الثلاثاء، 17 شوال 1446 ، 15 أبريل 2025

هل ارتفاع أسعار الليمون مرض زراعي ام غلاء سلعة .. اليك كافة التفاصيل

ليمون
ليمون
أ أ
techno seeds
techno seeds
بعد ارتفاع أسعار الليمون واقتلاع أشجاره بعد حدوث إصابات منذ أكثر من 3 سنوات قضت على الأشجار مما دفع البعض لزراعة محاصيل أعلى ربحية وإنتاجية، ليتخطى سعر الكيلو الـ100 جنيه، وقد سجلت عائدات صادرات الموالح المصرية فى الموسم الأخير 2023-2024 ما يصل إلى 1.163 مليار دولار بنمو 22.5%، ونحو 150 ألف طن من الليمون وفق بيانات الهيئة العامة للرقابة على الصادرات والواردات، وعن أسباب ارتفاع الأسعار والموعد المتوقع لانخفاضها هذا ما سنتعرف عليه فى السطور التالية.

أرجع د. محمد فهيم رئيس مركز معلومات تغير المناخ الأسباب نتيجة لجوء بعض المزارعين لإجراء عملية تصويم الأشجار المزروعة فى الأراضى الطينية للحصول على ثمار فى توقيت مميز من السنة وبيع المحصول بسعر مرتفع، وتسببت البرودة القارسة خلال فصل الشتاء فى تقليل الإنتاجية.

وأضاف فهيم، يبدأ التصويم بداية شهر يوليو لنحصل على ثلاثة مواسم ويكون المحصول الأساسى ويسمي "السلطانى" ويبلغ 60% من إنتاج الشجرة فى شهر مارس، وتم تأخير إنتاجه بسبب برودة الشتاء أواخر يناير وفبراير، أما الموسم الثانى يكون الإنتاج بنسبة 30% ويسمى "الرجيعة" فى شهر أكتوبر، أما الموسم الحالى الذى ترتفع فيه أسعار الليمون ويسمي بـ"الرجعية الثانية" فالإنتاج يمثل 10% فقط، ومع زيادة الطلب على الليمون خلال شهر رمضان وقلة المعروض ارتفعت أسعاره بشكل كبير.

وقال فهيم: إنه بالرغم من أن نظام التصويم له الفضل فى وجود ثمار الليمون طوال العام؛ حيث يمنع الرى عن الأشجار الذى يصل عمرها من  6 إلى 10 سنوات خلال شهرى يوليو وأغسطس لتروى فى سبتمبر وأكتوبر فيما يعرف بالتصويم الأصغر، كما أنه في حالة "الصيام الكبير" يكون عمر الأشجار أكبر من عشر سنوات  تصوم الأشجار تسعة أشهر وتروى فى شهور سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر، إلا أن كثرة تصويم الأشجار  يؤدى إلى قصر عمرها نسبيًا.

 وسجلت أسعار الليمون مستويات مرتفعة بالأسواق المصرية، خلال التعاملات ما قبل وخلال شهر رمضان ارتفاعًا ليصل سعر الكيلو ما يقارب الــ 90 إلى  100 جنيه فى بعض المناطق، نتيجة قلة المعروض منه لانتهاء موسمه؛ حيث يبدأ موسم الليمون في شهرى أكتوبر ونوفمبر من كل عام، ويقل تدريجيًا مع نهاية فصل الشتاء.

وأضاف، أن المساحات المزروعة بالليمون قليلة نسبيًا بالنسبة لأشجار الموالح الأخرى؛ حيث لا تتعدى 10% من أشجار الموالح، نتيجة تخلص أغلب المزارعين من أشجار الليمون فى السنوات الماضية لانخفاض أسعاره، الأمر الذى تسبب فى نقص المعروض بالأسواق خلال مواسم الاستهلاك.

سببان

وفى سياق متصل، أكد محمد برغش رئيس جمعية السلام مركز بدر محافظة البحيرة سابقًا، أن هناك سببين لا ثالث لها تسببا فى ارتفاع سعر الليمون هما؛ "التصمغ" الذى قضى على مساحات كبيرة من زراعات الليمون، ونتيجة عدم وجود علاج حقيقى لهذه الظاهرة، الأمر الذى تسبب فى امتناع المزارعين عن زراعة الليمون تجنبًا للخسائر الفادحة ,ونوه برغش بأن مركز بدر محافظة البحيرة، وقرية النجاح وجميع القرى المجاورة لها من أبرز أماكن إنتاج الليمون وأكثرها معاناة.

