تُعد زهرة دوار الشمس، المعروفة بجمالها الباهر وحركتها اللافتة نحو الشمس، من المحاصيل الزراعية الهامة التي تجمع بين القيمة الجمالية والفوائد الاقتصادية والصحية المتعددة, وفي تقرير خاص، نستعرض كيفية زراعة هذه الزهرة الساحرة والعناية بها، بالإضافة إلى أبرز استخداماتها وفوائدها.


تنتمي زهرة الشمس، أو تباع الشمس، إلى الفصيلة النجمية، وتعود أصولها إلى قارة أمريكا الشمالية, يعتبر هذا النبات حوليًا، حيث يُحصد مرة واحدة في العام، ويتميز بزهرة كبيرة ذات بتلات صفراء ذهبية تتوسطها قرص يتراوح قطره بين 10 إلى 30 سم، يحمل أزهارًا صغيرة تتطور لتكوين البذور الغنية بالفوائد.

يمتلك نبات دوار الشمس ساقًا سميكة ومستقيمة ذات شعيرات، وأوراقًا بيضوية الشكل تترتب بالتناوب على الساق، ويتراوح طول النبات بين متر واحد وثلاثة أمتار ونصف, وتُزرع هذه الزهرة لأغراض الزينة أو للحصول على بذورها القيمة التي تُستهلك مجففة أو محمصة، وتدخل في صناعة زبدة البندق وعلف الطيور, كما يُستخرج من البذور زيت يُستخدم في الطهي والصناعات المختلفة مثل صناعة الصابون والدهانات ومواد التشحيم, ولا تقتصر فوائد النبات على ذلك، فأوراقه تُستخدم كعلف للحيوانات، وتُنتج أزهاره صبغة صفراء طبيعية.

أهمية اقتصادية وصحية:

يُصنف نبات دوار الشمس كواحد من أهم النباتات الزيتية، حيث يُستخدم زيت بذوره على نطاق واسع في الطهي, بالإضافة إلى ذلك، تحمل بذور دوار الشمس فوائد صحية جمة، فهي تحتوي على الفلورين الذي يساهم في الحماية من تسوس الأسنان، وفيتامين (أ) الذي يلعب دورًا هامًا في علاج العشى الليلي.

إرشادات للمزارعين: كيفية زراعة وعناية مثالية بدوار الشمس:

لتحقيق أفضل النتائج في زراعة دوار الشمس، يقدم خبراء الزراعة مجموعة من الخطوات والإرشادات الهامة:

- اختيار الموقع: يجب اختيار مكان يتعرض لكمية وفيرة من أشعة الشمس المباشرة لمدة لا تقل عن 6-8 ساعات يوميًا.
- تجهيز التربة: يُفضل زراعة دوار الشمس في تربة جيدة التصريف وغنية بالمواد العضوية, وفي حال كانت التربة حمضية، يمكن تعديلها بإضافة الجير, يتم تسوية التربة وإزالة الأعشاب الضارة قبل الزراعة.
- البذر: يجب وضع البذور على عمق مناسب يتراوح بين 2.5 إلى 5 سم، مع مراعاة ترك مسافات كافية بين البذور لضمان النمو الجيد.
- مواعيد الزراعة: يُفضل زراعة البذور في فصل الربيع عندما تصل درجة حرارة التربة إلى ما بين 8 و 10 درجات مئوية.
- الري: يجب الحفاظ على رطوبة التربة بشكل جيد، خاصة في الأيام الأولى بعد الزراعة, يُنصح بالري بكميات كبيرة من الماء بشكل متقطع لتحفيز نمو الجذور بعمق, وفي الظروف غير الجافة أو الرطبة، يكفي الري مرة واحدة في الأسبوع.
- التسميد: ينصح باستخدام السماد في التربة الفقيرة بالمعادن والمواد الغذائية للحصول على زهور أكبر, يجب تجنب الإفراط في استخدام الأسمدة التي تحتوي على نسبة عالية من النيتروجين لتجنب تأخير الإزهار, يُفضل إضافة السماد المخفف إلى مياه الري وتجنب وضعه مباشرة عند قاعدة النبات.
- التقليم: يجب التخلص من الأجزاء الميتة أو الذابلة من النبات للحفاظ على مظهره وصحته.
- مكافحة الآفات والأمراض: يجب مراقبة النباتات للكشف المبكر عن أي آفات مثل الديدان الخيطية وسوسة سيقان دوار الشمس، أو أمراض فطرية مثل التعفن الفحمي، والتعامل معها باستخدام المبيدات الحشرية والفطرية المناسبة المتوفرة في المتاجر الزراعية المتخصصة.


من خلال اتباع هذه الإرشادات، يمكن للمزارعين الاستفادة القصوى من زراعة دوار الشمس، هذا المحصول الذي يجمع بين الجمال والفوائد الاقتصادية والصحية المتنوعة.