تُعد زراعة فول الصويا من المحاصيل الاستراتيجية الهامة في مصر، حيث تساهم في العديد من الصناعات الحيوية مثل الإنتاج الحيواني والداجني والسمكي، بالإضافة إلى صناعة الزيوت. وتعد الفترات التي تلت عام 1972 من أبرز المراحل التي شهدت تطورًا ملحوظًا في إنتاجية المحصول، حيث أظهرت مصر تقدمًا كبيرًا في إنتاج فول الصويا.

مع تحرير الزراعة في عام 1992، زادت المنافسة بين فول الصويا والذرة والرز، مما أثر على المساحات المزروعة، ورغم ذلك، تحتل مصر المرتبة الثالثة عالميًا في متوسط إنتاجية الفدان من فول الصويا، حيث تصل إلى حوالي 3.9 طن للهكتار، مقارنة مع البرازيل التي تعتبر الأولى عالميًا بمعدل إنتاجية يبلغ 3.58 طن للهكتار.

ولتحقيق الاستدامة في إنتاج فول الصويا، تم استنباط العديد من الأصناف المصرية الجديدة بعد استبعاد الأصناف الأمريكية التي لم تعد ملائمة للظروف المحلية. من بين هذه الأصناف، تُعد "جيزة 82"، "جيزة 83"، "مصر 6" و"مصر 10" من أهم الأصناف المعتمدة. وتجدر الإشارة إلى أن صنفي "مصر 6" و"مصر 10" تم استنباطهما حديثًا في عام 2022.

ويتوفر في مصر حاليًا 8 أصناف معتمدة لفول الصويا، تشمل أصنافًا مخصصة للوجه البحري والقبلي. ويُنتج قسم بحوث المحاصيل البقولية الأساس من التقاوي، الذي يمثل حوالي 70% من إنتاجه، ويتم توزيعه عبر محطات البحث الزراعية والمراكز الإرشادية.

يُذكر أن توفر التقاوي المعتمدة في مصر يعد من العوامل الرئيسية التي تساهم في ضمان استمرارية إنتاج المحصول وتحقيق الاكتفاء المحلي، خاصة مع زيادة الاهتمام بتطوير الأصناف المحلية لتلبية احتياجات السوق وزيادة الإنتاجية في المستقبل.