ينشر موقع "اجرى نيوز"، الاخبارى ، معلومات هامة ومفيدة للمهتمين بالقطاع الزراعي والمزارعين ويقدم كل ما تريد معرفته عن زراعة نبات الذرة من البداية للنهاية .
كيفية زراعة نبات الذرة اختيار مكان زراعة الذرة يُفضّل زراعة نبات الذرة في المناطق الدافئة، والمدارية، وشبه المدارية، ممّا يُمكّنها من التعرّض لأكبر قدر من الأشعة الشمسية التي تحتاجها لنموّها، إذ تتطلّب عملية نموّ الذرة تربة دافئة، وخصبة، وعميقة، وذات تصريف جيد للمياه، على أن تتراوح درجة حموضتها بين 6-6.8، إضافة إلى الرطوبة الكافية، ويجدر بالذكر أنّ نموّ نبات الذرة، وتلقيحه الذي يتمّ بواسطة الرياح يحتاج إلى وجود مساحة كبيرة.
وقت زراعة الذرة:
يجب مراعاة زراعة كل نوع من نبات الذرة في المواعيد المناسبة لنموّه، إذ تحتاج بعض الأصناف إلى درجات حرارة أعلى من غيرها، ممّا يفرض زراعتها في وقت معيّن، ويُمكن التحكّم بدرجة حرارة التربة من خلال تغطّيتها باستخدام مهاد من البلاستيك الأسود قبل أسبوع من الزراعة تقريباً، ممّا يؤدّي إلى رفع درجة حرارتها، وجعلها مناسبة لزراعة الصنف المحدّد، فمثلاً تحتاج الأصناف الحلوة إلى أن تصل درجة حرارة التربة التي ستزرع فيها إلى 18.3 درجة مئوية، بينما تحتاج بعض الأصناف الأخرى إلى ما لا يقلّ عن 12.7 درجة مئوية.
تجهيز الأرض لزراعة الذرة:
يُزرع محصول الذرة بأكثر من طريقة، ولعلّ أشهر هذه الطرق هي الزراعة في مراقد محروثة حديثاً، ومرفوعة عن مستوى الأرض، إذ يتمّ إنشاء هذه المراقد في الفترة الممتدّة بين فصل الخريف، وبداية فصل الربيع، ممّا يوفّر إمكانية زراعة المحصول في وقت مبكّر، وذلك نتيجة لأنّ تربة هذه المراقد تدفأ بشكل أسرع في بداية فصل الربيع، وتتمتّع هذه المراقد بالقدرة الجيدة على تصريف مياه الأمطار الغزيرة، إضافة إلى إمكانية إزالة الجزء العلوي منها، وبالتالي الوصول إلى الطبقة الرطبة، والزراعة فيها حتى في حالة الجفاف التي تحدث في فصل الربيع.
يعتمد المزارعون طريقة أخرى لزراعة الذرة هي الزراعة دون حراثة مسبقة، إذ تُعدّ هذه الطريقة مجدية اقتصادياً، حيث يُمكن الاستفادة من مراقد الموسم السابقة في حال لم يتمّ جرفها بسبب الأمطار الغزيرة، أو التخلّص منها بعد عمليات الحصاد، إذ تتميّز هذه المراقد بالسطح المتماسك الذي يُمكّن من إزالة بقايا المحصول السابق منه، والتخلّص من الأعشاب الضارّة الموجودة فيه باستخدام مبيدات الأعشاب قبل عملية الزراعة الجديدة، كما أنّها توفّر العمق الملائم لزراعة البذور، ويجدر بالذكر أنّ التربة المتراصّة المتماسكة في طبقاتها تساهم في زيادة إنتاج محصول الذرة، وضبط عمليّة الزراعة، وللحصول على محصول وفير يُنصح باتّباع مجموعة من النصائح، منها:
التحقّق من مكان وضع البذور، وعمقها، والمسافات بينها، إضافة إلى ضبط سرعة البَذَّارَة، إذ إنّ زيادة السرعة بشكل غير مناسب قد يؤدّي إلى زيادة إمكانية حصول التباعد بين البذور، وتفاوت المسافات بينها، ممّا يؤدّي إلى تقليل الإنتاجية في محصول الذرة، لذلك يجب زراعة البذور على أبعاد موحّدة لضمان الحصول على أكبر قدر من المحصول. التحقق من أنّ معدل البذار المزروعة هو المطلوب، إذ يعتمد ذلك على خشونة السطح، وحجم البذور، ونوعها، وفي حال كانت معالجة أم لا.
الكثافة الزراعية لنبات الذرة :
تعتبر الكثافة الزراعية من أهمّ العوامل التي تُؤثّر في كمية محصول الذرة، وتُشير الدراسات المختصّة إلى أنّ الكثافة الزراعية المطلوبة لإنتاج العلف من محصول نبات الذرة أعلى من المطلوبة لإنتاج الحبوب بمقدار يُقارب 3000 نبتة/4 دونمات، وهي بذلك أعلى من الكثافة الزراعية التي تحقّق أفضل جدوى اقتصادية، والتي تختلف باختلاف الحقل، والمزارع.
