أ
أ
ينتمي الفول إلى البقوليات، ويعد طبق الفول المدمس من الأطباق الشهية وذات الشعبية في مصر والعالم العربي، وهو من أكثر الأطعمة التي يحرص العديد من الأشخاص على تناولها في وجبة السحور خلال شهر رمضان المبارك، لأنه يساعد على الشعور بالشبع والإمتلاء، لذلك يطلق عليه البعض اسم "مسمار البطن".
القيمة الغذائية للفول المدمس:
تحتوى كل 100 جرام من الفول على 314 سعرا حراريا، 58.29 جرام من الكربوهيدرات، 26.12 جرام من البروتينات، 25 جرام من الألياف الغذائية، 5.70 جرام من السكر، 1.53 جرام من الدهون. كما أن حبوب الفول غنية جدا بحمض الفوليك (Folic acid) والفيتامينات ومنها فيتامين ب1 المسمى الثيامين (Thiamine)، كما يحتوى على العديد من المعادن ومنها: المنجنيز والنحاس والفوسفور والمغنيسيوم والحديد والبوتاسيوم والزنك.
فوائد الفول المدمس الصحية:
الفول هو الطبق الرئيسي على مائدة السحور في رمضان، وذلك لدوره في التغلب على الشعور بالجوع خلال الصيام، فضلًا عن إحتوائه على العديد من العناصر الغذائية التي تجعله من الوجبات المتكاملة المفيدة لصحة الجسم، وله العديد من الفوائد الصحية نذكر منها مايلى:مصدر للفيتامينات والألياف الغذائية ويمد الجسم بالطاقة والحيوية:
يحتوي الفول على نسبة مرتفعة من الفيتامينات والعناصر الغذائية الهامة التي يحتاجها الجسم، ويزود الجسم بالبروتينات النباتية التى يفقدها خلال فترة الصيام. كما يمد الفول الجسم بالألياف الغذائية التي تساعد على الشعور بالشبع، كما يساعد الفول على تقليل الشعور بالتعب أثناء الصيام، لإحتوائه على نسبة جيدة من الكربوهيدرات المعقدة (Complex carbohydrates)، التي يعتمد عليها الجسم، للحصول على الطاقة والحيوية والنشاط، ويعزز قدرة الجسم على التحمل دون تناول الطعام لفترةٍ طويلة نظرا لصعوبة إمتصاصه وهضمه لأن الكربوهيدرات المعقدة تستغرق وقتًا طويلًا في الهضم والإمتصاص. كما يحتوي الفول على نسبة مرتفعة من البروتين النباتي الذي يمد الجسم بالطاقة، كما يحتوي على فيتامين ب1 وهو من الفيتامينات المفيدة في تحويل الكربوهيدرات إلى طاقة.تعزيز عملية الشعور بالشبع وصحة الجهاز الهضمى:
الفول من البروتينات التي تستغرق الكثير من الوقت حتى إتمام عملية الهضم والإمتصاص، وبالتالي تعطي شعورًا بالشبع لفترة طويلة. كما يمد الفول الجسم بالألياف الغذائية التي تساعد على الشعور بالشبع لفترة أطول وتحفز حركة الأمعاء، وتسهيل عمليتي الهضم والإمتصاص، كما ينظف المعدة، وبالتالي تساعد على الوقاية من الإمساك. يحتوي الفول أيضا على فيتامين ب2 (Vitamin B2)، الذي يساهم في تعزيز عملية التمثيل الغذائي لبعض العناصر، مثل البروتين والكربوهيدرات، وتحسين إمتصاص الجسم لمعدن الحديد. خفض مستويات الكوليسترول فى الدم وتحسين صحة القلب:
يحتوي الفول على نسبة عالية من البروتينات النباتية وحمض الفوليك والعديد من الفيتامينات والمعادن الأخرى، ويتميز البروتين النباتي بعدم إحتوائه على الدهون التي تتسبب في إرتفاع نسبة الكوليسترول الضار في الدم. كما أن الفول غني بالألياف الغذائية القابلة للذوبان التي يمكن أن تبطئ إمتصاص الدهون في الدم، وبالتالي تخفض مستويات الكوليسترول الضار (LDL). كما أن الفول غني بالعناصر الغذائية التي يمكن أن تحسن صحة القلب، إذ يحتوي على عنصرى المغنيسيوم والبوتاسيوم اللذين قد يمنعان إرتفاع ضغط الدم وبالتالى يحسن صحة القلب والأوعية الدموية.
