تشير الدراسات الزراعية الحديثة إلى أن زراعة الحمضيات العضوية تمثل استثمارًا طويل الأجل، إذ يمكن أن تستمر إنتاجية بساتين الحمضيات لمدة تصل إلى 50 عامًا أو أكثر، في حال اتباع ممارسات زراعية مستدامة. ويؤكد المزارعون العضويون أن الإبقاء على الأشجار في حالة إنتاجية جيدة يُعد جزءًا أساسيًا من استراتيجيات الحفاظ على الأرض وجودة المحصول.
ويُعد تعزيز التنوع البيولوجي من أبرز ركائز الزراعة العضوية، حيث يساعد على تقليل مخاطر الأمراض، ويعزز وجود الطيور والحشرات النافعة التي تلعب دورًا هامًا في مكافحة الآفات. وتشمل الأساليب المتبعة في هذا الإطار الزراعة البينية بالمحاصيل الحولية، والزراعة الغطائية بالنباتات البقولية، إلى جانب دمج أشجار الحمضيات مع أنواع أخرى من الأشجار المثمرة في أنظمة الزراعة الحراجية.
وفي السياق ذاته، تُعتبر ممارسات التقليم المنتظم من العناصر الأساسية لتحسين جودة الإنتاج، حيث يساعد تقليم الأشجار على تحسين التهوية وتقليل الرطوبة، مما يحد من انتشار الأمراض الفطرية والحشرية. ويُنصح بالحفاظ على ارتفاع الشجرة عند أقل من ضعف المسافة بين الصفوف، وتشكيل هيكل قوي من 3 إلى 4 فروع رئيسية.
أما في ما يتعلق بالتربة، فتُعد المحافظة على خصوبتها من أولويات الزراعة العضوية، من خلال مكافحة التآكل باستخدام المدرجات، وزراعة محاصيل التغطية التي تثبت النيتروجين، واستخدام السماد العضوي بشكل دوري لتحسين بنية التربة وزيادة إنتاجية الأشجار.
ومن ناحية إدارة المياه، أوصت التوجيهات الزراعية باستخدام وسائل ري فعالة وبسيطة، خاصة في فترات الجفاف، مع ضرورة تحليل جودة المياه بشكل دوري لضمان مطابقتها لمعايير الزراعة العضوية، وخلوها من المواد الضارة.
وتسعى هذه الممارسات مجتمعة إلى تعزيز استدامة زراعة الحمضيات وتحسين جودة الإنتاج، بما يتماشى مع المبادئ البيئية والصحية للزراعة العضوية، ويضمن مستقبلًا زراعيًا واعدًا للأجيال القادمة.