أ
أ
يعد محصول القمح من المحاصيل الاستراتيجية التي تحظى باهتمام كبير من الدولة، التي تسعى إلى دعم المزارعين بكل الوسائل الممكنة لتحقيق أعلى معدلات الإنتاج والجودة، وقد تناولت الدكتورة هدى مصطفى الغرباوي هذا الموضوع بالتفصيل خلال لقائها مع الإعلامي طه اليوسفي في برنامج "المرشد الزراعي" عبر قناة مصر الزراعية.
مرحلة ما بعد طرد السنابل وتأثير التسميد على نمو القمح
أوضحت الدكتورة هدى الغرباوي أن التسميد بعد طرد السنابل ليس مستحبًا، حيث إن إضافة الأسمدة في هذه المرحلة قد تؤدي إلى نمو فروع جانبية غير مثمرة، مما يعيق تركيز النبات على اكتمال الحبوب.
وأضافت أن المغذيات اللازمة قد تم توفيرها مسبقًا في التربة ويتم امتصاصها من خلال مياه الري، لذا، فإن التركيز في هذه الفترة يجب أن يكون على إدارة الري بشكل جيد لضمان نقل المغذيات إلى الحبوب بطريقة مثالية.

دور الري في اكتمال الحبوب وتعزيز الإنتاجية
أكدت الدكتورة الغرباوي على أهمية إدارة الري في هذه المرحلة من نمو القمح، حيث تساعد المياه في نقل المغذيات إلى النبات وتعزز من اكتمال الحبوب، وذكرت أن عملية امتلاء الحبوب تصل إلى ذروتها في أواخر مارس أو بداية أبريل، حيث تبدأ الحبوب في الجفاف تدريجيًا حتى تصل نسبة الرطوبة فيها إلى 12-13%، مما يسهم في تحضيرها للحصاد.
الأمراض التي تهدد محصول القمح وطرق المكافحة
كشفت الدكتورة هدى الغرباوي عن الأمراض التي قد تصيب القمح في هذه المرحلة، مشيرة إلى أن الصدأ البرتقالي يعد من أكثر الأمراض انتشارًا في شهر مارس. ورغم وجود سلالات مقاومة لهذا المرض، فإن بعض الأصناف القديمة قد تكون عرضة للإصابة، مما يتطلب اتخاذ تدابير المكافحة، وأوضحت أن الطريقة الأكثر فعالية لمكافحة الصدأ البرتقالي هي رش النبات بمبيدات خاصة، مع ضرورة أن يتم الرش بطريقة صحيحة لضمان تغطية النبات بشكل كامل.

طرق الرش الفعالة لمكافحة الصدأ البرتقالي
أوصت الدكتورة الغرباوي بضرورة تنفيذ عملية الرش بدقة، موضحة أن أفضل طريقة هي استخدام تقنية تشبه "الشمسية" لضمان توزيع المبيد بشكل متساوٍ على سطح النبات، بدلاً من الرش المكثف المباشر.
وأكدت على أهمية تكرار عملية الرش بعد أسبوع أو عشرة أيام لضمان القضاء التام على الفطريات المسببة للمرض، مشددة على أن نجاح برنامج المكافحة يعتمد بشكل كبير على سرعة الاستجابة واتخاذ التدابير الوقائية في الوقت المناسب.
أهمية اختيار الأصناف المقاومة للأمراض
أشارت الدكتورة هدى الغرباوي إلى أهمية اختيار الأصناف المقاومة للأمراض كإجراء وقائي رئيسي ضد الصدأ البرتقالي والأسود.
وأوضحت أن الأبحاث مستمرة لاختبار مقاومة الأصناف في المناطق الموبوءة مثل كينيا وغينيا، حيث يتم تقييم قدرة السلالات الجديدة على تحمل الأمراض المختلفة.

مكافحة الصدأ الأسود وطرق الوقاية
أكدت الغرباوي أن الصدأ الأسود يعد من أخطر الأمراض التي قد تصيب القمح، حيث يمكن أن يؤدي إلى تدمير المحصول بالكامل في حال تفشيه.
وأوضحت أن زراعة الأصناف المبكرة تسهم في تجنب الإصابة بهذا المرض، نظرًا لأن النبات يهرب من الظروف التي تساعد في انتشاره، وأشارت إلى أن الصدأ الأسود يؤدي إلى ضعف النبات وانهياره التام، مما يؤثر سلبًا على إنتاجية المحصول.

أهمية متابعة الحقول واتخاذ التدابير الوقائية
شددت الدكتورة الغرباوي على أهمية المتابعة المستمرة للحقول للكشف المبكر عن أي إصابات بالصدأ. وأكدت أن الوقاية تبدأ من خلال فحص النباتات بشكل منتظم، واتخاذ إجراءات سريعة في حال ظهور أي أعراض.
كما نبهت إلى ضرورة متابعة اتجاه الرياح، حيث إن الجراثيم الفطرية قد تنتقل عبر الهواء، مما يعرض الحقول المجاورة للإصابة، وأوصت بتطبيق الرش الفوري بالمبيدات إذا ظهرت أي بقع صدأ على الأوراق، لمنع انتشار المرض في باقي المحصول.

أهمية الحفاظ على المحصول أثناء العطلات
اختتمت الدكتورة هدى حديثها بالتأكيد على أهمية عدم إهمال المحصول خلال فترات الأعياد والعطلات، مشيرة إلى أن أي إهمال قد يؤدي إلى تفشي الأمراض بشكل سريع.
وأوصت المزارعين بالاهتمام المستمر بمحاصيلهم، وأكدت أن المتابعة الدقيقة والتدخل السريع عند ظهور أي مشكلة هما المفتاح لتحقيق إنتاجية عالية وجودة ممتازة لمحصول القمح.