تعتبر زراعة نخيل البلح من المشروعات الزراعية ذات الأهمية الاقتصادية والغذائية الكبيرة، حيث تلعب دورًا مهمًا في تحقيق الأمن الغذائي وتعزيز استدامة الموارد الطبيعية، خاصة في ظل التحديات التي يواجهها القطاع الزراعي بسبب التغيرات المناخية, وتحرص القيادة السياسية على دعم هذا القطاع بما يتماشى مع خطة التنمية الزراعية الشاملة.

وفي هذا الإطار، استضافت قناة مصر الزراعية، الدكتور محمود أحمد بكير، الباحث بقسم بحوث الفاكهة الاستوائية بمعهد بحوث البساتين، للحديث عن أفضل الممارسات الفنية والإرشادية لزراعة نخيل البلح، وأبرز التحديات التي يواجهها المزارعون, وجرت هذه المناقشة تحت إشراف الإعلامي طه اليوسفي، مقدم برنامج "المرشد الزراعي".

أهمية نخيل البلح وفوائده الاقتصادية

في البداية، أوضح الدكتور محمود أحمد بكير أن نخيل البلح يعد مصدرًا غذائيًا متكاملًا لما يحتويه من عناصر غذائية هامة مثل السكريات، البروتينات، الأملاح المعدنية كالحديد والكالسيوم والبوتاسيوم، مما يجعله طعامًا مثاليًا وصحيًا, كما أشار إلى أن التمر يعتبر غذاءًا اقتصاديًا، حيث يمكن تناوله بمفرده أو مع اللبن ليشكل وجبة غذائية كاملة.

وأكد بكير أن نخيل البلح لا يقتصر فقط على ثمار التمر، بل يشمل كافة أجزاء الشجرة التي يمكن الاستفادة منها اقتصاديًا, بدءًا من الثمار مرورًا بالجريد والخوص، وصولًا إلى جذع الشجرة بعد موتها، مما يعكس الأهمية الاقتصادية الكبيرة لهذه الشجرة.

وأشار إلى أن نخيل البلح يبدأ في إنتاج الثمار من عمر 4 سنوات، ويمكن أن يستمر في إنتاجه لمدة تصل إلى 120 عامًا، مما يعزز من جدواه الاقتصادية على المدى الطويل.

التقليم: عملية أساسية لنجاح زراعة نخيل البلح

أكد الدكتور محمود بكير على أن عملية تقليم نخيل البلح تعد من الخطوات الأساسية التي تساهم في نجاح زراعته، حيث تعتبر نقطة الانطلاق لبقية العمليات الزراعية, إذا تم تنفيذها بشكل غير صحيح أو تأخرت، فإن ذلك يمكن أن يؤدي إلى فشل العديد من العمليات الزراعية اللاحقة.

أساسيات عملية التقليم

أوضح الباحث أن التقليم يعتمد على إزالة الأوراق القديمة والجافة (الجريد) الموجودة أسفل المجموع الخضري للنخلة, كما أشار إلى أن الجريد يلعب دورًا أساسيًا في عملية البناء الضوئي، حيث يتم استخدامه لإنتاج الغذاء للنخلة. ويبلغ عمر الجريد حوالي 3 سنوات، وبعد هذه الفترة تقل كفاءته.

كما أشار إلى أن تقليم النخلة بشكل مفرط، أو إزالة جميع الأوراق الجريد، قد يؤدي إلى تدهور صحة النخلة وانخفاض إنتاجها، ولذلك ينبغي الالتزام بالإرشادات الفنية التي تركز على إزالة الأوراق القديمة فقط.

المعايير الصحيحة للتقليم

لفت الدكتور بكير إلى أنه يجب الحفاظ على عدد مناسب من الأوراق لتحقيق أفضل معدلات البناء الضوئي, وأكد أن كل سوباطة محصول تحتاج إلى 8 إلى 9 أوراق جريد لضمان أداء عملية البناء الضوئي بشكل جيد وتخزين العناصر الغذائية التي تحتاجها النخلة لتكوين الثمار بشكل فعال.

وتطرق إلى القاعدة العامة التي يجب اتباعها أثناء التقليم، وهي إزالة الأوراق القديمة فقط والاحتفاظ بدور أو اثنين من الجريد أسفل سوباطة المحصول السابق.
 

النصائح لزراعة نخيل البلح

لضمان نجاح عملية التقليم وتعزيز كفاءة إنتاج نخيل البلح، يجب الالتزام بإزالة الأوراق الجافة والمصابة فقط، مع الحفاظ على الأوراق الضرورية التي تساعد النخلة على التفاعل مع البيئة وتنمية قدراتها الإنتاجية.