شهدت
البلاد اليوم موجة من الرياح المثيرة للرمال والأتربة على أغلب الأنحاء، مما يتطلب
المزيد من الحرص والحفاظ على الصحة، خلال مواجهة هذه العواصف، و تؤثر العاصفةالترابية على صحة الجهاز التنفسي سواء لدى الأطفال أو الكبار المصابين بمشكلات في
الجيوب الأنفية والصدر، وهناك مجموعة من المشروبات، التي يمكن تناولها بعد التعرض
للعواصف الترابية، ومواجهة الأتربة المحملة بها، والتي لها مفعول في تنقية الرئتين
والجهاز التنفسي، بما علق به من أتربة، كما أنها تحمي من الإصابة بإلتهابات الشعب
الهوائية، كما يساعد شرب السوائل على تخفيف أعراض إلتهابات الجيوب الأنفية من خلال
تنظيف الممرات الأنفية والتخلص من طبقة المخاط وترطيب الأنف والحلق والوقاية من
السعال. ومن هذه المشروبات نذكر منها مايلى:
الماء
لا غنى عن الماء، فهو المشروب الأول والأكثر فعالية في ترطيب الجسم، و كثرة تناول الماء يعد من الأمور الجيدة التي تقلل من التعرض للمضاعفات الصحية، وشرب كميات من المياه يعمل على تحسين تدفق الدم إلى الرئتين، و يساعد في طرد جزيئات الغبار من الحلق. وينصح الأطباء بشرب الماء على مدار اليوم، حتى وإن لم تشعر بالعطش، كذلك تناول الفواكه والخضروات الغنية بالماء، مثل البطيخ والخيار، مع تجنب المشروبات السكرية، مثل المشروبات الغازية والعصائر المُصنّعة، فهي قد تؤدي إلى الجفاف، بالإضافة إلى شرب كمية إضافية من الماء خلال ممارسة الرياضة أو التواجد في الطقس الحار. كما يمكن إضافة شرائح من الفواكه مثل الليمون، البرتقال، الخيار، أو النعناع إلى الماء لمنحه نكهة منعشة وتشجيع شرب المزيد منه.

عصير البرتقال:
البرتقال
من الفواكه الغنية بفيتامين ج (Vitamin C)، كما يحتوى على فيتامين ب (Vitamin
B) فهو يساعد الجسم على محاربة الإلتهابات،
تناول كوبًا من عصير البرتقال الطبيعى الغير محلى بالسكر، أو تناول حبتين من البرتقال
يوميًا لبضعة أيام. كما يعمل
البرتقال أيضا على زيادة مناعة الجسم، وخفض الكولسترول والدهون في الدم، ويعد
مصدراً غنياً بالسليلوز والبكتين (Pectin) المسؤولين
عن تطهير الأمعاء وطرد المواد الضارة بالجسم.
عصير الليمون:
يجب
الإكثار من تناول عصير الليمون؛ لأنه علاج فعال لعلاج إلتهابات الشعب الهوائية،
كما أنه يساعد في التخلص من المخاط. كما أن الليمون الطازج يساعد على زيادة
مناعة الجسم لغناه بفيتامين ج. ويمكن عصر ليمونة كاملة في كوب من الماء الدافئ، مع
إضافة القليل من العسل وشربه تدريجياً، هذا سوف ينظف الرئتين ويساعد في زيادة
المناعة.
مشروب الحليب والكركم:
الكركم
له عدد من الخصائص التي يمكن أن تجعله مفيدًا في مكافحة إلتهاب الشعب الهوائية، ومنها التأثيرات المضادة للفيروسات (Antiviral) والبكتيريا والمضادة للإلتهابات (Anti-inflammatory)؛ وذلك لأن الكركم يزيد أيضًا من نشاط مضادات
الأكسدة، مما يعني أنه قد يساعد في تقليل التهيج وتعزيز المناعة. تعد مادة الكركومين
(Curcumin) إحدى مضادات الأكسدة (Antioxidants) الموجودة بشكل أساسي في الكركم، مما يجعل مشروب الكركم مع الحليب
خياراً غنياً لمحاربة تلف الخلايا والوقاية من الأمراض والإلتهابات، كما يساهم في الحفاظ
على الوظائف الطبيعية لخلايا الجسم. الكركم له خصائص مضادة للبكتيريا (Antibacterial)، يمكن غلى ملعقة
صغيرة من الكركم مع الحليب، يترك ليبرد قليلًا، ثم يمكن إضافة القليل من العسل
وشربه.
الزنجبيل:
يعدالزنجبيل علاجا طبيعيا فعالا للتخلص من إلتهابات الشعب الهوائية، ويساعد كثيرا في
علاج البرد، ويعزز الجهاز المناعي، ويفضل تناوله كمشروب ساخن، مع إضافة العسل بدلا
من السكر، ويشرب مرتين في اليوم، هذا سوف يساعد في تنظيف الممرات الأنفية. يوفر خليط من العسل والزنجبيل القدرة على
علاج أو الحد من آثار الربو، حيث يعد مهدئا طبيعيا ومضادا للإلتهابات التى تفرز
هرمون التوتر ويعزز تدفق الأكسجين إلى الرئتين وإسترخاء الأوعية الدموية. كما
أن خليط العسل والزنجبيل يوفر الإغاثة الفورية للأشخاص الذين يعانون من السعال
والبرد وإلتهاب الحلق وسيلان الأنف ومشاكل أخرى فى الجهاز التنفسى.الخردل:
يحتوي
الخردل على مضادات الأكسدة التي تحمي الجسم من الأضرار الناتجة عن الجذور الحرة (Free
radicles). كما يحتوي على فيتامينات ومعادن مثل فيتامين
ج، والكالسيوم، والمغنيسيوم، والبوتاسيوم، والفوسفور، والحديد. و يمكن أن يساعد الخردل
في علاج إلتهاب الشعب الهوائية، وتنقية الجهاز التنفسي لإحتوائه على مركبات مضادة للبكتيريا
والفطريات.زيت الأوكالبتوس:
يساعد
إستنشاق زيت الأوكالبتوس في تهدئة الشعب الهوائية، كما أنه مضاد للجراثيم، يغلي
بعض الماء وتضاف إليه بعض قطرات من هذا الزيت، ويتم إستنشاق الأبخرة المتصاعدة.وينصح بتناول الغذاء الصحي السليم والمكون من جميع المجموعات الغذائية بمختلف عناصرها الضرورية لصحة الجسم وحمايته من أضرار الغبار ويفضل تناولها بعد التعرض للأتربة. كما أنه هناك عدد من النصائح لمواجهة العاصفة الترابية بجانب شرب الكثير من السوائل ومنها: ضرورة غسل اليدين باستمرار، الحرص على ترطيب الأنف، تجنب التواجد في الأماكن المفتوحة، إرتداء الكمامة، مع ضرورة إغلاق نوافذ الغرف والسيارات.
بقلم الدكتورة فاطمة على أحمد نائب رئيس مركز بحوث الصحراء السابق للبحوث والدراسات والمشروعات