يعتبر القلب المحرك الأساسي للحياة، فهو المسؤول عن ضخ الدم المحمل بالأكسجين والمواد الغذائية إلى جميع أجزاء الجسم، مما يجعله من أهم الأعضاء التي يجب الحفاظ على صحتها.

ومع ذلك، فإن بعض العادات اليومية التي قد تبدو غير مؤذية يمكن أن تؤثر سلبًا على صحة القلب والأوعية الدموية، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية.

يحذر خبراء الصحة من أن بعض السلوكيات اليومية يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة تصل إلى 50%، خاصة عند تراكمها مع مرور الوقت.

وتشمل هذه العادات قلة النشاط البدني، والتوتر المزمن، وقلة النوم، وعدم التعرض الكافي لأشعة الشمس، والعزلة الاجتماعية، ونستعرض هذه العادات بالتفصيل، مع توضيح تأثيراتها على القلب، والحلول الممكنة للوقاية منها، حتى تتمكن من الحفاظ على صحة قلبك لأطول فترة ممكنة.

1. قلة النشاط البدني و تأثيره على القلب

عندما لا يمارس الشخص نشاطًا بدنيًا منتظمًا، تتراكم الدهون في الجسم، مما يؤدي إلى زيادة الوزن، وهو عامل رئيسي في ارتفاع ضغط الدم، وارتفاع مستويات الكوليسترول الضار، وزيادة نسبة السكر في الدم.

جميع هذه العوامل تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. كما أن قلة الحركة تجعل القلب أقل كفاءة في ضخ الدم، مما قد يؤدي إلى تصلب الشرايين وزيادة احتمال الإصابة بأمراض القلب التاجية.

الحلول

ممارسة المشي السريع لمدة 30 دقيقة يوميًا.
ممارسة تمارين رياضية مثل السباحة أو ركوب الدراجة بانتظام.
تجنب الجلوس لفترات طويلة من خلال الوقوف أو المشي لبضع دقائق كل ساعة.
الانضمام إلى صفوف رياضية أو ممارسة الأنشطة الجماعية لتحفيز الالتزام بالتمرين.

2. التوتر المزمن

يؤدي التوتر المزمن إلى زيادة إفراز هرمونات مثل الكورتيزول والأدرينالين، مما يرفع معدل ضربات القلب وضغط الدم.
عندما تستمر هذه الحالة لفترات طويلة، فإنها تسبب تلفًا في الأوعية الدموية، مما يزيد من خطر تصلب الشرايين، وهو ما قد يؤدي إلى الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية.

الحلول

ممارسة تمارين التنفس العميق أو التأمل يوميًا لتخفيف الضغط النفسي.
ممارسة اليوغا التي تساعد على تقليل التوتر والاسترخاء.
الحرص على النوم الجيد من 7 إلى 8 ساعات يوميًا لتقليل مستويات التوتر.
تخصيص وقت لممارسة الأنشطة المفضلة مثل القراءة أو الاستماع إلى الموسيقى.

3. قلة النوم وعدم إعطائه الأولوية

يعد النوم وقتًا حيويًا لإعادة بناء وتجديد خلايا الجسم، وخاصة خلايا القلب والأوعية الدموية.
عندما لا يحصل الجسم على قسط كافٍ من النوم، يزداد ضغط الدم وترتفع مستويات الالتهاب في الجسم، مما يضعف جهاز المناعة ويؤدي إلى زيادة احتمالية الإصابة بأمراض القلب.
كما أن اضطرابات النوم، مثل الأرق أو توقف التنفس أثناء النوم، قد تزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية.

الحلول

الالتزام بمواعيد نوم منتظمة، حتى خلال عطلات نهاية الأسبوع.
تجنب المشروبات التي تحتوي على الكافيين قبل النوم بساعات.
تقليل التعرض للضوء الأزرق المنبعث من الشاشات قبل النوم بساعة على الأقل.
ممارسة أنشطة مهدئة مثل الاستحمام بماء دافئ أو قراءة كتاب قبل النوم.

4. عدم التعرض الكافي لأشعة الشمس

يلعب فيتامين د، الذي نحصل عليه بشكل أساسي من أشعة الشمس، دورًا مهمًا في صحة القلب.
فعندما يكون هناك نقص في فيتامين د، يمكن أن يؤدي ذلك إلى ارتفاع ضغط الدم ومشاكل في الأوعية الدموية.
كما أن نقص هذا الفيتامين قد يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب التاجية.

الحلول

التعرض لأشعة الشمس يوميًا لمدة 15 إلى 30 دقيقة.
ممارسة المشي في الهواء الطلق خلال الصباح الباكر أو أثناء فترات الراحة في العمل.
تناول مكملات فيتامين د بعد استشارة الطبيب، خاصة في فصل الشتاء.
تناول الأطعمة الغنية بفيتامين د، مثل الأسماك الدهنية وصفار البيض ومنتجات الألبان المدعمة.

5. العزلة الاجتماعية

تشير الدراسات إلى أن العزلة الاجتماعية يمكن أن تؤثر بشكل كبير على الصحة النفسية، مما يؤدي إلى زيادة مستويات التوتر والقلق، وكلاهما يرتبط بارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب.
كما أن الأشخاص الذين يعيشون بمفردهم قد يصبحون أقل نشاطًا بدنيًا، مما يزيد من عوامل الخطر المرتبطة بصحة القلب.

الحلول

التواصل المنتظم مع الأصدقاء والعائلة سواء عبر الهاتف أو من خلال اللقاءات المباشرة.
الانضمام إلى نوادٍ رياضية أو ثقافية لتعزيز النشاط الاجتماعي.
المشاركة في الأعمال التطوعية أو الأنشطة الجماعية لتعزيز الروابط الاجتماعية.
تبني حيوان أليف، حيث يمكن أن يساعد ذلك في تقليل الشعور بالوحدة وتحسين المزاج.

من خلال ممارسة الرياضة، وإدارة التوتر، والحصول على قسط كافٍ من النوم، والتعرض المناسب لأشعة الشمس، وتعزيز العلاقات الاجتماعية، يمكنك الحفاظ على صحة قلبك والتمتع بحياة أكثر نشاطًا وطولاً.