تتميز أشجار الزيتون بقدرتها الكبيرة على التحمل، حيث تستطيع مقاومة البرودة الشديدة ودرجات الحرارة المنخفضة, كما أن لديها قدرة على التحمل التقليم الشديد، مما يجعلها شجرة سهلة العناية وقوية. يعتبر فصل الربيع، وبالتحديد أوائل الربيع، هو الوقت المثالي لتقليم أشجار الزيتون, بعد التقليم، يمكن تشكيل الشجرة وفقًا لرغبتك، ويمكن تقليمها لاحقًا حسب الحاجة, تشتهر أشجار الزيتون بعمرها الطويل وقدرتها على التكيف مع البيئة المحيطة بها, أقدم شجرة زيتون معروفة يبلغ عمرها أكثر من 3000 عام وتقع في جزيرة كريت، بينما يُقدر العمر الافتراضي للشجرة بحوالي 1500 عام, يمكن لأشجار الزيتون أن تنمو بارتفاع يتراوح بين 5 إلى 12 مترًا في بيئتها الطبيعية، لكنها تنمو بشكل أبطأ وأقصر في المناخات الشمالية, لهذا السبب، فإنها تناسب الزراعة في أصص يمكن نقلها وفقًا لتغير الفصول.
يعد تقليم أشجار الزيتون وسيلة رائعة لتحسين شكل الشجرة وتحفيز نمو فروع وأزهار جديدة، كما يساعد في تحسين دوران الهواء داخل تاج الشجرة والسماح بدخول المزيد من ضوء الشمس, خلال الصيف، يمكن وضع شجرة الزيتون في الهواء الطلق، حيث تستمتع بالدفء والنور, أما في فصل الشتاء، فيجب وضعها في مكان بارد ومشرق، ويفضل أن يكون في حديقة شتوية أو شرفة مغلقة بدرجات حرارة تتراوح بين 5 إلى 12 درجة مئوية, هذه الفترة الشتوية حاسمة، حيث يتم خلالها تشكيل براعم الزهور, إذا لم تحصل الشجرة على فترة راحة شتوية كافية، فلن تكون هناك أزهار وبالتالي لا يمكن الحصول على زيتون, في الشتاء، تجنب تقليم الشجرة، وتأكد من سقايتها باعتدال وتركها في حالتها الطبيعية.
أفضل وقت لتقليم شجرة الزيتون هو في نهاية فترة الراحة الشتوية، عندما تبدأ الشجرة في الاستيقاظ ويعود الضوء بعد ذلك، يمكن تشكيل الشجرة حسب الرغبة، ما لم تفضل تركها تنمو بشكل طبيعي، وفي هذه الحالة يكفي تقليم الأغصان الجافة فقط, بشكل عام، يكفي تقليم شجرة الزيتون مرة واحدة سنويًا، حيث أنها تنمو ببطء, لا ينبغي الإفراط في تقليم الأشجار الصغيرة، ويفضل السماح لها بالنمو قليلاً قبل البدء في تشكيلها, وفي السنوات الأولى، ليس من الضروري تقليم شجرة الزيتون بشكل سنوي، بل يصبح ذلك ضروريًا فقط عندما تبلغ الشجرة عمرًا مناسبًا للإثمار، وهو عادة ما يكون في حوالي عامين.
عند تقليم شجرة الزيتون، يوصى بإزالة الأغصان الميتة والمصابة بالأمراض، بالإضافة إلى البراعم التي تستنزف طاقة الشجرة، والأغصان التي تنمو داخل الشجرة أو تُظلل التاج, تأكد من استخدام مقص حاد وقطع الأغصان بالقرب من الجذع، وتطهير المقص قبل الاستخدام لتجنب نقل الأمراض, يفضل قطع الأغصان التي يزيد سمكها عن 6-7 سم باستخدام المنشار.
تطور تقنيات تقليم الزيتون بفضل تقدم المعدات، حيث أصبحت هناك أدوات هوائية عالية الكفاءة التي تساعد في تقليص وقت العمليات, ولكن يجب أن نذكر أن الآلات لا تزال تحتاج إلى تدخل بشري لإتمام بعض الأعمال بدقة، مثل التمييز بين الفروع الجيدة والرديئة.
تقليم الزيتون يتطلب مهارة ومعرفة، ولكن مع اتباع بعض النصائح البسيطة، يمكن لأي شخص الحصول على نتائج جيدة, احرص على ارتداء نظارات وقفازات واقية، واستخدم مقصًا حادًا، وستتمكن من العناية بشجرة الزيتون بشكل صحيح.