تعزيز الجهاز المناعى:
يساعد البروتين النباتى المتوفر بالفول على تكوين الأجسام المضادة للفيروسات (Antiviral) والمضادة للبكتيريا (Antibacterial)، لذلك تصبح مناعة الجسم أكثر قدرة على مكافحة العدوى عند تناول الفول المدمس، فيساعد تناول الفول بإنتظام على تعزيز جهاز المناعة، وذلك لغناه بالمركبات الفينولية (Phenolic compounds)، ومضادات الأكسدة (Antioxidants)، الضرورية للدفاع المناعي للجسم، لأنها تحارب الجذور الحرة (Free radicles) التي قد تؤدي إلى تلف الخلايا وتسبب الأمراض.ضبط مستويات السكر فى الدم:
يقلل الفول من فرص إنخفاض سكر الدم أثناء الصيام، لأن إحتوائه على الألياف الغذائية تساهم في ضبط مستويات السكر بالجسم، مما يقلل الإجهاد والتعب الناتج عن الصيام. وبالنسبة لمرضى السكري يجب الإنتباه إلى أن الفول غني بالكربوهيدرات، وخاصة عند أكله مع الخبز، ولذلك يجب إحتسابه من حصة الكربوهيدرات حتى لا يؤدي لدى المرضى بإرتفاع سكر الدم.علاج فقر الدم:
قد يساعد تناول الفول على علاج أعراض فقر الدم (Anemia) لإحتوائه على معدن الحديد الضروري لإنتاج الهيموجلوبين (Hemoglobin)، وهو البروتين الذي يمكّن كريات الدم الحمراء من حمل الأكسجين عبر الجسم. ويمكن أن يؤدي نقص الحديد إلى فقر الدم الذي يسبب الإرهاق والضعف والدوخة وضيق التنفس. تقليل أعراض مرض باركنسون:
يحتوي الفول على مركب يسمى ليفودوبا (L-dopa)، والذي يحوله الجسم إلى الدوبامين (Dopamine)، وهو هرمون موجود بشكل طبيعي في جسم الإنسان، يعزز من الشعور بالسعادة، بالإضافة إلى كونه ناقلًا عصبيًا، أي أنّه يرسل إشارات بين الجسم والدماغ. والفول مهم لمرضى الشلل الرعاش، لأن مرض باركنسون ((Parkinson disease يقتل خلايا الدماغ المنتجة للدوبامين مما يؤدي إلى الإرتعاش وأعراض أخرى، ويتم علاج الأعراض عادةً بالأدوية التي تحتوي على (L-dopa). لذا فقد يساعد تناول الفول في تقليل أعراض مرض باركنسون لدى المرضى.
المساعدة في إنقاص الوزن:
يعد الفول المدمس من الأطعمة الفعالة في إنقاص الوزن، وذلك لأنه غني بالبروتينات النباتية والألياف الغذائية التي تساعد في الشعور بالإمتلاء والشبع، مما قد يؤدي إلى إنخفاض تناول المزيد من السعرات الحرارية ويؤدى إلى فقدان الوزن.تقوية العضلات والأعصاب وتعزيز صحة العظام:
يساعد الفول على بناء وتقوية العضلات، ويعود ذلك لإحتوائه على البروتين النباتى، كما يتميز الفول بإحتوائه أيضا على فيتامين ب1 (Vitamin B1) المعروف بـ"الثيامين"، وهو من الفيتامينات المفيدة لتقوية الأعصاب، والعضلات، وتعزيز صحة المخ، بالإضافة إلى دوره الفعال في تحويل الكربوهيدرات إلى طاقة. كما يحتوي الفول على نسبة عالية من معدنى المنجنيز والنحاس، وهما من العناصر الغذائية التي قد تمنع ضعف العظام و يحسن كتلة العظام.الإحتياطات الواجب أخذها فى الإعتبار عند أكل الفول المدمس:
يجب عند تدميس الفول بالمنازل أن يتم نقع الفول لمدة لا تقل عن 12 ساعة فى الماء، وذلك للتخلص من القشرة لإحتوائها على حامض الفيتيك (Phytic acid) الذي يتسبب في عدم إمتصاص الحديد في الجسم، كما Hن إضافة العدس والطماطم والثوم إلى الفول عند التدميس يعمل على تعزيز القيمة الغذائية للفول. وبعد تناول وجبة الفول يجب شرب كميات كبيرة من الماء، وينصح بتناول الطماطم والخيار والخضروات الورقية كالخس والبصل مع وجبة الفول، مع ضرورة تقليل الملح المضاف خاصة بالنسبة لمرضى إرتفاع ضغط الدم، حتى لا تشعر بالعطش أثناء الصيام, كما يفضل عند إعداد الفول إضافة مادة دهنية كالزيت الحار أو زيت الزيتون لدور الدهون في إنتاج الطاقة اللازمة للجسم، ويجب إضافة الكمون للفول لدوره في طرد الغازات وتقليل إنتفاخ البطن الذي يؤرق الصائمين، مع عدم إضافة التوابل الحريفة التي قد ترهق القولون أثناء فترة الصيام. بالنسبة لمرضى الكوليسترول يجب محاولة تقليل ما يضاف للفول من طحينة، لأنها دهون، أما بالنسبة لمرضى إضطرابات الأمعاء فقد يؤدي الفول إلى المتاعب لهم، لذلك يفضل إستشارة الطبيب المختص قبل تناوله. وينصح عادة بغسل الفول المعلب من ماء النقع قبل تقديمه، لأنه غني بالصوديوم. الدكتورة فاطمة على أحمد نائب رئيس مركز بحوث الصحراء السابق للبحوث والدراسات والمشروعات