ملوحة التربة تشير إلى كمية الأملاح الذائبة في التربة، وتصبح مشكلة عندما تبدأ هذه الأملاح في التراكم في منطقة الجذور, عندما يحدث ذلك، يمكن أن يُعيق امتصاص الماء والمغذيات، مما يؤثر سلبًا على إنتاج المحاصيل وصحة البيئة, من أبرز علامات ملوحة التربة في الحقول:
نمو النباتات المحبة للملح.
تماسك التربة، مما يؤدي إلى تجمع المياه أو تقشرها.
ظهور قشرة بيضاء على السطح.
بقاء التربة رطبة بعد أيام من الأمطار.
كما قد تُظهر المحاصيل أيضًا تأثيرات الملوحة، مثل تأخر الإنبات والنمو، نقص الماء في النباتات، وحرق أطراف الأوراق, لمكافحة ملوحة التربة، من الضروري اتباع خطة فعّالة لتجنب تراكم الملح من خلال تحسين صحة التربة وبنيتها, والتعرّف على علامات ارتفاع الملوحة واتخاذ التدابير اللازمة مبكرًا يمكن أن يساعد في تعافي التربة, ترك التربة المالحة دون معالجة سيؤدي إلى زيادة المساحة المتأثرة.
كيف تصبح التربة مالحة؟ تتحول التربة إلى ملوحة عندما يمتص الماء الأملاح من مصدرها، مما يؤدي إلى انتقالها إلى سطح التربة أو منطقة الجذور من خلال الخاصية الشعرية, عندما يتبخر الماء من السطح، يترك وراءه قشرة بيضاء من الملح, يمكن أن يحدث تراكم الملح بشكل طبيعي من خلال التجوية الفيزيائية أو الكيميائية، أو عبر الأنشطة البشرية مثل غمر التربة بالمياه المالحة أو استخدام مياه ري تحتوي على نسبة عالية من الملح, كما أن الري المفرط في المناطق الجافة قد يؤدي إلى تراكم الأملاح بسبب عدم وجود الأمطار الكافية لتطهير التربة.
كيف تؤثر ملوحة التربة على إنتاج المحاصيل؟ تؤثر الملوحة العالية على النباتات بطرق متعددة، مما يقلل من إنتاج المحاصيل, تُسبب ملوحة التربة انخفاضًا في كفاءة امتصاص الماء والمغذيات من الجذور، مما يؤدي إلى انخفاض في غلة المحاصيل, يمكن أن تصل الخسارة في الإنتاج إلى ما بين 20% إلى 50%, كما أن النباتات تصبح أكثر عرضة للإجهاد، مما يتطلب مزيدًا من البذور والمياه والأسمدة للحصول على غلات أقل, في النهاية، قد تُجبر المزارعين على زراعة محاصيل أكثر تحملًا للملوحة.
كيف تؤثر ملوحة التربة على صحة التربة؟ تؤدي مستويات الملح العالية إلى تقليل قدرة التربة على امتصاص وتخزين الماء, كما يؤثر الملح على الكائنات الحية في التربة، مما يقلل من نشاطها ويقلل من التنوع البيولوجي في التربة, قد يؤدي هذا إلى انخفاض في قدرة التربة على التهوية وارتفاع احتمالات التآكل, بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تؤدي الملوحة إلى تدمير الكائنات الحية المفيدة في التربة، مما يؤثر سلبًا على صحة التربة بشكل عام.
كيف تساعد ميكروبات التربة في تخفيف الإجهاد الملحي؟ ميكروبات التربة، مثل البكتيريا والفطريات، تلعب دورًا مهمًا في مساعدة النباتات على مقاومة الملوحة, تعمل بعض البكتيريا المحفزة للنمو والمقاومة للملوحة على تحفيز استجابة اسموزية، مما يساعد النباتات على تحمل الظروف الملحية بالإضافة إلى ذلك، تُعزز هذه الميكروبات امتصاص المغذيات وتزيد من نشاط مضادات الأكسدة في النباتات أثناء الإجهاد الملحي، مما يساهم في تحسين نمو المحاصيل.
كيف تؤثر ملوحة التربة على وظائفها الميكروبية؟ بعض ميكروبات التربة قادرة على البقاء في ظروف ملوحة عالية، مما يساعد على دعم نمو النباتات في هذه الظروف. ومع ذلك، تحتاج هذه الميكروبات إلى تغذية منتظمة بمواد كربونية لتحفيز نشاطها, يمكن أن تؤدي مستويات الملح المرتفعة إلى تقليل التنوع البيولوجي في ميكروبيوم التربة وتقليل نشاطها، مما يؤثر سلبًا على صحة التربة.
ممارسات تساعد في تخفيف ملوحة التربة العالية: للتعامل مع ملوحة التربة، يمكن تطبيق العديد من الممارسات مثل:
الممارسات المائية: مثل تحسين الصرف وتطبيق أنظمة الري المناسبة مثل الري بالتنقيط أو التناوب بين مصادر المياه.
الممارسات الحيوية: مثل استخدام تطبيقات زراعية تحفز الميكروبات المفيدة وتساعد في تقليل الإجهاد الملحي.
الممارسات التربة: تقليل الحراثة وتحسين توزيع الماء في التربة، مما يساعد على تحسين الترشيح وتخفيف تراكم الملح.
في النهاية، إدارة ملوحة التربة تتطلب خطة استراتيجية تشمل مراقبة صحة التربة، وتغذية الميكروبات، وتطبيق ممارسات ري وزراعة سليمة لتقليل تأثيرات الملوحة وتحسين إنتاجية المحاصيل.
