الأحد، 15 شوال 1446 ، 13 أبريل 2025

عمرو الورداني: التماسك المجتمعي عبادة وتجلٍّ من تجليات توحيد الله

الدكتور عمرو الورداني،
الدكتور عمرو الورداني
أ أ
techno seeds
techno seeds
قال الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن توحيد الله تعالى ليس مجرد لفظٍ يُقال باللسان، بل هو منهج حياة يجب أن يظهر جليًا في أفعالنا، وفي طريقتنا في التعامل مع الآخرين، واجتماع الناس على الرحمة والتراحم والتكامل هو من أعظم صور العبادة الجماعية، وأن ذلك يُجسِّد المعنى الحقيقي لكلمة "لا إله إلا الله"، مشيرًا إلى أن التوحيد لا يتحقق بكماله إلا إذا انعكس على سلوك الفرد والمجتمع، فصار التماسك والتعاون والتكافل سمتهم في الحياة.

وأضاف الدكتور الورداني، خلال حلقة برنامج "مع الناس"، المذاع على قناة الناس، اليوم الأربعاء:  "ماينفعش نقول إننا موحدين لله وإحنا بنتخانق ونتنازع ونتفرق، اللي بيفرق الناس مش من أهل التوحيد، لأن ربنا مش عايزنا نعبده بكلمة وننسى المعنى اللي وراها، لازم الناس تفهم إن التماسك المجتمعي هو من تجليات التوحيد، مش التفكك ولا الخلاف".

وتابع: "التماسك المجتمعي محتاج مجموعة من المعاني اللي لازم نعيشها مع بعض، أولها الرحمة، لأنها اللي بتفتح القلوب وبتخلي الناس تقرب من بعض، ولما الرحمة تسكن المجتمع، بيبدأ الوعي يظهر، والناس تبقى فاهمة نفسها ومكانها ودورها، ومع الوعي، ننتقل للتعاون، وده معناه إن كل فرد يحس إنه مش لوحده، وإنه بيتحرك ضمن جماعة، عارف هدفها، التعاون هنا مش رفاهية، ده معنى قرآني بيقول (وتعاونوا على البر والتقوى)، والتعاون هو اللي بيخرجنا من الفردانية اللي بتخلي كل واحد شايف نفسه وبس.

وأضاف: "بعد كده تيجي المشاركة، اللي معناها إن كل الناس تحس إن صوتها مسموع، وإن رأيها معتبر، وإن مشاعرها محترمة، المشاركة بتعمل توازن بين العقل والقلب، وبتخلي كل فرد يحس بالعدالة العاطفية والمعنوية، وده أساس مهم في أي مجتمع متماسك، ولما نوصل لمرحلة المشاركة، نبدأ نبني ما يسمى بالتكامل أو الرص، مش مجرد ناس جنب بعض، لكن كل واحد ليه دور، وكل واحد في مكانه اللي ربنا أقامه فيه، نبقى زي البنيان المرصوص، زي ما ربنا قال في القرآن، نبقى متكاملين مش متزاحمين، كلنا بنكمّل بعض".

وأردف: "من هنا، تظهر قيمة الخدمة، لما كل فرد يحس إنه بيخدم المجتمع من مكانه، سواء كان طبيب أو معلم أو عامل أو مفكر، الكل واقف على ثغر، وكلنا بنشتغل من أجل مصلحة واحدة، وبنخدم هدف واحد، نعيش معنى الترابط والانتماء، لما نحس إن المجتمع ده بيتنا، وإن اللي بيوجع واحد فينا، بيوجعنا كلنا الانتماء مش شعور بس، ده فعل بيترجم في حب البلد، وفي الحفاظ على الناس، وفي إننا مانسيبش حد ورا".

واختتم:  "اللي عايز يوحد ربنا بجد، يسيب ثقافة اللوم، ويدخل في ثقافة النحن. نخرج من الفردانية اللي بتبعدنا عن بعض، ونبني مجتمع ربنا يرضى عنه، ده مش مجرد سلوك اجتماعي، دي عبادة، وده اللي ربنا بيحبه"
اشترك في قناة اجري نيوز على واتساب اشترك في قناة اجري نيوز على جوجل نيوز
icon

الأكثر قراءة