في الآونة الأخيرة، نال الفلفل الحار اهتمامًا كبيرًا بسبب فوائده الصحية المتنوعة، إذ أصبح لا يقتصر دوره على مذاقه الحار فقط، بل أظهرت الدراسات العلمية الحديثة أنه قد يكون له تأثير إيجابي في خفض مستويات السكر في الدم لدى مرضى السكري.
هذا الأمر دفع العلماء إلى توجيه الأنظار نحو الفلفل الحار كأحد الخيارات التي قد تساعد في تحسين حالة مرضى السكري، وتعود فوائد الفلفل الحار إلى مركب طبيعي داخل الفلفل يعرف باسم "الكابسييت"، وهو جزء من عائلة المركبات الكيميائية التي تُسمى الكابسينويد.
يُعرف هذا المركب بخصائصه الصحية الفريدة التي تساهم في تحسين بعض الحالات الصحية، إلى جانب مذاقه اللاذع والمميز، وبحسب موقع "Only My Health"، يعتبر الكابسييت من المركبات التي لها تأثيرات دوائية مشابهة للكابسيسين، ويُعتقد أنه من الممكن استغلاله لتطوير علاجات جديدة لمرض السكري.
دور الكابسييت في تحسين إدارة مستويات السكر في الدم أمر بالغ الأهمية، خاصة لمرضى السكري من النوع الثاني، حيث يقوم الكابسييت بتعزيز عملية نقل الجلوكوز إلى خلايا العضلات، ما يساهم بشكل كبير في خفض مستويات السكر في الدم.
وفي هذا السياق، أوضح الدكتور تشارلز كانتريل، رئيس قسم الأبحاث في وحدة بحوث الاستفادة من المنتجات الطبيعية في هيئة البحوث الزراعية الأمريكية، أن هذا المركب يمكن أن يساعد في الحد من الآثار الجانبية لبعض أدوية السكري، مما يجعله خيارًا واعدًا في العلاج.
أظهرت العديد من الدراسات المخبرية أن المستخلصات الغنية بالكابسييت تساهم في تقليل تراكم الدهون، وهي من الآثار الجانبية الشائعة التي قد يعاني منها مرضى السكري نتيجة تناول بعض الأدوية.
وقد أضافت الدكتورة شبانة خان، العالمة الرئيسية في المركز الوطني لبحوث المنتجات الطبيعية بجامعة ميسيسيبي، أن الجمع بين الكابسييت وبعض أدوية السكري قد يساعد في تقليل هذه الآثار الجانبية دون التأثير على فعالية الأدوية.
من ناحية أخرى، يعاني مرضى السكري من النوع الثاني من مقاومة الأنسولين، وهي الحالة التي تجعل الجسم أقل قدرة على خفض مستويات السكر في الدم.
تشير الأبحاث إلى أن الكابسييت يمكنه تحسين حساسية الأنسولين، ما يساعد في تحسين التحكم بمستويات السكر في الدم بشكل عام. هذه النتيجة تعتبر خطوة هامة نحو تطوير علاجات طبيعية لمرض السكري.
وبالنسبة للطريقة المثلى للاستفادة من الكابسييت، فهو يتواجد بشكل طبيعي في العديد من أنواع الفلفل الحار التي يتم استهلاكها حول العالم.
ينصح الخبراء بإدخال الفلفل الحار في النظام الغذائي بشكل منتظم، سواء كان طازجًا أو كتوابل، للاستفادة من خصائصه الصحية، ومع ذلك، من الضروري مراعاة تحمل الأفراد للطعم الحار، حيث يُفضل عدم الإفراط في تناوله لتجنب أي آثار جانبية غير مرغوب فيها.
