أ
أ
رحل عن عالمنا صباح اليوم الجمعة، الفنان سليمان عيد، إثر أزمة قلبية مفاجئة، ليترك خلفه إرثًا فنيًا غنيًا بالعديد من الأدوار التي ظلت راسخة في ذاكرة محبيه, ورغم الشهرة الكبيرة التي نالها بفضل أدواره الكوميدية، إلا أن مسيرته كانت مليئة بالتنوع والإبداع الذي قد لا يعرفه الكثيرون.
بداياته: من الزراعة إلى الفن
على عكس ما قد يتوقعه البعض، لم يكن طريق سليمان عيد إلى عالم الفن مفروشًا بالورود منذ البداية. فقد تخرج في كلية الزراعة بجامعة عين شمس، وهو مجال بعيد تمامًا عن الأضواء والشهرة, لكن شغفه بالفن كان أقوى من أن يُقيد، فبدأ في اقتحام هذا المجال من خلال العروض المسرحية الصغيرة والورش الفنية، حتى أتيحت له الفرصة في عالم السينما والتليفزيون ليترك بصمة مميزة في الكوميديا.
الكوميديا: وجهه المألوف
رغم أن الكوميديا كانت المنطقة التي تميز فيها، إلا أن سليمان عيد لم يقتصر على تقديم الأدوار المضحكة فقط ,كان يمتلك موهبة تمثيلية متعددة الأبعاد، حيث كشف في أحد اللقاءات أنه كان يحلم بتقديم أدوار الشر، لكن مخرجين كثيرين كانوا يرفضون منحه هذه الفرصة، معتبرين أن "وجهه الطيب" لا يتناسب مع هذه الأدوار. لكنه حصل على فرصة في مسلسل "ساعته وتاريخه"، حيث اعترف أنه كان يشعر بالخوف من ردود الفعل الجماهيرية.أعمال درامية تبرز موهبته الحقيقية
لم يكن سليمان عيد مجرد فنان كوميدي، بل كان يملك أدوات تمثيلية متنوعة جعلته قادرًا على تقديم أدوار جادة، برع فيها ببراعة. شارك في العديد من الأعمال التي ظهرت فيها مهاراته التمثيلية، مثل فيلم "حين ميسرة" ومسلسل "الجماعة"، حيث أثبت للجميع أن قدراته لا تقتصر على الضحك، بل يمكنه أيضًا تجسيد شخصيات معقدة وعميقة. وعلى الرغم من أن هذه الأدوار لم تحظَ بنفس الانتشار الذي حققته أدواره الكوميدية، إلا أنها كانت شاهدة على موهبته المتجددة.
أزمة "بلبن": اعتذار وصدق
مثلما كانت حياته الفنية مليئة باللحظات المضيئة، شهدت أيضًا لحظة من الارتباك بسبب أزمة مع إعلان "بلبن". في هذا الإعلان، استخدم سليمان عيد لهجة قريبة من اللغة النوبية، ما أثار غضبًا بين عدد من النوبيين الذين اعتقدوا أنه أساء إليهم. وعلى الرغم من أن الفنان الراحل كان معروفًا بتواضعه وحبه لجمهوره، إلا أن الأزمة أحدثت ضجة كبيرة، مما دفعه إلى الاعتذار علنًا عبر فيديو عبر حسابه الشخصي. قدم اعتذاره قائلاً: "لم أقصد الإساءة لأحد وأنا أحب النوبيين وأعتذر عن أي إساءة حدثت". وقد أظهر ذلك تواضعه وإيمانه بأن الاعتراف بالخطأ هو جزء من القوة الحقيقية.