ارتبطت صناعة السينما ارتباطا وثيقا بصناعة فن "الملصق السينمائي" أو ما يطلق عليه "الأفيش"، أي الرسوم الخاصة بتقديم الفيلم وتسويقه وتوثيقه، ويعد اللبناني محمد بيبى، من أشهر الشخصيات التي عملت في صناعة السينما واستهوته هواية جمع "الأفيش " وبلغ ما جمعه طوال حياته المهنية حوالى 2000 أفيش لأشهر أفلام السينما في عصرها الذهبي ، ليكون تراثا ضخما ونادرا من الملصقات السينمائية، لأفلام أنتجت في الفترة من الخمسينات حتى الثمانينات من القرن الماضي ، وهى فترة كانت توصف بأنها فترة الازدهار لصناعة السينما في مصر وعصرها الذهبي هناك
محمد بيبي مديراً عاماً لشركة "إيتاني سينما"
بدأ محمد بيبي العمل في عالم السينما العربية منذ العام 1953، وفقا لما ذكرته " وام " حيث بدأ ببيع تذاكر السينما والمساعدة في ترويج الأفلام في إحدى صالات العرض في بيروت، ثم تدرج ليصبح مديراً عاماً لشركة "إيتاني سينما"، إحدى أكبر شركات إنتاج و توزيع الأفلام وكانت تدير أكبر شبكة لدور السينما في بيروت خلال تلك الحقبة. رسم الملصقات التي تروج للأفلام يدوياً
ونظرا لعدم توفر التكنولوجيا اللازمة لإنتاج ملصقات الأفلام في الشرق الأوسط في تلك الفترة، تم رسم الملصقات التي تروج للأفلام يدوياً، وهكذا تم الاستعانة ببعض من أشهر الفنانين في ذلك الوقت لرسم الملصقات التي تروج للأفلام، حيث كانوا يشاهدون كل فيلم ثم يعودون إلى الأستوديو لرسم "الأفيش"، ومن ثم ينتجون نسخًا تصل إلى 30 نسخة على ورق خاص.محمد بيبي يمتلك ما يقرب من 2000 أفيش
خلال عمله، رأى محمد بيبي العديد من هذه الملصقات، وسرعان ما أصبح مغرما بجمعها، ليمتلك ما يقرب من 2000 أفيش غير أن العديد منها تم تدميره أو سرقته خلال الحرب الأهلية اللبنانية (1975-1990)، فيما تعرض البعض الآخر للتلف عندما احترق مسرح قصر بيكاديللي في العام 2000.وبالنسبة للبعض، تعتبر "افيشات" مجموعة عائلة بيبي بمثابة كنز فني ثمين، وبالنسبة لآخرين، فهي بمثابة متحف للفن السابع يمثل تأريخاً موثقاً لأيام الماضي الجميل، وقد حرص ابنه عابد بيبي ، المقيم في دبي على توثيق هذه "الأفيشات" النادرة التي جمعها أبوه، ويتم عرض جانب منها في المعرض المقام ضمن فعاليات منتدى الإعلام العربي المنعقد في دبى.