الثلاثاء، 24 شوال 1446 ، 22 أبريل 2025

الكمون.. زراعة واعدة في المناخ الجاف والمعتدل مع تحذيرات من الرطوبة والصقيع

كمون
زراعة الكمون
أ أ
techno seeds
techno seeds
وحدة المحاصيل العطرية والطبية, أكدت وحدة المحاصيل العطرية والطبية في تقرير حديث لها على النجاح الكبير الذي يحققه محصول الكمون عند زراعته في المناطق ذات المناخ الخفيف والبارد والجاف، خاصة خلال فصل الربيع, وأشارت الوحدة إلى أن الكمون يمثل فرصة واعدة للمزارعين في هذه الظروف المناخية.

في المقابل، حذر خبراء الزراعة بشدة من زراعة الكمون في البيئات الرطبة خلال فترة التزهير وعقد البذور، حيث يصبح النبات أكثر عرضة للإصابة بالأمراض الفطرية والبكتيرية, كما نبه الخبراء إلى أن موجات الصقيع خلال هذه المراحل الحساسة تشكل تهديدًا مباشرًا للإنتاجية ويمكن أن تتسبب في خسائر فادحة للمحصول.


توصيات بزراعة الكمون في المناطق منخفضة الرطوبة:

وأوصت المراكز البحثية الزراعية بضرورة توجيه المزارعين لزراعة الكمون في المناطق التي تشهد انخفاضًا في مستويات الرطوبة الجوية خلال شهري فبراير ومارس, وأوضح الخبراء أن الأمطار المتكررة خلال مرحلة الإزهار أو العقد المبكر للثمار تؤدي إلى أضرار جسيمة بالمحصول وتقلل من جودته, كما أكدوا على حاجة الكمون إلى أجواء جافة تمامًا خلال مرحلة النضج لضمان الحصول على بذور ذات جودة عالية ومواصفات تسويقية ممتازة.

التربة المثالية والإعداد الجيد أساس النجاح:

وفيما يتعلق بالتربة المناسبة، أوضح التقرير أن الكمون ينجح في معظم أنواع الأراضي الزراعية، إلا أن التربة الطميية الرملية إلى المتوسطة الثقيلة، الغنية بالمواد العضوية والتي تتمتع بصرف جيد للمياه، تعتبر الخيار الأمثل لزراعته, وشدد الخبراء على ضرورة تجنب الزراعة في الأراضي ذات الرطوبة الزائدة أو التي تعاني من ركود المياه، لما لذلك من تأثير سلبي على نمو النبات وزيادة احتمالية الإصابة بأمراض التربة.

وقدم الخبراء مجموعة من التوصيات لإعداد الأرض بشكل مثالي لزراعة الكمون، شملت إجراء 2 إلى 3 حرثات باستخدام المحراث المناسب، والتخلص من بقايا المحصول السابق، وتسوية الأرض جيدًا, كما أكدوا على أهمية إضافة السماد البلدي المتحلل (FYM) قبل حوالي ثلاثة أسابيع من موعد الزراعة, بالإضافة إلى ذلك، نصحوا باتخاذ تدابير وقائية لمكافحة الآفات الحشرية مثل النمل الأبيض عن طريق استخدام المبيدات الموصى بها.

توقيت الزراعة ومعاملة البذور لإنبات أفضل:

حدد التقرير الفترة من منتصف أكتوبر إلى منتصف نوفمبر كأفضل توقيت لزراعة الكمون، مع التوصية باستخدام معدل بذور يتراوح بين 12 إلى 16 كجم للهكتار الواحد, ولتحسين نسب الإنبات وزيادة قوة البادرات، نصح الخبراء بنقع البذور في الماء لمدة تتراوح بين 6 إلى 8 ساعات ثم تجفيفها في الظل قبل الزراعة, كما أوصوا بمعالجة البذور باستخدام مبيدات فطرية مناسبة أو استخدام مستحضر الترايكوديرما الحيوي للحد من الإصابة بالأمراض الفطرية التي قد تصيب البذور والبادرات في المراحل الأولى من النمو.

تسميد متوازن وري مدروس لإنتاج وفير:

أشار التقرير إلى أن الاحتياجات السمادية للكمون تختلف بناءً على خصوبة التربة وحالتها، إلا أنه أوصى بشكل عام باستخدام حوالي 10 أطنان من السماد البلدي للهكتار الواحد، بالإضافة إلى إضافة 30 كجم من سماد النيتروجين، و 20 كجم من سماد الفوسفات، و 20 كجم من سماد البوتاسيوم لكل هكتار, ووجه الخبراء بتوزيع سماد النيتروجين على ثلاث دفعات خلال موسم النمو، بينما يتم إضافة الأسمدة الأخرى كجرعة أساسية عند الزراعة. وفيما يتعلق بالري، أكد التقرير على ضرورة الري الخفيف والمباشر بعد الزراعة، مع التنبيه على تجنب الري تمامًا خلال مرحلة نضج البذور, واعتبر الخبراء أن استخدام نظام الري بالتنقيط أو الري الجزئي من أفضل الطرق لري الكمون، حيث يساهم في تحسين جودة المحصول وزيادة إنتاجيته.

مكافحة الحشائش ضرورة للحصول على إنتاجية عالية:

لفت التقرير إلى أن مكافحة الحشائش تعتبر من أبرز التحديات التي تواجه زراعة الكمون، خاصة الأنواع التي يصعب تمييزها عن نبات الكمون مثل حشيشة الزيري, وشدد الخبراء على أهمية إجراء 2 إلى 3 عمليات عزق يدوي لإزالة الأعشاب الضارة، مع إمكانية استخدام بعض مبيدات الحشائش الموصى بها قبل ظهورها في التربة.


حصاد في التوقيت المناسب لضمان الجودة:

أوضح التقرير أن محصول الكمون يصل إلى مرحلة النضج بعد فترة تتراوح بين 90 إلى 120 يومًا من تاريخ الزراعة، وتظهر علامات النضج بتحول لون النبات تدريجيًا إلى الأصفر البني, وأوصى الخبراء بإجراء عملية الحصاد باستخدام المنجل في الصباح الباكر لتجنب فقد البذور المتساقطة، ثم يتم تجفيف النباتات المحصودة تحت أشعة الشمس بشكل جيد قبل عملية فصل البذور.

إنتاجية واعدة مع تطبيق الممارسات الزراعية السليمة:

وفي ختام التقرير، ذكرت وحدة المحاصيل العطرية والطبية أن متوسط إنتاج الكمون يتراوح عادة بين 400 إلى 500 كجم للهكتار الواحد, إلا أن الوحدة أكدت على أن تبني أساليب الزراعة العلمية الحديثة واستخدام الأصناف المحسنة من الكمون يمكن أن يساهم في رفع مستوى الإنتاجية ليصل إلى ما بين 8 إلى 10 قناطير للهكتار الواحد، مما يعزز من الجدوى الاقتصادية لهذا المحصول الواعد.
اشترك في قناة اجري نيوز على واتساب اشترك في قناة اجري نيوز على جوجل نيوز
icon

الأكثر قراءة