تجسد سفر أهالي المدينة المنورة الرمضانية التي تنتشر داخل المسجد النبوي وفي ساحاته الواسعة والسطح ، مظاهر التآخي والتعاون قبيل صلاة المغرب الذي يعكس ثقافة وكرم أهالي طيبة الطيبة التي مازالوا يتوارثونها عبر الأجيال .
مشاهد الخير والعطاء والشغف الذي يحمله أهالي المدينة المنورة لخدمة زوار مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وسلطت الضوء على هذا الاهتمام الكبير الذي يقوم به الصغير قبل الكبير وهم يرسمون ابتسامات عريضة على محياهم في استقبال الصائمين النابع من اهتمامهم وحبهم لفعل الخيرات.
ويقول المواطن فهد بن خصيوي العمري: "إن السفر الرمضانية بالمسجد النبوي من أعظم مظاهر التكافل الاجتماعي، وهي ليست مجرد عادة يتوارثها الأجيال ولكنها شغف ينتظرها ويتسابق عليها الجميع الكبير والصغير سنويا بكل حب ويتوارثونها بينهم ويوصي بعضهم بعضًا حتي في أوقافهم يذكرونها ويوقف الرجل ماله ويذكر فيها أن جزءًا من هذا المال مخصص للسفر الرمضانية في المسجد النبوي ويوصي بها أبناؤه وكذلك أبناؤه يوصون أبناؤهم من بعدهم ولذلك هي مستمرة وبعضها موجود لأكثر من ١٠٠ عام في خدمة الصائمين وإفطارهم شرف كبير ومفخرة يرجو منها الثواب والرضوان من الله تعالى" .
وأوضح أن والده كانت له سُفرة إفطار جوار المكبرية بالمسجد النبوي، منذ قرابة الـ٤٠ عام، وبعدها تابع إخوانه الكبار عمل والدهم وهو اليوم يواصل مسيرة والده وإخوانه في تفطير الصائمين، كما أنه حريص على تعليم إخوانه الصغار وأبنائه وأحفاده ليواصلوا هذا الشرف في بذل الخير والعطاء، وليقدموا أجمل الصور عن أهل المدينة المنورة في خدمتهم لضيوف الرحمن أثناء زيارتهم لطيبة الطيبة.