أما السبب الثانى هو عمليات التقليم والتصويم اللازمة لإنتاج الليمون، وحتى تعود دورة الإنتاج مرة أخرى  تستغرق نحو 4 شهور، ولذلك نجد الليمون الأخضر رخيص الثمن فى شهور التقليم فى الصيف، واعتبارًا من نهاية شهر سبتمبر يبدأ سعر الليمون فى التصاعد ويبلغ ذروته فى يناير وفبراير، فضلًا عن زيادة الاستهلاك خلال شهر رمضان، لذلك لابد إيجاد علاج للتصمغ أولًا حتى يعود الفلاحين لزراعة الليمون بسعر مناسب للفلاح، مشيرًا إلى أن شجرة الليمون لا يكون إنتاجها إقتصادى إلا فى عمر من 5 إلى 6 سنوات حسب جودة الخدمة.

معاناة 3 سنوات وقال محمد المصرى أقدم مزارعى الليمون بقرية المعركة محافظة البحيرة: نحن نعانى منذ 3 سنوات  من التصبغ وتم تقليع أشجار الليمون وإشعال النيران بها لأن الشجرة تذبل وتجف وتموت وتتساقط.. ولم نعرف هل العيب فى اختلاط مياه الصرف الزراعى بالمغطى أم هو مرض فيروسى .. وتم استبدالها بزراعة محاصيل أخرى وقد ناشد مزارعو الليمون بمديرية التحرير بالبحيرة، وزارة الزراعة وقتها.. وكل الشركات الخاصة والخبراء الأجانب  كانت تقوم بالفحص لكن دون جدوى ولم نحصل على أى تقرير بالحالة أو علاج  أو خطوة لإنقاذ الوضع.. ونتيجة برودة الطقس وانخفاض درجات الحرارة والتغييرات المناخية انتشر التصمغ الذى تسبب فى قلة الإنتاج والمحصول.

وأضاف المصرى أن هذا الوقت يطلق عليه "الموسم الفاصل" لإنتاج الليمون، وتم إصدار تعليمات من خلال علاء فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضى بتشكيل لجنة من معهد بحوث البساتين  بعد عيد الفطر لفحص الأراضى والأشجار بقرى البحيرة التى تعد المنتج الرئيسى لـ70% من الليمون بمصر طوال العام فى قرى "المعركة، والنجاح، والكفاح"، للوقوف على أسباب انتشار هذه الظاهرة وكيفية التصدى لها، فى حين أن الـ30% المتبقية يتم إنتاجها من خلال الفيوم والمنيا وغيرها.

نوه المصرى أن شجرة الليمون تنتج بعد خمس سنوات من الزراعة وتكلفة زراعتها منخفضة، مشيرًا إلى أنه من الممكن تعميم زراعتها بالشوارع ضمن المبادرة الرئاسية لزراعة 100 مليون شجرة، نظرًا لأن أوراقها غير متساقطة ومستديمة مدي الحياة إذا كانت على أصول لارنج على عكس أنواع الفولكا والبذرة قصيرة العمر وتوقع المصرى انخفاض أسعار الليمون خلال النصف الثانى من أبريل لتصل إلى 40 جنيهًا.

ممارسات خاطئة

من جانبها أوضحت د. دينا بيصار باحث بمركز البحوث الزراعية، أن المشكلة فى الممارسات الزراعية الخاطئة من جانب المزارعين والتى أدت لتقلص المساحات المزروعة بالاعتماد على زراعة الشتلات البذرية واستخدام أنظمة رى خاطئة سواء بالغمر أو الرش مما أدى لانتشار ظاهرة التصمغ بشكل كبير.

ونتيجة حدوث إصابات فى أشجار الليمون أثرت على الإنتاجية، لدرجة أن بعض المزارعين قاموا باقتلاع الأشجار بعد فشل محاولات العلاج، خاصة فى محافظة البحيرة والاستعداد لزراعة أشجار جديدة، مشيرة إلى أن زراعة الليمون تحتاج لفترة طويلة للإنتاج، وسيبدأ طرح العروات الجديدة من الليمون البلدى بعد شهر ثم تزيد الإنتاجية تدريجيًِا.

وأكدت بيصار أن مساحات زراعة الليمون فى مصر لا تزيد عن 40 ألف فدان وفقًا لآخر إحصائية عام 2024، تتركز معظمها بمحافظة الشرقية بنحو 14 ألف فدان والفيوم 6 آلاف فدان والبحيرة 3 آلاف فدان، و8 آلاف فدان غرب النوبارية وتتوزع باقى المساحة فى جميع أنحاء الجمهورية.

