مع التقدم في العمر، يصبح الحفاظ على الصحة العقلية أمرًا بالغ الأهمية للحفاظ على جودة الحياة والاستمتاع بها. فالعديد من الأشخاص يشعرون بالقلق بشأن قدرتهم على الحفاظ على الوظائف الإدراكية والعقلية مع مرور الزمن، ويتساءلون عن الخطوات التي يمكنهم اتخاذها للحفاظ على نشاط عقولهم ومرونتها.
ولحسن الحظ، أظهرت الأبحاث أن هناك مجموعة من العادات والسلوكيات التي يمكن أن تساهم في دعم صحة الدماغ وتقليل احتمالات التدهور العقلي مع تقدم العمر.
في هذا السياق، أشار فريق بحثي من الأكاديمية الأمريكية لطب الأعصاب إلى عدد من العوامل التي تلعب دورًا محوريًا في دعم الصحة العقلية على المدى الطويل.
وأكدت الدكتورة كارلين جاكسون، رئيسة الأكاديمية، أن أطباء الأعصاب يمتلكون المعرفة والخبرة اللازمتين لتوجيه الأفراد نحو أفضل السبل للحفاظ على صحة الدماغ، وأوضحت أن تبني نمط حياة صحي يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا في الوقاية من المشكلات العقلية والإدراكية المرتبطة بالعمر.
وفي دراسة نُشرت في مجلة Neurology، استعرض باحثون من جامعة ميشيغان الأمريكية مجموعة من النصائح والإرشادات التي يمكن أن تساعد الأفراد على الحفاظ على صحة عقولهم لأطول فترة ممكنة.
نصائح للحفاظ على الصحة العقلية مع التقدم في العمر
1. الحصول على قسط كافٍ من النوم
يعد النوم عنصرًا أساسيًا في تعزيز صحة الدماغ، إذ يساعد على تحسين التركيز، وتعزيز الذاكرة، وتقليل خطر الإصابة بالأمراض العصبية مثل الزهايمر. لذا، ينصح الخبراء بالحصول على عدد ساعات كافية من النوم ليلًا، مع تجنب الأرق واضطرابات النوم، كما يمكن للقيلولة القصيرة خلال النهار أن تكون مفيدة في تحسين الأداء الإدراكي.
2. الحد من القلق والتوتر
يؤثر الإجهاد المزمن سلبًا على صحة الدماغ، حيث يزيد من مستويات هرمونات التوتر التي يمكن أن تؤدي إلى ضعف الذاكرة والتركيز.لذا، يُنصح بممارسة تقنيات الاسترخاء مثل التأمل، والتنفس العميق، واليوغا، بالإضافة إلى ممارسة الهوايات التي تساعد على تخفيف التوتر وتحسين المزاج.
3. تعزيز الحياة الاجتماعية
العزلة الاجتماعية والشعور بالوحدة من العوامل التي قد تؤدي إلى تراجع الصحة العقلية، لذا من الضروري الحفاظ على علاقات اجتماعية إيجابية مع الأصدقاء وأفراد العائلة، والانخراط في الأنشطة المجتمعية التي تعزز الشعور بالانتماء والتواصل.4. اتباع نظام غذائي صحي
يلعب الغذاء دورًا رئيسيًا في دعم صحة الدماغ، لذا يُفضل تناول الأطعمة الغنية بالفيتامينات والمعادن، مثل الخضروات الورقية، والمكسرات، والأسماك الدهنية الغنية بأوميغا-3، والحبوب الكاملة.كما يُنصح بالحد من الأطعمة المصنعة والدهون المشبعة التي قد تؤثر سلبًا على وظائف الدماغ.
5. ممارسة التمارين الرياضية بانتظام
تعتبر التمارين البدنية من أفضل الوسائل لتعزيز تدفق الدم إلى الدماغ، مما يساهم في تحسين وظائفه والحد من خطر التدهور الإدراكي.ويوصي الخبراء بممارسة الرياضة بانتظام، مثل المشي، أو السباحة، أو تمارين التمدد والتوازن التي تساعد على تقوية العضلات وتحسين الدورة الدموية.
6. الوقاية من الإصابات والصدمات
تعد الإصابات الدماغية من العوامل التي قد تؤدي إلى مشكلات إدراكية خطيرة، لذا ينصح الخبراء بارتداء حزام الأمان عند قيادة السيارة، وارتداء خوذات الحماية عند ركوب الدراجات، واتخاذ التدابير اللازمة لتجنب السقوط والإصابات، خاصة لدى كبار السن.7. مراقبة ضغط الدم ومستويات السكر في الدم
يؤثر ارتفاع ضغط الدم ومرض السكري على صحة الدماغ على المدى الطويل، لذا من المهم مراقبة هذه العوامل بانتظام والحرص على التحكم بها من خلال نمط حياة صحي واستشارة الأطباء عند الحاجة.8. الحفاظ على وزن صحي ومستويات الكوليسترول
تزيد السمنة وارتفاع الكوليسترول من خطر الإصابة بأمراض القلب، والتي بدورها تؤثر على تدفق الدم إلى الدماغ.ولذلك، يُفضل اتباع نظام غذائي صحي وممارسة التمارين بانتظام للحفاظ على وزن مثالي وصحة جيدة.
9. الوقاية من العدوى والأمراض
يمكن أن تؤثر العدوى والأمراض المزمنة على وظائف الدماغ، لذا من الضروري تلقي اللقاحات الموصى بها، وعلاج أي التهابات أو أمراض بشكل سريع، وعدم إهمال الصحة العامة.10. الابتعاد عن التدخين والكحوليات
يؤثر التدخين والإفراط في تناول الكحوليات على صحة الدماغ بشكل سلبي، حيث يسببان تلفًا في الخلايا العصبية ويزيدان من خطر الإصابة بأمراض عقلية وتنكسية، لذا ينصح بالإقلاع عن هذه العادات الضارة للحفاظ على وظائف الدماغ.11. تجنب التلوث البيئي
أظهرت الدراسات أن التعرض المستمر للملوثات البيئية، مثل تلوث الهواء أو المياه، قد يؤثر سلبًا على صحة الدماغ. لذلك، يُفضل تجنب التعرض للمناطق الملوثة، واستخدام أجهزة تنقية الهواء، والحرص على شرب مياه نظيفة وآمنة.
12. التعامل مع التحديات الحياتية بإيجابية
يمكن أن يكون القلق المستمر بشأن المشكلات اليومية سببًا في استنزاف الصحة العقلية على المدى الطويل.لذا، يُنصح بتبني أساليب التفكير الإيجابي، والتركيز على الحلول بدلاً من المشكلات، والتعامل مع التحديات بطريقة هادئة ومتزنة.
