أ
أ
استعرض الدكتور محمد محمود في بداية حديث عن منظمات النمو النباتي، موضحًا أنها تنقسم إلى خمس مجموعات رئيسية: الأوكسينات، السيتوكينينات، الجبرلينات، حمض الأبسيسيك، والإيثيلين.
وأكد أن لكل مجموعة دورًا محددًا في نمو النبات، حيث تعمل جميعها وفق نظام دقيق يتماشى مع احتياجات النبات في مختلف مراحل نموه، مشيرا إلى أن هذه العمليات تحدث بشكل طبيعي داخل النبات وفقًا لحالته الفسيولوجية.
تفاعل الهرمونات أثناء التزهير
تناول الدكتور محمود كيفية تفاعل هذه الهرمونات خلال مرحلة التزهير، موضحًا أن تركيزاتها تتغير باستمرار، ففي بداية التزهير، يكون الأوكسين في أعلى مستوياته، لكنه يبدأ في الانخفاض بمجرد حدوث التلقيح وتكوين البذور، حيث تتولى البذور نفسها إنتاج الجبرلين.
وأشار إلى أن السيتوكينين يكون منخفضًا في البداية ثم يبدأ في الارتفاع خلال مرحلة انقسام الخلايا، مما يؤثر بشكل مباشر على عمليات التزهير والإخصاب، ويحدد نجاح تكوين الثمار.
دور حمض الأبسيسيك والإيثيلين في مواجهة الإجهاد النباتي
سلط الدكتور محمود الضوء على دور حمض الأبسيسيك والإيثيلين في استجابة النبات للإجهاد، وأوضح أنهما يزدادان عند تعرض النبات لضغوط مثل التلقيح، الإخصاب، أو استهلاك المخزون الغذائي أثناء تكوين العقد.
وبيّن أن هذه الزيادة تؤدي إلى تساقط بعض الأزهار والثمار، وهو سلوك طبيعي للنبات للحفاظ على موارده وضمان نمو أفضل للثمار المتبقية.
التدخل البشري لمنع تساقط الثمار
أوضح الدكتور محمود كيف يمكن للإنسان التدخل باستخدام الأوكسينات، التي تساعد في رفع مستويات الهرمونات المنشطة وتقليل تأثير حمض الأبسيسيك.
وأشار إلى أن حمض الأبسيسيك يحفّز إنتاج إنزيم البكتيناز، الذي يعمل على تحليل بكتات الكالسيوم، مما يؤدي إلى انفصال الثمار عن النبات، وبالتالي، فإن الحد من تأثير الأبسيسيك يساعد على تثبيت الثمار وتحسين المحصول.

العلاقة بين منظمات النمو وتكوين الزيت في الثمار
أكد الدكتور محمود أن التحكم في مستويات حمض الأبسيسيك يؤثر بشكل مباشر على محتوى الزيت داخل الثمار، ولفت إلى أن التوازن بين الهرمونات المختلفة يعدّ عاملًا أساسيًا في تحسين جودة المحصول وزيادة إنتاج الزيت، خاصة في محاصيل الزيتون، اللوز، المانجو، البلح، والمشمش.وأشار إلى أن هذه المعرفة العلمية تتيح للمزارعين التحكم في العمليات الفسيولوجية للنباتات، مما يساهم في تحقيق إنتاج زراعي أكثر كفاءة وجودة.