التصمغ


وعن مرض التصمغ فى الموالح، أشارت بيصار إلى أن الظروف البيئية المناسبة لظهور المرض: الرطوبة العالية، ودرجات الحرارة المنخفضة، وتتعرض الأشجار للإصابة بالكامل؛ حيث يصيب الفطر الجذور، الساق الرئيسية، والفروع.

 وتبدأ أعراض  الإصابة عند قاعدة جذع الشجرة، تحديدًا فى منطقة التاج، التى تلامس سطح التربة، وتظهر على شكل تعفن فى منطقة القلف واللحاء، وقد يصاحبه إفرازات بنية تعرف بالصمغ فى حالات الإصابة الشديدة، وينتشر المرض من الجذع الرئيسى إلى الفروع والثمار.

وقد تحدث الإصابة أيضًا بمنطقة الجذور قبل أن تصل إلى الساق الرئيسى، مما يؤدى إلى اصفرار عام للأشجار، تساقط الأوراق، ضعف الشجرة، وفى النهاية موتها، كما يمكن أن تصاب الثمار، مما يؤدى لتعفن بنى اللون ذو رائحة كريهة ,وينتقل المرض عبر الجروح  خصوصًا بعد عملية التقليم، أو من خلال مياه الرى الملوثة بجراثيم الفطر.

 
وللوقاية من المرض يجب تجنب إحداث الجروح فى الأشجار، ودهان جذوع الأشجار بعجينة بوردو، وتجنب استخدام السماد البلدى غير المتحلل، وعدم ملامسة مياه الرى لجذع الشجرة مباشرة، وتجنب دفن منطقة التطعيم بالتراب.

واستطردت قائلة: من طرق المكافحة كشط الأجزاء المصابة ودهن المنطقة المصابه  بمادة هيدروكسيد النحاس  أو بالحقن من خلال شبكة الرى بالتنقيط بمبيد يحتوى على الميفينوكسام أو فوستيل الألومنيوم بالتبادل.


بدائل


وقالت بيصار: إن الليمون البلدى أو الليمون المالح أو ليمون بنزهير، يحتوى على نسبة عالية من فيتامين ج الذى يعد أحد الفيتامينات التى تساعد وبشكل كبير على تحسين امتصاص الحديد فى الجسم.

وتابعت، هناك بدائل لليمون البلدى أقل  سعرًا وبكميات كبيرة بالأسواق مثل الليمون الأضاليا الذى يتراوح سعره فى السوق بين 5 - 11 جنيهًا وفى بعض الأماكن يصل إلى  20 جنيهًا، إلا أن الليمون البلدى يتميز بمذاقه الحامض والقوى ويعتبر أكثر قوة فى النكهة مقارنة بالأضاليا الأكبر حجمًا وقشرته أكثر سمكًا؛ حيث يتميز بمذاق أقل حموضة وألطف مقارنة بالبلدى مما يجعله أقل تركيزًا فى النكهة.

والنوعان يحتويان على نسبة عالية من فيتامينC، ولكن البلدى قد يحتوى على تركيز أعلى من الفيتامينات والمواد الغذائية، فى حين أن الأضاليا يحتوى على كميه عصير أكبر ولكنها أقل حامضية عن البلدى، ويمكن استخدامه بديلًا جيدًا لليمون البلدى فى معظم وصفات الطعام والصلصات والمشروبات مثل العصائر والمقبلات ولكن نحتاج لاستخدام كمية أكبر للحصول على نفس التأثير الحامضى لليمون البلدى ,وتوقعت بيصار انخفاض أسعار الليمون  خلال شهر ومع بداية موسم جنى عروات الليمون، لاسيما أن الإنتاج حاليًا ضعيف ولن يزيد قبل ثلاثة شهور من الآن.

جودة الشتلات

ونصحت بيصار مزارعى الليمون لتحقيق أعلى إنتاجية بمراعاة جودة الشتلات الليمون والتأكد من خلوها من الأمراض، والرى المنتظم بدون تغريق لنتجنب مشاكل كتيرة أهمها التصمغ، ويفضل الرى بالتنقيط عن الرى بالرش لتقليل الرطوبة الزيادة على الأوراق والثمار وجذوع الأشجار، فضلًا عن التأكد من الصرف الجيد بالأرض لأن المياه الزائدة  عدو جذور الليمون، وتقليم الأشجار بشكل دورى يساعد على تهوية الأشجار ويقلل فرص الإصابة بالأمراض، واستخدام المبيدات الفطرية الوقائية التى تحتوى على مركبات بها ميتالاكسيل أو مبيدات نحاسية.
اشترك في قناة اجري نيوز على واتساب اشترك في قناة اجري نيوز على جوجل نيوز
icon

الأكثر قراءة