تُعد الذرة من أهم المحاصيل الحقلية على مستوى العالم، حيث تحتل المرتبة الثالثة بعد القمح والأرز في الأهمية الغذائية، وتساهم بنسبة تقارب 9% في سلة الغذاء الوطنية, وتتميز الذرة بتعدد استخداماتها، إذ تدخل كمكون أساسي في أكثر من 3000 منتج غذائي وصناعي، من الأعلاف الحيوانية والزيوت والمُحلّيات، إلى النشا والوقود الحيوي والمستحضرات الطبية والتجميلية.

وتشهد زراعة الذرة نموًا مطّردًا، بمعدل يبلغ 4.5% سنويًا، وهو الأعلى بين الحبوب الغذائية، مما يعكس أهميتها الاقتصادية المتزايدة, وتعتبر الذرة أيضًا مصدرًا مهمًا لمضادات الأكسدة والفلافونويدات التي تدعم صحة الجلد وتجدد الخلايا.

 تربة ومناخ مثاليان

تُزرع الذرة في تربة طينية جيدة التصريف، وتُفضل المناخات الدافئة التي تتراوح درجات حرارتها بين 22 و30 درجة مئوية، مع حاجتها إلى أمطار سنوية تتراوح بين 50 و90 سم, ويُنصح بإجراء اختبار للتربة قبل الزراعة لضمان ملاءمتها من حيث درجة الحموضة وتوافر المغذيات.

 إدارة متكاملة للمحصول

تعتمد زراعة الذرة الناجحة على مجموعة من العوامل، بدءًا من اختيار الأصناف المناسبة مثل الذرة الحلوة أو ذرة الفشار، ومرورًا بتحضير الأرض والتسميد والتباعد المثالي بين النباتات، وصولًا إلى ممارسات الري المنتظمة ومكافحة الأعشاب والآفات والأمراض.

كما يُنصح باستخدام أنظمة ري بالتنقيط، لتوفير المياه بكفاءة وتقليل الهدر، مع جدولة الري وفقًا لاحتياجات التربة والمناخ.

 اقتصاد زراعي مزدهر

تُعد الذرة أحد مصادر الدخل المستقرة للمزارعين، إذ توفر فرصًا مربحة من خلال التصنيع المحلي، مثل إنتاج الدقيق، الفشار، الإيثانول، وزيت الذرة, كما تتيح تقنيات المعالجة والتعبئة الحديثة إمكانية تسويق الذرة ومنتجاتها في الأسواق المحلية والعالمية، بما يرفع العوائد ويُعزز الاقتصاد الزراعي.

 زراعة مستدامة لمستقبل واعد

تركز الاتجاهات الحديثة في زراعة الذرة على الاستدامة، من خلال تناوب المحاصيل، والإدارة المتكاملة للآفات، وتطبيق تقنيات الزراعة الذكية مثل استخدام الطائرات بدون طيار والمجسات وتحليل البيانات بالذكاء الاصطناعي.

ومع تطور التكنولوجيا والتوسع في الصناعات القائمة على الذرة، يتوقع أن تستمر في لعب دور حيوي في تحقيق الأمن الغذائي، وخلق فرص اقتصادية في مختلف القطاعات.