كانت زراعة الذرة الشامية موضوعًا هامًا في إحدى حلقات برنامج "المرشد الزراعي" على قناة مصر الزراعية، استضاف البرنامج الدكتور مجدي عبد المولى، رئيس قسم بحوث الذرة بمعهد بحوث المحاصيل الحقلية بمركز البحوث الزراعية، والذي قدم للإعلامي طه اليوسفي أهم النصائح الفنية التي يجب مراعاتها للاستعداد الأمثل للموسم الزراعي الجديد.

التربة المثالية لزراعة الذرة الشامية وأهمية فحص التربة

أوضح الدكتور عبد المولى أن الذرة الشامية يمكن زراعتها في مختلف أنواع الأراضي الطينية في مصر. واستثنى من ذلك الأراضي التي ترتفع فيها نسبة الأملاح لتتجاوز 800 إلى 1000 جزء في المليون، حيث أن زيادة الملوحة تؤثر بشكل سلبي على نمو وإنتاجية المحصول.

وشدد على أهمية تحليل التربة والمياه قبل الزراعة، موضحًا أن الذرة الشامية تعتبر بمثابة “كشاف الأرض“ الذي يكشف عن خصائص التربة ونقص العناصر الغذائية أو وجود أي مشاكل بها. ونصحه المزارعين بالتوجه إلى تحليل التربة والمياه لمعرفة نسبة الملوحة وتحديد مدى ملاءمتها لزراعة الذرة.


كما حذر الدكتور من استخدام تقاوي تم تجميعها من الموسم السابق، مؤكدًا أن الذرة محصول خلطي ولا بد من الحصول على التركيبة الهجين من مصدر موثوق به كالجمعيات الزراعية أو منافذ الإرشاد الزراعي التابعة لمركز البحوث الزراعية، وضمان أن تكون التقاوي جديدة ومن إنتاج هذا العام.

وأوضح أن استخدام تقاوي العام الماضي قد يؤدي إلى مشاكل في التركيبة الوراثية للصنف وانخفاض الإنتاجية، بالإضافة إلى احتمالية وجود حشائش وأمراض وضعف في نسبة الإنبات.

 

أفضل أوقات زراعة الذرة الشامية لتفادي حرارة الصيف

أكد الدكتور مجدي عبد المولى على ضرورة اختيار التوقيت الأمثل لزراعة الذرة الشامية لتجنب الآثار الضارة للتغيرات المناخية وارتفاع درجات الحرارة خلال فترة نمو المحصول.

وأشار إلى أن الزراعة المبكرة تساعد في تفادي موجات الحر الشديدة التي تحدث في أشهر يونيو ويوليو وأغسطس، والتي تتزامن مع مرحلة الإزهار الحساسة للذرة الشامية.

وقدم عبدالمولى توصيات محددة لمواعيد الزراعة المثلى في مختلف مناطق الجمهورية:

الوجه البحري والقبلي: يمكن البدء في الزراعة من الآن (منتصف أبريل) وحتى 15 مايو في الوجه البحري. أما في الوجه القبلي، فيفضل الزراعة حتى الأسبوع الأول من شهر مايو لتجنب ارتفاع درجات الحرارة الشديد.

مناطق أعالي الصعيد وشرق العوينات وتوشكى: يوجد استثناء لهذه المناطق حيث يمكن الزراعة من 15 يوليو وحتى 15 أغسطس نظرًا للظروف المناخية المختلفة.

كما أشار إلى أنه بعد المواعيد المحددة، تعتبر الزراعة متأخرة وقد تواجه مخاطر الإصابة بدودة الحشد الخريفية والتقلبات المناخية.

 

الأصناف المناسبة للزراعات المتأخرة

أوضح الدكتور عبدالمولى أنه في حالة التأخر في الزراعة لظروف معينة، توجد بعض الهجن التي تجود في المواعيد المتأخرة وتقلل من المخاطر المحتملة.

 
ونصح بزراعة الهجن الصفراء الثلاثية 368 و377 و370، والتي تتميز بإنتاجها العالي وملاءمتها للزراعة حتى أوائل شهر يونيو أو منتصفه. كما أوصى بزراعة الهجين الأبيض الثلاثي 324 و321 للزراعات المتأخرة. وشدد على أهمية اختيار الصنف المناسب لطبيعة المكان وظروف الزراعة.

تجهيز الأرض لزراعة الذرة الشامية

انتقل الدكتور مجدي عبدالمولى للحديث عن الخطوات الأساسية لتجهيز الأرض لضمان الحصول على إنتاجية عالية من الذرة الشامية.

وأكد أن الوصول إلى العدد المثالي للنباتات في الفدان الواحد (24000 نبات منتج) يتطلب اتباع خطوات دقيقة في تجهيز الأرض.

حدد الدكتور عبد المولى مجموعة من الخطوات الهامة التي يجب اتباعها عند زراعة الذرة الشامية، وهي:

•الحرث: القيام بحرثتين متعامدتين للأرض بعمق مناسب، ثم تركها فترة للتهوية والتعرض للشمس، مما يساعد في القضاء على بذور الحشائش وبعض الفطريات الضارة.

•التسوية والتنعيم: تسوية سطح التربة وتنعيمها بشكل جيد لضمان توزيع المياه بشكل متساوي.

•التخطيط: تخطيط الأرض بحيث تكون المسافة بين الخطوط 70 سم (أي حوالي 10-11 خط في القصبتين).

•تسميد التربة أثناء الخدمة: 

- عند الزراعة بعد حصاد القمح، يُفضل إضافة كيس واحد من سماد اليوريا لتحسين خصوبة التربة التي يستهلكها القمح.
- إضافة الأسمدة الأساسية (عناصر كبرى وصغرى)، بالإضافة إلى السماد العضوي المعالج (بكمية 20-30 متر مكعب للفدان) وسماد السوبر فوسفات (4 أكياس بتركيز 15% للفدان أو ما يعادل 30 وحدة) خلال تجهيز الأرض للزراعة.
- يمكن إضافة سماد البوتاسيوم، ولكنه غالبًا ما يستخدم في زراعة الخضروات والفاكهة نظرًا لتكلفته العالية.
•معالجة التربة عند الحاجة: في حال وجود إصابة بـ "النيماتودا" (ديدان ثعبانية ضارة بالتربة)، يُنصح بعدم زراعة الذرة في هذه الأراضي أو معالجتها أولًا، حيث تؤثر النيماتودا سلبًا على جذور الذرة وتعيق امتصاصها للعناصر الغذائية.