يعد محصول الخرشوف من المحاصيل الزراعية القيمة التي تستحق تسليط الضوء عليها بفضل فوائده الصحية وقيمته الغذائية العالية، بالإضافة إلى العوائد الاقتصادية الكبيرة التي يمكن تحقيقها عند اتباع التوصيات الزراعية الصحيحة، قد تحقق زراعة الخرشوف أرباحًا ضخمة، قد تتجاوز مئات الآلاف من الجنيهات، إذا تم تنفيذ كافة التوجيهات الفنية بشكل دقيق. لذلك، من المهم الاستماع لآراء الخبراء في هذا المجال.

وفي لقاء مع الإعلامية آية طارق في برنامج "المرشد الزراعي" على قناة مصر الزراعية، تحدث الدكتور مصطفى كمال عبد الحليم، الباحث بمعهد بحوث البساتين، عن كافة جوانب محصول الخرشوف، بدءًا من قيمته الغذائية، وصولًا إلى طرق زراعته وأبرز الأخطاء التي يجب تجنبها لتحقيق أفضل النتائج.

أسباب تراجع الاهتمام بمحصول الخرشوف

أكد الدكتور مصطفى كمال عبد الحليم أن الخرشوف ينتمي إلى العائلة المركبة، التي تضم محاصيل أخرى مثل الشكرية، الخس، وعباد الشمس.

وأوضح أن تراجع الاهتمام بزراعة الخرشوف يعود لارتفاع أسعاره مقارنة ببقية المحاصيل المتاحة في الأسواق، بالإضافة إلى قلة الوعي بفوائده الصحية والغذائية.

كما أشار إلى أن زراعة الخرشوف تقتصر حاليًا على بعض المناطق الصغيرة مثل الإسكندرية والبحيرة، ما يجعله غير متواجد بكثرة في الأسواق المحلية.

القيمة الغذائية والفوائد الصحية للخرشوف
الخرشوف يحتوي على العديد من الفوائد الصحية التي تجعله مميزًا بين المحاصيل الأخرى، من أبرزها:

1- رغم احتوائه على نسبة عالية من الكربوهيدرات، إلا أنه آمن لمرضى السكري.
2- يعزز الدورة الدموية بفضل احتوائه على الفينولات، وهي مضادات أكسدة فعّالة.
3- يعزز صحة القلب.
4- يُحسن الذاكرة والتركيز، لذا يُنصح بتناوله للطلاب.
5- يعد منخفض السعرات الحرارية، ما يجعله مناسبًا للأنظمة الغذائية.
6- يحتوي على مادة السينارين التي تساهم في إفراز العصارة الصفراوية، مما يجعله مفيدًا لمرضى الكبد.
7- يعمل كمدر طبيعي للبول.
8- يعزز القدرة الجنسية لدى الرجال.
9- يساعد في تحفيز الشهية لدى الأطفال.
10- يعد علاجًا فعالًا للالتهابات.
11- يحتوي على كمية كبيرة من المياه.
12- خالٍ من الدهون.
13- يحتوي على معادن أساسية مثل البوتاسيوم والكالسيوم والمغنيسيوم، بالإضافة إلى الكاروتين.
14- يساعد في علاج عسر الهضم ومشاكل المرارة.

نصائح لربات البيوت في التعامل مع الخرشوف

قدم الدكتور مصطفى عبد الحليم بعض النصائح لربات البيوت حول كيفية استخدام الخرشوف في المأكولات اليومية، مشيرًا إلى أهمية سلقه أولًا قبل إضافته إلى الأطعمة لتجنب فقدان قيمته الغذائية بسبب الأكسدة.

ويمكن إضافته إلى أطباق مثل شوربة الخضار أو العدس، أو حتى في طاجن اللحمة المفرومة لزيادة قيمته الغذائية. كما يمكن تناوله مباشرة في صورته الخضراء.

المزايا الاقتصادية لمحصول الخرشوف

كشف الدكتور مصطفى كمال عبد الحليم عن الفوائد الاقتصادية الكبيرة التي يوفرها الخرشوف، مما يجعله من المحاصيل ذات العوائد المجزية، ويحتوي الخرشوف على العديد من المواد الفعالة التي يمكن استخدامها في صناعة الأدوية والمستحضرات الطبية، مما يزيد من قيمته التجارية.

كما أشار إلى أن موسم زراعة الخرشوف في مصر يمتد من أواخر نوفمبر حتى نهاية فبراير، وهو وقت مناسب لتصديره إلى الدول الأوروبية التي تستهلك الخرشوف بكثرة، مما يمنح مصر ميزة نسبية في الأسواق العالمية.

التصدير والمزايا العالمية

وأوضح الدكتور عبد الحليم أن الخرشوف المصري له فرص تصديرية كبيرة، حيث يمكن تصديره في شكله الطازج أو تحويله إلى منتج مصنّع في حال عدم توافر المواصفات المطلوبة.

وأضاف أن الدول الأوروبية تأتي في مقدمة الدول المستوردة للخرشوف المصري، تليها الدول العربية مثل لبنان والسعودية، ودول شمال إفريقيا.

ترتيب الدول المنتجة والمستوردة للخرشوف

تحتل إيطاليا صدارة الدول المنتجة للخرشوف، تليها إسبانيا وفرنسا والأرجنتين، فيما تأتي مصر في المرتبة الخامسة على مستوى العالم.

موسم زراعة الخرشوف في مصر

أوضح الباحث أن موسم إنتاج الخرشوف في مصر يمتد من نوفمبر حتى فبراير من كل عام، مع فترة نمو خضري تتراوح بين ثلاثة إلى أربعة أشهر.

كما أشار إلى أن بعض الدول الأوروبية تفرض رسومًا على استيراد الخرشوف للحفاظ على إنتاجها المحلي، وباتباع التوصيات الصحيحة والاهتمام بزراعة الخرشوف، يمكن للمزارعين تحقيق عوائد اقتصادية كبيرة، بينما يمكن للمستهلكين الاستفادة من فوائده الصحية المتعددة.