أ
أ
يُعد القمح أحد المحاصيل الاستراتيجية في مصر، ويُستهلك بكميات كبيرة في مختلف الصناعات، وأبرزها صناعة المكرونة التي يحبها الكثيرون, ومن هذا المنطلق، تواصل الدولة عبر وزارة الزراعة تنفيذ خطط لزيادة المساحات المزروعة بالقمح في مختلف المحافظات، بهدف تعزيز الإنتاج المحلي وتقليل الاعتماد على الاستيراد، حيث تُعد مصر من أكبر دول العالم في استيراد القمح.
أماكن زراعة قمح المكرونة
يُستخدم قمح المكرونة بشكل رئيسي في صناعة المكرونة، وهي صناعة تزداد أهميتها في مصر, ووفقًا لتقرير صادر عن قسم بحوث القمح في مركز البحوث الزراعية، يتم زراعة قمح المكرونة بشكل رئيسي في مناطق وسط وجنوب مصر، مثل الفيوم، بني سويف، المنيا، أسيوط، وسوهاج, وأوضح التقرير أن زراعته في محافظات الوجه البحري غير مناسبة نظرًا لارتفاع معدلات الرطوبة التي تؤثر سلبًا على الصفات التكنولوجية للحبوب.
كما أشار التقرير إلى أن قمح المكرونة يتميز بلونه الكهرماني الشفاف، لكن عند زراعته في الوجه البحري تتغير خصائصه بسبب الرطوبة، مما يجعله أكثر نشوية وأقل ملاءمة لإنتاج السيمولينا المستخدمة في صناعة المكرونة.

الإنتاج المحلي وكميات الاستيراد
وأشار التقرير إلى أن إجمالي المساحة المزروعة بالقمح في الموسم الماضي تجاوز 3.26 مليون فدان، بينما تمثل الكميات المستوردة من الخارج حوالي 45% من إجمالي احتياجات مصر من القمح لتغطية الفجوة في الصناعات المتعلقة به مثل الرغيف الحر والمعجنات والمكرونة.وأكد التقرير أن الدولة تسعى لزيادة المساحات المزروعة بالمحاصيل الاستراتيجية، بما في ذلك القمح، حيث تهدف إلى استصلاح 4 ملايين فدان جديدة، ليصل إجمالي المساحات إلى 9.6 مليون فدان، تنفيذًا للتوجيهات الرئاسية الخاصة بتقليص الفجوة الغذائية وتعزيز الأمن الغذائي القومي.
عوامل تؤثر على إنتاجية القمح
تتأثر إنتاجية محصول القمح بعدة عوامل رئيسية، مثل اختيار الصنف المناسب، معاملة التربة، التوقيت الأمثل للزراعة، وطرق الري السليمة, كما أكد التقرير على ضرورة تحليل التربة للتأكد من جودتها وعدم وجود أمراض بها، بالإضافة إلى الالتزام بأساليب الزراعة الحديثة.
وأشار إلى أن زراعة القمح تتطلب استثمارات كبيرة من المزارعين تشمل تكاليف البذور والأسمدة والمبيدات وتكاليف إدارة الري، مما يستدعي تقديم حوافز مالية وتسهيلات لضمان استمرار زراعة القمح بمعدلات مرتفعة، وهو ما تقوم به الدولة بشكل مستمر.