر الناتجه بحوالى 37% من محصول النباتات المصابة ويقدر متوسط الخسائر السنوية الكلية بحوالى 15% من محصول الحبوب.

تعتمد تفشي مرض "Cephalosporium maydis" على عوامل متعددة، بما في ذلك البيئة والعوامل الجينية والتوافر الرطوبي. يتم نقل الفطر عادةً من خلال بقايا النباتات المصابة أو البذور الملوثة. يمكن أن يستمر الفطر في التربة لفترة طويلة ويصبح مصدرًا للإصابة في المواسم اللاحقة.

وهو من الفطريات الكامنة في التربة حيث يمكنه البقاء فيها لسنوات عديدة ، كما يمكنه الانتقال عن طريق الحبوب الناتجة من نباتات مصابه. وقد تم عزله وتسميته كفطر جديد لأول مرة في مصر عام 1962 حيث لم يعرف قبل ذلك في أي دوله من دول العالم. وهو يكمن في التربة لسنوات عديدة ويزداد انتشاره بزراعة الأصناف القابلة للإصابة والتقاوي الملوثة وهو يصيب النباتات في طور البادرة عن طريق الجذور حيث ينمو بداخل أوعية الخشب (الانابيب الموصلة للماء والاملاح من الجذور الى الأوراق) في الجذر والساق وكنتيجة لهذه الإصابة الأولية تصبح النباتات مهيأة للإصابة في بعض الأحيان بكائنات أخرى ثانوية مما يزيد من تعفن الساق والضرر الناتج وتعرف الحالة المتقدمة من الإصابة بعفن الساق المركب.

الأعراض:

تظهر علامات الإصابة بـ "Cephalosporium maydis" على نباتات الذرة بشكل عام كبقع بنية صغيرة على الأوراق والسيقان. مع مرور الوقت، تتطور هذه البقع وتتحول إلى قشور بنية اللون تغطي النسيج النباتي المصاب. قد تتسبب الإصابة الشديدة بالفطر في تلف الأعناب وقمم الذرة، مما يؤدي إلى تدهور النمو والنقص في الإنتاج.

تبدأ الأعراض في الظهور بعد 35 يوم من التزهير في شكل خطوط طولية متبادلة مع عروق الورقة الخضراء تزداد وضوحا بتقدم الإصابه وتذبل الأوراق وتلتف كما لو كانت تعانى من نقص الماء ثم تفقد لونها وتجف تدريجيا من أسفل الى أعلى.
وفى اثناء ذلك تظهر على سلاميات الساق السفلى خطوط ذات لون بنى محمر قد تمتد حتى السلامية الخامسة تقريبا مع انكماش الساق وتجعد سطحه الذى يتحول تدريجيا الى اللون الأصفر، ويبدأ الساق بعد ذلك في الجفاف التدريجي من أسفل الى أعلى وينتهى بالجفاف التام وموت النباتات، وفى الإصابات الشديدة لا تتكون الكيزان على الاطلاق ، أما في الإصابات المتأخرة فتتكون كيزان صغيرة تحمل حبوب ضامرة قليلة القيمة الاقتصادية.

المكافحة:

تتضمن إدارة مرض "Cephalosporium maydis" تطبيق مجموعة من الممارسات الزراعية المتكاملة. يجب أن تشمل هذه الممارسات تناوب المحاصيل وتجنب زراعة الذرة المتتابعة في نفس المنطقة لفترات طويلة. يمكن استخدام المعالجة الحرارية للبذور من أجل التخلص من العدوى الفطرية.

كما يوصى بتحسين صحة النباتات عن طريق توفير الرطوبة المناسبة والتهوية الجيدة في المزروعات. يمكن أيضًا استخدام مبيدات فطرية للسيطرة على الإصابة، ولكن يجب استخدامها بحذر ووفقًا للتوجيهات المناسبة.

من الجدير بالذكر أن هناك حاجة إلى المزيد من البحوث والدراسات لفهم أفضل لعديد من جوانب مرض ، بما في ذلك دور العوامل الوراثية والتفاعلات البيئية في تفشي الفطر وطرق التحكم فيه. تعزز الدراسات العلمية المستقبلية في هذا المجال فهمنا للفطر وتمكننا من تطوير استراتيجيات أكثر فعالية للوقاية والسيطرة على مرض الذبول المتأخر "Cephalosporium maydis".

لمكافحة مرض "Cephalosporium maydis"، يمكن استخدام الطرق الكيميائية والبيولوجية.

