أ
أ
محصول الفراولة يُعتبر من الحاصلات الاستراتيجية التي تحظى بمكانة مرموقة في قائمة الصادرات الزراعية المصرية، ولذلك، زاد الاهتمام برفع كفاءة وإنتاجية هذا المحصول مع الالتزام بجميع الاشتراطات الفنية والإرشادية لتعزيز قدرة المزارعين على تحقيق المواصفات القياسية المطلوبة في المنافذ التصديرية.
الزراعة العضوية وتأثيرها على جودة المنتج:
أوضح أحد المزارعين، خلال لقاء في برنامج "حكاية مكان" المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، أن هناك تحولاً كبيراً في وعي المزارعين والتجار بأهمية استخدام المبيدات الآمنة. وأشار إلى أن المملكة العربية السعودية كانت قد أوقفت استيراد المنتجات المصرية بسبب وجود بقايا مبيدات، مما دفع القطاع الزراعي لاعتماد أساليب زراعية أكثر أماناً.
لذلك، أصبح مفهوم الزراعة العضوية متجذراً، مع اعتماد وسائل مكافحة طبيعية مثل المفترسات الحيوية والمصايد الفرمونية بدلاً من المبيدات التقليدية، مما عزز القدرة التصديرية للأسواق الأوروبية والعربية، وأضاف أن الفلاح أصبح أكثر حرصاً على جودة المنتج لأنه المستهلك الأول لمحصوله.

استيراد شتلات الفراولة وتكلفة الزراعة:
تُستورد شتلات الفراولة من الخارج، وتعتبر شركة "تيكلان" هي المصدر الرئيسي. ومع ذلك، بدأت مصر في تحقيق اكتفاء ذاتي في بعض مستلزمات الزراعة مثل الخراطيم والبلاستيك، مع محاولات لزراعة الشتلات محلياً لتقليل التكلفة. يُزرع الجيل الأول من الشتلات محلياً، ثم يُعاد إنتاجها كجيل ثانٍ، وذلك لتجنب ارتفاع تكلفة الشتلات المستوردة من الولايات المتحدة، خاصة من ولاية فلوريدا. وقد تضاعفت تكلفة زراعة الفراولة هذا العام مقارنة بالعام الماضي، حيث ارتفعت تكلفة الفدان من 200-250 ألف جنيه إلى 450-500 ألف جنيه بسبب زيادة أسعار الأسمدة، الشتلات، البلاستيك، الخراطيم، وتكاليف العمالة، مع تأكيد أن سعر التصدير الحالي لا يغطي هذه التكاليف.

إنتاجية الفدان وأهمية التسعير العادل:
تتراوح إنتاجية الفدان الواحد بين 35 إلى 40 طنًا خلال الموسم. ولضمان تغطية التكاليف وتحقيق هامش ربح مناسب للمزارع، يجب أن لا يقل سعر بيع الكيلو عن 25 جنيهاً. وأدى ارتفاع تكلفة الزراعة إلى جعل نظام الدفع بالكامل نقدياً، بعدما كان بالإمكان الشراء بالآجل، مما زاد من حاجة الفلاح إلى توفير رأس المال اللازم للموسم الجديد بنفسه.

موسم الحصاد والفراولة المجمدة:
يمتد موسم تصدير محصول الفراولة الطازجة من نوفمبر حتى مارس، بينما يبدأ إنتاج الفراولة المجمدة من يناير وحتى يونيو، ويعتمد استمرار الإنتاج على الظروف الجوية وجودة الأنسجة، حيث يمكن أن يستمر الموسم حتى نهاية يونيو إذا كانت الفراولة صلبة وقابلة للتخزين.نصائح للمزارعين الجدد واختيار الأصناف المناسبة:
للمزارعين المبتدئين، يُنصح بالبدء بمساحات صغيرة لاكتساب الخبرة وتقليل المخاطر المالية، وأدى التغير المناخي إلى ظهور أمراض فطرية جديدة لا تُدرس في القنوات التعليمية القديمة على الإنترنت، مما يجعل الاعتماد على مهندس زراعي متخصص أمراً ضرورياً لمواجهة هذه التحديات، كما يُوصى بزراعة أصناف "فورتونا" و"فستيفال" التي تُناسب التصدير والتجميد، مع التحذير من زراعة أصناف "سانسيشن" و "بريليونز" التي تصلح للتصدير فقط دون ملاءمة لقطاع الفراولة المجمدة.
دور الفراولة في تشغيل العمالة:
تلعب زراعة الفراولة دوراً كبيراً في تشغيل العمالة، حيث يعمل العديد من أهالي القليوبية في زراعة محصول الفراولة، حصادها، تغليفها، أو حتى تصنيع العبوات الكرتونية المستخدمة في تعبئتها، ويُعتبر القطاع الزراعي مصدر رزق رئيسي للعديد من الأسر.