يُعتبر محصول الشعير من أقدم المحاصيل الزراعية، ويأتي في المرتبة الرابعة عالميًا بعد القمح والذرة والأرز. يتميز الشعير بقدرته الكبيرة على التكيف مع أنواع مختلفة من التربة، حيث يمكن زراعته في الأراضي المالحة والطينية والمستصلحة حديثًا، مما يجعله محصولًا استراتيجيًا يساهم في تحسين التربة والحفاظ على خصائصها.

أهمية الري في زراعة الشعير

أشارت الدكتورة شيرين إلى أن الشعير من المحاصيل التي تتطلب كميات قليلة من المياه مقارنة بمحاصيل أخرى، موضحةً أن بعض المناطق تعتمد على مياه الأمطار فقط لزراعته، مثل الأراضي الساحلية، بينما تحتاج الأراضي الأخرى إلى جدول ري محدد لضمان نمو المحصول بشكل سليم.


أضافت أن أول ريّة للشعير، والتي تُعرف بـ "راية المحياة"، تتم بعد 15 يومًا من الزراعة. وأوضحت أنه يجب على المزارع مراقبة احتياجات التربة بعناية؛ فإذا كانت هناك أمطار كافية، فلا حاجة للري الإضافي، لأن الإفراط في الري قد يؤدي إلى زيادة الرطوبة، مما يخلق بيئة مناسبة لانتشار الأمراض مثل البياض الدقيقي والتبقع الشبكي.

الآفات الحشرية وتأثيرها على محصول الشعير

أشارت الدكتورة شيرين إلى أن الشعير قد يتعرض لعدة آفات حشرية، مثل "الحفار"، الذي يعيش في التربة ويتغذى على الجذور، مما يؤدي إلى اصفرار النبات وضعف نموه، وأكدت أن استخدام الطعوم السامة يُعتبر من أنجح الطرق لمكافحة هذا الحفار، كما لفتت إلى أن بعض الحشرات الناقلة للأمراض، مثل "المن"، قد تسبب مرض "التقزم" الذي يؤدي إلى ضعف المحصول، مشيرةً إلى أن نسبة الإصابة بهذا المرض في مصر لا تزال منخفضة نسبيًا.
 

التوصيات الفنية لضمان محصول ناجح

أكّدت الدكتورة شيرين على أهمية استخدام بذور سليمة وخالية من الأمراض لضمان نجاح زراعة محصول الشعير، مشددةً على ضرورة معاملة البذور بالمبيدات الفطرية الوقائية، وأوضحت أن بعض الأمراض مثل التبقع الشبكي والتفحم السائب لا يمكن اكتشافها بالعين المجردة، حيث لا تظهر أعراضها إلا بعد بدء النمو.

كما أوصت بضرورة الحصول على البذور من مصادر موثوقة مثل مراكز البحوث الزراعية لضمان جودتها، محذرةً من زراعة بذور مجهولة المصدر التي قد تكون حاملة للأمراض، مما يؤدي إلى خسائر كبيرة في الإنتاجية، وشددت أيضًا على أهمية مراقبة الحقل باستمرار واتخاذ التدابير الوقائية فور ملاحظة أي أعراض مرضية، لضمان الحصول على محصول سليم وعالي الجودة.