إليك بعض الاستراتيجيات المشتركة لمكافحة المرض:

1-  المكافحة الكيميائية:
   - استخدام المبيدات الفطرية المعتمدة: يمكن استخدام المبيدات الفطرية المختلفة التي تكون فعالة ضد "Cephalosporium maydis". يجب اتباع تعليمات الاستخدام والجرعات الموصى بها وتوقيت الرش وفقًا للتوجيهات الفنية.
- معالجة البذور: يمكن معالجة البذور قبل الزراعة باستخدام المبيدات الفطرية المناسبة للوقاية من المرض.
- يمكن استخدام المبيدات الفطرية من مجموعة Triazoles وStrobilurins  مثل :

1. تريتيكونازول (Triticonazole): يعمل على منع نمو الفطر وتكاثره، ويعد فعالًا في مكافحة مجموعة واسعة من الأمراض الفطرية.
2. فلوكونازول (Fluconazole): يعمل على تثبيط نمو الفطر وتكاثره، ويستخدم على نطاق واسع في مكافحة العديد من الأمراض الفطرية.
3. بروبيكونازول (Propiconazole): يعد مبيد فطري فعال ضد الأمراض الفطرية، بما في ذلك مرض اعفان جذور الذرة الشامية.
4. أزوكستروبين (Azoxystrobin): يعمل على منع نمو الفطر وتكاثره عن طريق تثبيط التنفس الخلوي، ويستخدم في مكافحة العديد من الأمراض الفطرية.
5. بينكونازول (Pencoconazole): يعمل على منع نمو الفطر وتكاثره، ويستخدم في مكافحة العديد من الأمراض الفطرية، بما في ذلك مرض اعفان جذور الذرة الشامية.

 - التناوب بين المبيدات الفطرية: يجب تناوب المبيدات الفطرية المستخدمة للحد من تطور مقاومة الفطر للمبيدات الكيميائية.

2-  المكافحة البيولوجية:

   - استخدام العوامل الحيوية المضادة للفطريات: يمكن استخدام العوامل الحيوية مثل الفطريات والبكتيريا المضادة للفطريات لمكافحة. يتم استخدام هذه العوامل لتنافس الفطر الضار وقمع نموه.

   - تعزيز صحة النبات: يتم تعزيز صحة النبات بواسطة ممارسات زراعية جيدة مثل التهوية الجيدة، والتوافر المناسب للمغذيات، وإدارة الري المناسبة. تعزيز صحة النبات يساعد النباتات على مقاومة الإصابة بالفطريات وتطور المرض.

3- المكافحة باستخدام البدائل  مثل:

1. البيريثرويدات (Pyrethroids): تعتبر مركبات مستخلصة من زهور بعض الأنواع النباتية مثل زهور الباي (Chrysanthemum cinerariaefolium). تعمل البيريثرويدات على تثبيط نموالفطريات.
2. السابونينات (Saponins): توجد في العديد من النباتات. تعتبر السابونينات مضادات للفطريات وتعمل على تثبيط نمو الفطريات وتدميرها.
3. الكورسينات (Coursinates): توجد في العديد من الأعشاب الطبية مثل  (Artemisia vulgaris). تعمل الكورسينات على تثبيط نمو الفطريات وتقليل تفشي الأمراض الفطرية.
4. التانينات (Tannins): توجد في العديد من النباتات (Acacia spp). تعمل التانينات على قتل الفطريات وتثبيط نموها عن طريق تثبيط إنزيماتها الحيوية.
5. الفينولات (Phenols): توجد في العديد من النباتات. تعمل الفينولات على تثبيط نمو الفطريات وتدميرها.

4- تفيد فى تقليل الإصابه أو الضرر الناتج عنها بعض المعاملات الزراعية مثل:

     أ.  التبكير في الزراعة.
    ب. الري المنتظم وعدم تعطيش النباتات خاصة وقت التزهير.
    ج. التسميد الازوتى الجيد بالمعدلات الموصي بها.
     د.  الامتناع عن التوريق وتطويش النباتات.

5- زراعة الذرة في الأراضي التي سبق زراعتها بالارز فى العام السابق يقلل الى حد كبير نسبة الإصابه بهذا المرض.

6- يمنع اخذ تقاوي من النباتات المصابة حيث تساعد هذه الحبوب الملوثة على زيادة إنتشار المرض بجانب إصابه النباتات الناتجة منها.

7-ينصح بزراعة الأصناف والهجن التي تنتج في أماكن موثوق بها مثل الهجن الفردية والثلاثية والأصناف التي ينتجها مركز البحوث
الزراعية وشركات التقاوي التي توصي بها وزارة الزراعة.