التطعيم والتبرعم هما تقنيتان شائعتان في البستنة تُستخدمان لدمج أجزاء من نباتات مختلفة بحيث تنمو معًا كأنها نبات واحد, في عملية التطعيم، يتم نقل الجزء العلوي (السليل) من نبات إلى نظام الجذر (الأصل) لنبات آخر, أما في التبرعم، فيتم أخذ برعم من نبات وزراعته على نبات آخر, وعلى الرغم من أن التبرعم يعتبر تقنية حديثة نسبيًا، فإن التطعيم يعود تاريخه إلى حوالي 4000 عام في الصين وبلاد ما بين النهرين, منذ أكثر من 2000 عام، بدأ الناس في إدراك المشكلات التي قد تنشأ بسبب عدم التوافق بين الأشجار المثمرة مثل الزيتون.


نظرًا لأن التطعيم والتبرعم من طرق التكاثر اللاجنسي أو الخضري، فإن النباتات الناتجة عن هذه العمليات ستكون متماثلة تمامًا مع النباتات الأصلية, هذه التقنيات مفيدة عندما يكون من الصعب تجذير قصاصات النبات، كما أنها تسمح بنقل خصائص محددة من النبات الأم مثل مقاومة الأمراض أو تحمل الجفاف لذلك، تتطلب هذه العمليات مهارات ومعرفة واسعة بأنواع النباتات وتوافقها، لذا يميل مشغلو المشاتل الأكثر خبرة إلى ممارستها.

تُستخدم تقنيات التطعيم والتبرعم على نطاق واسع في المشاتل الخشبية، وتعتبر عمالة مكثفة وتحتاج إلى مهارة عالية، مما يجعلها قد تكون مكلفة ولا تضمن النجاح دائمًا مع ذلك، يمكن أن يكون لهذه التقنيات مزايا واضحة مقارنة بطرق التكاثر الأخرى، حيث يمكن استخدام التطعيم لتحسين أنواع معينة من المحاصيل أو تحسين التلقيح المتبادل بين الأشجار التي تتطلب تلقيحًا من نبات آخر.

تتضمن فوائد التطعيم والتبرعم العديد من الجوانب مثل تحسين الإنتاجية وزيادة مقاومة الأمراض، إضافة إلى تحسين القدرة على تحمل الجفاف أو الظروف الجوية القاسية, كما يمكن أيضًا تجديد بساتين الأشجار القديمة باستخدام أصناف جديدة أكثر تحملاً أو ذات إنتاجية أعلى, على سبيل المثال، يمكن تطعيم صنف مقاوم للحشرات أو الأمراض على شجرة قديمة لتحديثها.

تعتمد نجاحات التطعيم والتبرعم على التوقيت المثالي لهذه العمليات، وهو ما يختلف وفقًا لنوع النبات, على سبيل المثال، يُعتبر يونيو هو أفضل وقت لتبرعم الخوخ، بينما يكون أغسطس وسبتمبر الأنسب لتبرعم أشجار القرانيا. بالمقابل، يمكن تطعيم أشجار الكمثرى في فترة السكون الشتوية أو خلال شهري يوليو وأغسطس.

تتعدد الأسباب التي تجعل البستانيين يلجؤون إلى تقنيات التطعيم والتبرعم، مثل تحسين التلقيح المتبادل، الاستفادة من خصائص الأصول المتفوقة مثل مقاومة الأمراض، أو حتى الحفاظ على أصناف مميزة مثل تلك التي يصعب استنساخها بواسطة القصاصات, كما يمكن أيضًا استخدام التطعيم لإصلاح الأشجار التالفة أو زيادة معدل نمو الشتلات، وهو ما يقلل من الوقت اللازم للإثمار.