من قلبه وروحه مصري والنيل جواه بيسري.. كانت هذه شارة البداية لمسلسل عظيم هو بكار عاش في وجدان جيل التسعينات وبالتحديد حينما عرض في شهر رمضان الكريم 1998، وأصبح هذا المسلسل جزءًا من ذكريات أجيال منذ نهاية التسعينيات وحتى الآن، وكانت لا تكتمل لمة الأسرة المصرية على مائدة إفطار رمضان إلا بعد انطلاق أذان المغرب بصوت الشيخ محمد رفعت، وبعده تتر مسلسل بكار بصوت الكينج محمد منير.
بكار بطل مصري من أطفال النوبة في جنوب مصر، يعيش مع والدته في إحدى قرى النوبة، ومع عنزته رشيدة، وفي كل حلقة من حلقات المسلسل يخوض مغامرة جديدة مع أقرانه في المدرسة، سواء داخل قريته، أو خارجها، وحقق هذا العمل نجاحا كبيرا وكان تريند الشهر الكريم في مضان وقتها، وغنى الفنان محمد منير تتري البداية والنهاية للمسلسل من كلمات الشاعرة العظيمة كوثر مصطفي، وهما من أشهر التترات وأحبها لجميع المصريين على اختلاف أعمارهم، وعالج هذا المسلسل قضايا اجتماعية بطريقة تربوية تناسب مختلف الفئات العمرية، وقدم حلولًا لمشكلات تواجه الأطفال بأسلوب بسيط، وهذا جعله مناسبًا للمشاهدة العائلية خلال وقت الإفطار.
بكار بعد عرضه أصبح جزءًا من الوجدان المصري، خاصة خلال شهر رمضان، إذ ارتبطت الشخصية بذكريات الطفولة والأجواء الرمضانية المميزة، واعتقد أن شخصية بكار هي أول شخصية كارتونية مصرية من تصميم الفنانة نيفين الجبلاوى، وتأليف عمرو سمير عاطف، أما الإخراج فكان لمنى أبو النصر، وشريف جمال، وهذا المسلسل تم إذاعة 252 حلقة على مدار 9 سنوات من عرضه، واعتقد أيضا أن هذا العمل هو أول عمل كرتوني مصري بالكامل، من حيث الأداء والإخراج والصوت، ويعكس التراث النوبي الأصيل، وهذا ما جعله قريبًا من قلوب المصريين، بل والعرب أيضا الذين عرفوا بكار وأصبحت شهرته عربية وأفريقية.
شكرًا لصناع هذا العمل العظيم الذي قام بأدء شخصياته: محمد درويش وعمرو مصطفى/ بكار، د.وحيد أسامة / فارس، ولاء أسامة / نجية، والإذاعية سهير البدراوي جسدت صوتيا شخصية "حسونة" وشخصية "رشيدة"، وآخرين مثل رشوان سعيد،علي عرابي، عادل خلف، ناريمان نيازي، وائل عوض، علاء الحريري، إبراهيم أبو العطار، رضا الجمال.