أ
أ
كشف الدكتور مصطفى عطية، وكيل معهد بحوث القطن بمركز البحوث الزراعية، عن مجموعة من الإجراءات المبكرة التي تم اتخاذها لضمان نجاح موسم محصول القطن الجديد.
وأكد أن هذه الخطوات تأتي تماشيًا مع توجه الدولة لدعم المحاصيل الاستراتيجية، كما شدد على أهمية التنسيق بين الجهات البحثية والإرشادية والمزارعين لمواجهة تأثيرات التغيرات المناخية وتحقيق أعلى إنتاجية من الأصناف المطورة، في إطار الاستعدادات المكثفة التي يشهدها قطاع الزراعة لموسم القطن الجديد.
إطلاق ندوات إرشادية شاملة لتعزيز الوعي الزراعي
وخلال المداخلة التليفونية لبرنامج "مباشر مع سامح"، المذاع على قناة مصر الزراعية، أوضح الدكتور مصطفى عطية أن وزارة الزراعة بدأت استعداداتها لموسم القطن مبكرًا، وأضاف أن معهد بحوث القطن نظم حوالي 14 ندوة إرشادية عامة في شهري فبراير ومارس، مستهدفًا جميع المحافظات الزراعية. ودعا المهندسين الزراعيين والاختصاصيين والمزارعين للمشاركة، موضحًا أن هذه الندوات تناولت شرحًا مفصلًا لقرارات الوزارة المتعلقة بتوزيع الأصناف الجديدة والخريطة الصنفية، بالإضافة إلى القرار رقم 92 المتعلق بمناطق الإكثار. وأكد أن هذه الجهود التوعوية تعد جزءًا أساسيًا من نجاح خطة الزراعة القادمة.

محصول القطن.. غربلة التقاوي وإنتاج بذور نقية ذات إنتاجية مرتفعة
وأشار الدكتور مصطفى عطية إلى أن الإدارة المركزية للإنتاج التقاوي قامت بعمليات غربلة دقيقة لتقاوي الإكثار، موضحًا أن الهدف من هذه الإجراءات هو ضمان النقاوة الوراثية وجودة البذور،واكد أن هذه البذور تم توزيعها على معظم مراكز وجه قبلي وبعض محافظات وجه بحري استعدادًا لبدء موسم الزراعة. وأوضح أن عملية التوزيع تمت بشكل منظم وفقًا للاحتياجات الفعلية، تمهيدًا لانطلاق الموسم الجديد على أسس علمية دقيقة.
محصول القطن.. خطة شاملة لمواجهة تغيرات المناخ عبر الممارسات والأصناف
كما تابع وكيل معهد بحوث القطن حديثه مشيرًا إلى أن الوزارة وضعت خطة متكاملة لمواجهة التغيرات المناخية التي أثرت سلبًا على إنتاج محصول القطن خلال الموسم الماضي، موضحًا أن هذه الخطة تتضمن توعية المزارعين بالممارسات الجيدة والزراعة المبكرة، مؤكدًا أن التغير المناخي سيتم التصدي له عبر صنوف مقاومة، إلى جانب تقديم معلومات وإرشادات متطورة، معللًا بأن المرونة في مواعيد الزراعة ستُعتمد بحسب الظروف المناخية لكل منطقة.
أصناف قصيرة العمر ومبكرة الإزهار لمجابهة الظروف الصعبة
أوضح الدكتور مصطفى عطية أن الأصناف المطروحة هذا الموسم، مثل "سوبر جيزة 94، 95، 96، 97، و68"، تتميز بقدرتها على التكيف مع التغيرات المناخية، حيث إنها قصيرة العمر ومبكرة الإزهار، مما يتيح التحكم في مواعيد الزراعة وتجنب الموجات الحارة. وشدد على أن هذه الأصناف تم اختيارها بعناية لتتناسب مع التحديات البيئية. وأشار إلى صنف "جيزة 98" الذي أثبت كفاءته العالية في محافظات الصعيد رغم الظروف الصعبة التي مر بها الموسم الماضي، حيث حقق إنتاجية مرتفعة عند تطبيق المعاملات الزراعية المناسبة.

محصول القطن والمعاملات الزراعية المقترحة لضمان أفضل حصاد
وأوضح وكيل معهد بحوث القطن أن الوزارة تقدم خلال الموسم توصيات للمزارعين تتضمن استخدام رشات السيليكات والبوتاسيوم، إلى جانب اعتماد مصاطب واسعة في الزراعة، مؤكدًا أن هذه المعاملات تسهم في تحسين مقاومة النباتات وتقلل من تأثير التقلبات المناخية، مشيرًا إلى أهمية تطبيق هذه الممارسات خطوة بخطوة، دون التسرع في التنفيذ.
مواعيد الزراعة الأمثل بحسب المناطق الزراعية
فسر عطية أن موعد الزراعة الأمثل في وجه قبلي يمتد من منتصف مارس إلى منتصف أبريل، بينما يبدأ في وجه بحري من نهاية مارس حتى منتصف مايو، معللًا ذلك بوجود محاصيل شتوية مثل القمح والبنجر والبرسيم في معظم المناطق، ما يستوجب الانتظار حتى حصادها، مضيفًا أن الوزارة استنبطت أصنافًا قصيرة العمر لتناسب هذه المتغيرات، بما في ذلك الزراعة المتأخرة، مدللًا على ذلك بتحقيق بعض المزارعين إنتاجية تجاوزت عشرة قناطير عند الزراعة في منتصف مايو ويونيو، عند التزامهم بالمعاملات الزراعية المثلى.
تسوية مستحقات محصول العام الماضي ومتابعة رسمية دقيقة
كشف وكيل معهد بحوث القطن بمركز البحوث الزراعية عن تفاصيل الكميات المتبقية من محصول الموسم الماضي التي لم يتم تسويقها، مؤكدًا أن الحكومة، ممثلة في رئيس الوزراء ووزير المالية ومجلس النواب، تدخلت لحل الأزمة. وأوضح أنه تم سداد نحو 800 مليون جنيه قبل عيد الفطر مقابل الكميات التي تم فرزها سابقًا، مضيفًا أن الكمية المتبقية تقدر بحوالي 482 ألف قنطار، منها 186 ألف قنطار دون تحديد محافظة معينة، وأشار إلى أن الجهات الرسمية تتابع الملف بشكل يومي لضمان حقوق المزارعين، مؤكدًا التزام الدولة بحل هذه الإشكالية بالكامل.