يعد مسجد السيدة نفيسة من أهم المساجد في القاهرة، وهو يقع في حي السيدة نفيسة، ويُعتبر مزارًا دينيًا وثقافيًا عريقًا، حيث يضم ضريح السيدة نفيسة بنت الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب، التي كانت عالمة إسلامية من نسل النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

ولدت السيدة نفيسة في 11 ربيع الأول 145 هـ، وعاشت في المدينة المنورة حتى انتقلت إلى مصر مع أسرتها في عام 193 هـ. كانت محبوبة جدًا من أهل مصر، حيث رحبوا بها فور وصولها.

توفيت السيدة نفيسة في 208 هـ، وكان هناك رغبة من زوجها في دفنها في المدينة المنورة، ولكن أهل مصر تمسكوا بدفنها في القاهرة بعد رؤيا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو ما وافق عليه والي مصر آنذاك.

تاريخ بناء المسجد

أُنشئ المسجد على قبر السيدة نفيسة، وأعيد بناءه عدة مرات عبر العصور، في البداية، قام عبيد الله بن السري، والي مصر العباسي، ببناء ضريح السيدة نفيسة، ثم تم تجديده في عهد الدولة الفاطمية وأضيفت له قبة.

استمر تطوير المسجد عبر العصور المختلفة، بما في ذلك العهد الفاطمي والسلطنة المملوكية والعثمانية، حتى وصل إلى شكله الحالي بعد تجديده في عصر الملك عبد الرحمن كتخدا.

أُدرج المسجد مع المقبرة المحيطة كأحد مواقع التراث العالمي لليونسكو في القاهرة التاريخية



وبناءا علي توجيهات السيد رئيس الجمهورية بتطوير أضرحة آل البيت فقد تم إسناد الأعمال لشركة المقاولون العرب من قبل الهيئة الهندسية للقوات المسلحة حيث تم بدء العمل في شهر 1/202.

وبدأت أعمال المرحلة الأولي بتطوير وترميم ورفع كفاءة الضريح وكذلك معالجه السطح الخاص بالضريح والمسجد القديم، وترميم ورفع كفاءة الواجهات الداخلية والخارجية، وترميم المئذنتين والقبة الخاصة بالمسجد، وترميم المنبر والمحراب.

وتم ترميم وتطوير مسجد السيدة نفيسة، في إطار خطة الدولة المصرية لعمارة بيوت الله عز وجل بصفة عامة واهتمامها بالقاهرة التاريخية ومساجد آل البيت بصفة خاصة، حيث أن أعمال التطوير تمتد من سور مجرى العيون والفسطاط والسيدة عائشة والسيدة نفيسة ومصر القديمة وسيدنا الحسين والسيدة زينب وشارع الأشراف "بقيع مصر".


واشتملت أعمال التطوير على تطوير مقصورة المسجد، والضريح والمنطقة المحيطة، وكذلك رفع كفاءة الميدان وكافة الشوارع المحيطة بالمسجد والمؤدية له، وكذلك زيادة المسطحات الخضراء وترميم كافة المباني المحيطة بالمسجد.

وافتتح الرئيس عبدالفتاح السيسى الجزء الأول من أعمال تطوير المسجد فى أغسطس 2023، وافتتح فجر اليوم الجزء الثاني من أعمال تطوير المسجد.