إلتهاب المعدة (Gastritis) المزمن هو إلتهاب وتهيج حاد فى الغشاء المخاطى المبطن لجدار المعدة، وقد يكون الإلتهاب حادًا أو مزمنًا، وتعد قرحة المعدة هي الأكثر شيوعاً اﻵن بين الناس، حيث تعود أسبابه للعديد من العوامل الحياتية كالإكثار من تناول الأدوية، التوتر الدائم والضغط النفسى، التدخين، التعرض لرائحة الدخان، التقدم فى السن، ضعف بطانة المعدة، أو الإرتجاع المرارى وغيرها. كما يحدث إلتهاب المعدة لأسباب متعددة أهمها الإصابة بعدوى الجرثومة الحلزونية، وهى عدوى بكتيرية تسمى هيليكوباكتر بيلوري والتى تعد المسبب الأول لإلتهاب المعدة، أو جراء الإستخدام المفرط لمضادات الإلتهاب غير الستيروئيدية مثل الإيبوبروفين أو الأسبرين.
يعد إتباع حمية غذائية غنية بالفواكه والخضروات والألياف خياراً صحياً لمرضى قرحة وإلتهاب المعدة، حيث أنها قد تساعد في علاج قرحة المعدة والقضاء على جرثومة المعدة. وتتضمن الأطعمة والأغذية التي ينصح بتناولها أثناء الإصابة بإلتهاب المعدة و التي قد تخفف من الأعراض المصاحبة لها على الآتي:
الأطعمة الغنيّة بمضادات الأكسدة:
يُعتقد أنها تساعد في التخفيف من إلتهاب المعدة، ومن أهم مصادرها الفواكه والخضروات مع ضرورة الإبتعاد عن الحمضيات، ومن الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة الخضروات الورقية ومنها السبانخ والتى تحتوى على فيتامين ك الذى يمكن ان يساعد على التقليل من النزيف الناجم عن قرحة المعدة كونه مسؤول عن إنتاج الصفائح الدموية التي تجلط الدم وتمنع النزيف المفرط، وأيضا باتات العائلة الصليبية ومنها البروكلى، الكرنب والقرنبيط، الفجل، ومن الفواكه: التوت، والتفاح والفراولة. يعد الكرنب من الخضراوات المضادة ﻟﻺلتهاب، وقد ثبت أن له فائدة في علاج قرحة المعدة واﻹثني عشر. حيث يعتبر عصير الكرنب الطازج من الأدوية الناجحة لعلاج القرحة حيث يحتوي على مركبين هامين هما جلوتامين (Glutamine) وإس ميثايل ميثايونين S. Methyl- methionine.
الأطعمة الغنيّة بالألياف:
يُنصح بتناول الأطعمة الغنيّة بالألياف، فمن المحتمل أنها تقلل من التقرحات التي تصيب بطانة المعدة، فهي تعد من أهم الأمثلة على أطعمة تساعد على علاج إلتهاب المعدة. حيث تُعد المكسرات، البقوليات مثل الفاصوليا، بذور الشيّا، بذور الكتان، الفواكه مثل التفاح، الخضروات ومنها الجزر والحبوب الكاملة من المصادر المهمة للألياف، كما يُنصح بالإبتعاد عن الألياف المحتوية على الجلوتين، مثل: الشوفان، والكينوا وغيرها.الأطعمة الغنية بالبروتينات والدهون الصحيّة:
يُعتقد أنها تساهم في شفاء متلازمة الأمعاء المتسربة والتي تعد أحد أسباب إلتهاب المعدة، ويمكن الحصول على البروتين من الأطعمة قليلة الدسم مثل الأسماك، والدواجن، مع الحرص على إختيارها من مصادر نظيفة. تحتوى مرقة الدجاج أو اللحوم علي مادة الجلوتامين التي تساعد في علاج الالتهابات، وتعمل علي تهدئة المعدة. كما يمكن الحصول على البروتين من البيض ولكن ليس المقلى، كما يمكن أخذ الدهون من زيت الزيتون، وجوز الهند، والأفوكادو. الأطعمة المحتوية على البروبيوتك:
يمكن أن يساعد البروبيوتيك (Probiotics)، في تنظيم حركة الأمعاء وتحتوي بعض مكملات البروبيوتك على البكتيريا النافعة التي قد تحد من إنتشار الجرثومة الحلزونية، ويحتوى الزبادي على بكتيريا البروبيوتيك التي تساعد في التخلص من البكتريا الموجودة بالجهاز الهضمي وتعرضه للإصابة والشعور بألم شديد في المعدة، لذا أحرص بشكل دائم علي تناوله للحصول علي فوائده. كما يمكن الحصول على البروبيوتيك عبر المكملات الغذائية، أو عن طريق الأطعمة المخمرة مثل الخيار المخلل.الثوم:
يحتوي الثوم على خصائص مضادة للبكتيريا والجراثيم، ما يجعله مفيداً في مكافحة العدوى، حيث كشفت بعض الدراسات، أن الثوم يساعد في منع تطور قرحة المعدة ويسرع عملية الشفاء من القرحة. وقد يساعد أكل الثوم النيء على تخفيف أعراض إلتهاب المعدة، ويمكن سحقه وخلطه مع ملعقة من زبدة الفول السوداني لإخفاء طعمه، مع ضرورة الإنتباه لتأثير الثوم على الضغط وتميع الدم. ويؤكد الأطباء أن تناول فصين من الثوم مرتين يومياً يقلل من الإصابة ببكتيريا هيليكوباكتر بيلوري التي تسبب القرحة.الفلفل اﻷحمر:
فقد أثبتت الدراسات أن الشطة تحتوي على مركب الكبساسين (Capsaicin) وهو المركب المسؤول عن حرارة الفلفل اﻷحمر والتى تحمي المعدة من القرحة وقد ثبت أن هذا المركب يمنع تكون القرحة. ولكن يجب عدم اﻹكثار من إستعمال الفلفل الأحمر حيث إن اﻹستعمال المستمر له بجرعات عالية قد يسبب تلف في الكبد وفي الكلى.الخرشوف:
أثبتت الدراسات العلمية بأن أوراق الخرشوف تستخدم لتخفيف مشاكل المعدة وخاصة عندما يكون سبب المشكلات إضطراب وظائف الكبد والمرارة. فقد أكدت اﻷبحاث أن مرارة الأوراق تحفز تدفق عصارة الصفراء التي تؤدي إلى الهضم الأفضل للدهون. يحتوى الخرشوف على مادة (السينارين) وأكدت بعض الدراسات أنه ربما يكون له تأثير في عملية حماية الكبد.الرمان:
الرمان لديه القدرة على محاربة اﻹلتهابات، حيث إنه غني بالألياف وفيتامين (C) والرمان الطازج أو المجفف أو قشوره تحتوي علي مواد عفصية (Tannins) والذي يشمل Granatine, Punicalagin, Punicalin. وقد وجد أن إستخدام مسحوق قشر الثمرة إذا مزجت مع العسل النقي يعطي نتائج إيجابية ضد قرحة المعدة ويجب ملاحظة عدم إستخدام مسحوق الثمار لوحده بل يجب مزجه مع العسل، تستخدم كميات متساوية من مسحوق ثمار الرمان الجافة أو مفروم ثمار الرمان الطازجة وعسل النحل النقي ويؤخذ من هذا المزيج ملعقة صغير على جرعات بمعدل ثلاث مرات في اليوم وتؤخذ قبل الوجبة الغذائية بحوالي ربع ساعة ملعقة كبيرة. ويجب عدم اﻹستمرار في تناول هذا العلاج بعد الشفاء كما يجب عدم زيادة الجرعات عن الجرعات المحددة وعدم إستخدام المسحوق بدون عسل.الموز:
