قد يبدو التحدث مع النفس أثناء الأنشطة اليومية، مثل الطهي أو الاستحمام، شيئًا غير اعتيادي، لكن له فوائد عديدة, فالتعبير عن الأفكار بصوت عالٍ يعزز الوضوح العقلي ويزيد من مهارات حل المشكلات من خلال تنشيط أجزاء متعددة من الدماغ, كما أن الحديث مع النفس يساعد على تحسين الذاكرة والتنظيم واتخاذ القرارات، حيث يسهم في ترتيب المعلومات ومنح الأولوية للمهام.

علاوة على ذلك، يساهم هذا النوع من التفاعل مع النفس في تعزيز التنظيم العاطفي، وتقليل القلق والتوتر، من خلال إنشاء مسافة بينك وبين مشاعرك، مما يمنحك منظورًا عقلانيًا يساعدك على التعامل مع التحديات بشكل أفضل ولذلك، يعد الحديث مع النفس ممارسة طبيعية تعود بالنفع على الرفاهية المعرفية والعاطفية.

فوائد التحدث مع النفس:

تعزيز حل المشكلات: التحدث بصوت عالٍ يُحسن القدرات الإدراكية، وقد أظهرت إحدى الدراسات أن الأشخاص الذين نطقوا بما كانوا يبحثون عنه في مجموعة من الصور تمكّنوا من العثور عليه أسرع من أولئك الذين لم يتحدثوا.

تقوية التوصيلات العصبية والانتباه: عندما تتحدث مع نفسك، فإنك تنشط مناطق مختلفة في الدماغ، مما يسهل تركيزك وتنظيم أفكارك بشكل أفضل.

تحسين الذاكرة والتنظيم: نطق ما يدور في ذهنك يعزز قدرتك على تذكر المعلومات بشكل أفضل، كما يعزز التحفيز البصري والسمعي لمساعدتك في الاحتفاظ بالبيانات في ذهنك.

تسهيل اتخاذ القرارات: التحدث مع النفس يعزز الوضوح الفكري ويساعد على تنظيم الأفكار, فعندما تعبر عن نواياك وأهدافك، يسهل عليك تحديد الأولويات واتخاذ قرارات أفضل.

تنظيم المشاعر وتقليل التوتر: الدراسات تشير إلى أن الحديث مع النفس باستخدام الشخص الثاني أو الثالث، مثل قول "أنت قادر!"، يقلل من مستويات القلق ويحسن الأداء في المواقف العصيبة.

فصل العواطف والتفكير العقلاني: يساعد الحديث الداخلي في توفير مسافة بينك وبين مشاعرك، مما يعزز التفكير العقلاني ويسهل التعامل مع التوتر وتحسين الصحة العاطفية.

إذن، يبدو أن التحدث مع النفس ليس مجرد عادة غريبة، بل هو أداة مفيدة لتعزيز الأداء العقلي والعاطفي!