العناية بنبات الذرة:
يجب تزويد نبات الذرة بالكمية اللازمة من المواد الغذائية الضروريّة له، وبالأخصّ عنصر النيتروجين، إذ يتمّ ذلك عن طريق استخدام الأسمدة، ويفضّل إجراء هذه العمليّة قبل فترة نموّ النبات التي تستمرّ لمدة 30-40 يوماً منذ زراعة البذور، وذلك لضمان استفادته من أكبر كمية ممكنة من النيتروجين، ويجدر بالذكر ظهور بعض العلامات على أوراق نبات الذرة، والتي تدلّ على وجود نقص في المغذّيات، فمثلاً عندما تظهر الأوراق باللون الأرجواني بدلاً من الأخضر الغامق فإنّ ذلك يُعدّ إشارة إلى نقص الفسفور، بينما يّعدّ ظهورها باللون الأخضر الفاتح إشارة إلى نقص النيتروجين.
يحتاج نبات الذرة أثناء فترة نموّه إلى تزويده بالكمية اللازمة من الماء، إذ يجب أن تكون التربة رطبة حتى ينمو النبات، ويُزهر، ويتكوّن شعر الذرة ، ويجدر بالذكر أنّ عملية تلقيح الذرة تتمّ عند هبوب الرياح، وذلك بنقل حبوب اللقاح من الجزء المذكّر في النبات إلى الجزء المؤنّث، وتنتج كل خصلة من الشعر حبة واحدة من حبوب الذرة المكوّنة للكوز، أمّا في الحالة التي يكون التلقيح فيها ضعيفاً فإنّ الكوز الناتج يكون غير مملوء بالكامل.
الاحتياجات المائية لنبات الذرة:
تختلف محاصيل الذرة في الفترة التي تحتاجها للوصول لمرحلة النضوج وفقاً لنوعها، إذ تتراوح هذه الفترة بين نحو 80-125 يوماً، ويجدر بالذكر أنّ الأنواع التي تحتاج وقتاً طويلاً للنضوج هي الأكثر إنتاجاً للمحاصيل، هذا وتُزرع الأنواع التي تحتاج موسماً طويلاً حتى تُنتج محصولاً واحداً في شهر آذار/مارس، بينما تُزرع الأنواع التي تُستخدم للأعلاف في الفترة الممتدّة من أواخر شهر نيسان/أبريل إلى شهر حزيران/يونيو.[٤] يعتمد نوع نظام الريّ لمحاصيل الذرة على عدة عوامل منها:
نوع التربة، ودرجة ميلان الأرض، وكيفية الريّ، ومعدل تدفّق مياه الريّ، ويُعدّ نظام الريّ السطحيّ أحد أكثر الأنواع استخداماً، ويعود السبب في ذلك إلى أنّ جذور الذرة لا تمتدّ إلى مسافات عميقة في التربة، لذلك فهي تأخذ معظم الماء الذي تحتاجه من أول 60سم تقريباً، ويأتي هذا النظام بعدة أشكال، هي:
ريّ الأخاديد ، والريّ بالغمر، إذ تتمّ عمليّة ريّ نبات الذرة مرة كلّ 7-10 أيام تُغمر فيها الحقول بعمق 8سم، لكنّ في نظام ريّ الأخاديد فإنّها تُغمر بعمق يتراوح بين 10-15سم.
جني محصول الذرة :
يوجد العديد من الأمور التي يجب مراعاتها قبل جني محصول الذرة، إذ يجب الحفاظ على نظافة الأدوات، والآلات، والمركبات، وأماكن التخزين المُستخدمة في عمليّة الحصاد؛ وذلك لمنع إصابة المحصول بالأمراض، أو الحشرات، أو العفن، كما يجب ضبط، وصيانة هذه الآلات بشكل دوريّ؛ لتقليل الأضرار التي قد تلحق بالمحصول نتيجة لعدم فعاليتها، وبالإضافة إلى ذلك فإنّه يجب رشّ المبيدات داخل صناديق تخزين حبوب الذرة؛ لحمايتها من الحشرات، والآفات، ويجدر بالذكر أنّه من المهم تزويد العاملين بهذا المجال بأقنعة لحمايتهم من الغبار الناتج أثناء عمليات التنظيف، هذا وتبدأ عمليّة الحصاد عندما يشعر المزارعون أنّهم قادرون على تحقيق أعلى قيمة للأرباح، إذ يتأثّر ذلك بعد عوامل منها: سعر الذرة، وكمية الإنتاج، وطول فترة الحصاد، والطقس، وتكاليف المعدات، والعمالة، والطاقة.