وخصوصاً الموز غير الناضج يحتوي على مركب من مركبات الفلافونويد يسمى (Leucocyanidin) الذي يزيد من كمية المخاط الموجود في المعدة ويقلل من الحموضة فيها. حيث تحمي مادة الفلافونويد بطانة المعدة من الإصابة بالقرحة، عن طريق زيادة إفراز المخاط المعدي، ما يعوق نمو البكتيريا لأنها تنمو في وسط حامضي.الزنجبيل:
للزنجبيل تأثير قوي على قرحة المعدة واﻹثني عشر فقد عرف أن له تأثير فعال ضد اﻹلتهابات. حيث يحتوى الزنجبيل علي 11 مركبا لها تأثيرات على قرحة المعدة. تستخدم بعض المستشفيات الألمانية الزنجبيل في علاج أمراض المعدة والأمعاء لتأثيراته المهدئة والمنشطة للدورة الدموية، ويساعد على تنشيط الدورة الدموية وبالتالي ضخ الدم بشكل جيد في الأوعية الدموية الدقيقة للأمعاء، مما يؤدي إلى تحسين الغشاء المخاطي للأمعاء وتقليل التقرح. ويمكن تناوله كمشروب وأيضا إضافته إلى الطعام. وتشير نتائج بعض الدراسات إلى أن الزنجبيل يساعد في علاج قرحة المعدة الناتجة عن بكتيريا هيليكوباكتر بيلوري.الكركم:
يحتوي الكركم على مادة الكركمين التي لها خصائص مضادة للأكسدة وتقليل الإلتهابات مثل إلتهاب جدار وبطانة المعدة الذي يؤدي إلى ظهور قرحة المعدة. كما تشير بعض الدراسات التى أجريت أن أخذ كسبولات محضرة من الكركم تحتوي على 250 ملليجم بمعدل كبسولة ثلاث مرات يومياً تشفي القرحة. كما يستعمل لعلاج مشاكل الكبد والمرارة وفقدان الشهية والسرطان وإلتهابات المعدة.مشروب العرقسوس:
يعود ذلك لإحتوائه على مركب الجلاسيريزين (Glycyrrhizin)، إذ يُعتقد بأن هذا المركب له خصائص مضادة للإلتهاب مما يساهم في تهدئة المعدة، حيث يؤكد الأطباء أنه يخفف من آلام قرحة المعدة، ويقلل الحموضة الناتجة عن البكتيريا المسببة للقرحة، مع ضرورة الإنتباه لتأثير عرق السوس على ضغط الدم المرتفع.البابونج:
نوع من الأعشاب يستخدم لعلاج القلق والتوتر والتشنجات المعوية والإلتهابات، وتشير بعض الدراسات إلى أن مستخلصات البابونج تحتوي على خصائص مضادة للقرحة المعدية.ينصح مرضى إلتهاب المعدة بتجنب بعض الأطعمة ونذكر منها مايلى:
الحمضيات، مثل البرتقال والليمون، والطماطم والجريب فروت، البصل، المشروبات التي تحتوي على الكافيين، مثل الشاي والقهوة، مشروبات الطاقة والمشروبات الغازية، الذرة، الحليب كامل الدسم ومشتقاته، الأطعمة الدهنية، والمقلية، والأطعمة الحارة، والأطعمة الغنية بالسكريات، والمخبوزات، اللحوم الحمراء، واللحوم المدخنة، اللحوم المصنعة الغنية بالدهون، مثل: السجق، والسلامي، البرجر، واللحوم المقددة. البهارات والتوابل الحارة، مثل: الفلفل الأسود، والشطة، والخردل، معجون صلصة الطماطم الجاهزة. إضافة إلى ما سبق، ينصح مرضى إلتهاب المعدة بتجنب الضغط النفسي ومسببات التوتر من خلال تمارين الإسترخاء واليوجا، تجنب تناول الأطعمة المتبلة والحارة، كما يجب الإقلاع عن التدخين، عدم تناول وجبات كبيرة، وإنما محاولة تقسيم الوجبات لوجبات أصغر على مدار اليوم. كما يجنب تناول الطعام قبل النوم بعدة ساعات. الدكتورة فاطمة على أحمد
نائب رئيس مركز بحوث الصحراء السابق للبحوث والدراسات والمشروعات