أهمّ الآفات التي تصيب محصول الذرة يوجد العديد من الحشرات، والآفات الزراعيّة التي تُصيب محاصيل الذرة، وتسبّب تلفها:
الدودة القارضة: تتعدّد أنواع الديدان القارضة، وللتخلّص منها يجب رشّ سيقان نبات الذرة، وأوراقه بالمبيدات اللّازمة لقتل يرقات هذه الديدان، كما يمكن القضاء عليها، وقتلها من خلال زراعة التربة.
خنفساء، أو برغوث الذرة : تُعدّ الخنفساء آفة بيضاويّة الشكل ذات لون أسود مُخضّب باللون البرونزي، أو الأخضر المزرقّ، ويجدر بالذكر أنّ هذه الحشرة تبقى خلال فصل الشتاء داخل الأوراق المتساقطة حول الحقل، ثمّ تنشط خلال فصل الربيع فتظهر على الحشائش الموجودة حول محصول الذرة، لتنتقل بعد ذلك إلى شتلات الذرة في الفترة الممتدّة من شهر أيّار/مايو إلى شهر يونيو/حزيران، ويظهر تأثير هذه الآفة على المحاصيل على شكل بقع، وثقوب دائريّة، ويمكن مكافحتها بتأخير وقت زراعة محاصيل الذرة، وإبقاء الحقول خالية من بقايا النباتات، والأعشاب الضارّة.
منّ أوراق الذرة : تفرز حشرة المنّ ذات اللون الأخضر المزرقّ سائلاً سكرياً يعيق نموّ نبات الذرة، وعمليّة التلقيح فيه، وقد تمتلك هذه الحشرة أجنحة في بعض الأحيان، وعادة ما يتمّ الحدّ من انتشارها، والسيطرة عليها طبيعياً من خلال الفطريات، والحيوانات المفترسة، وفي حال انتشارها بشكل كبير يجب استخدام المبيدات اللّازمة للقضاء عليها.
حفّار الذرة الأوروبي : تصيب هذه الحشرة التي تُعرف أيضاً باسم العثّة نبات الذرة، إذ تتغذّى يرقاتها على الطبقة العليا للأوراق، ففترك عليها ثقوباً، في حين تهاجم اليرقات الكبيرة الساق، والكوز، هذا وتظهر أنثى هذه الحشرة باللون الأصفر، بينما يظهر الذكر باللون البنيّ.
أهمّ الأمراض التي تصيب محصول الذرة:
الصدأ : هو مرض فطريّ يصيب محصول الذرة، ويسبّبه نوع من الفطريات يُدعى ، ويظهر هذا المرض على شكل بثور صغيرة بُنيّة اللون دائريّة الشكل على الأوراق، والأجزاء الأخرى من النبات، وفي المراحل المُتقدمة من المرض يتحوّل لون هذه الثقوب إلى الأسود، أمّا عند شدتّه، ونهايته فإنّ الأوراق تذبل تدريجياً حتى تموت، ويجدر بالكذر أنّه يمكن الوقاية من هذا المرض بزراعة الأصناف المُعدّلة المُقاومة له، بالإضافة إلى زراعة المحصول في وقت مبكر من الموسم؛ لتجنّب الظروف التي تزيد فيها فرص الإصابة.
عفن الساق الفيوزارمي : هو مرض فطريّ تسبّبه أنواع مختلفة من الفطريات، ومن أعراضه: اصفرار لون السيقان، وتحوّل لون الأوراق من الأخضر الصحيّ إلى الأخضر المعتم، أمّا الأسباب المؤدّية له فهي:
ارتفاع مستوى الرطوبة، ونسبة النيتروجين في النبات، وانخفاض مستوى البوتاسيوم، ويجدر بالذكر أنّ أكثر الظروف ملائمة لنموّ هذا المرض، وتكاثره هو الجفاف المتبوع بالهطول المطريّ، وعلى الرغم من عدم وجود أنواع معدّلة مقاومة للمرض، وعلى الرغم من عدم وجود مبيدات فطريات مُخصّصة للقضاء على هذا المرض، إلّا أنّه يُمكن استخدام هذه المبيدات للتقليل من حدّته، وخطورته.
البياض الزغبي :هو مرض عفنيّ فطريّ تسبّبه عدد من الفطريات، وتظهر أعراضه على شكل بقع على طول الأوراق، إلى جانب تقزّم في شكل النبات، وتختلف هذه الأعراض باختلاف عمر النبات، والبيئة المحيطة به، والعوامل المسبّبة للمرض، وينتقل هذا المرض عبر الهواء، والبذور المصابة، ويمكن مقاومته عن طريق زراعة الأنواع المهجّنة المقاومة له، واستخدام مبيدات الفطريات، والقضاء على الأعشاب الضارّة في الحقل، والحفاظ على جفاف الحبوب قبل زراعتها.