أجاب الدكتور نور أسامة استشاري نفسي وتعديل سلوك، على سؤال ملك من ألمانيا، التي تشكو من معاملة والد ابنها العنيف بالكلام، وتأثير ذلك على نفسية ابنها المراهق (15 عامًا)، وتبحث عن طرق تعويض هذا العنف اللفظي وتخفيف تأثيره على ابنها.
وأكد الاستشاري النفسي وتعديل السلوك، خلال حوار مع الإعلامية مروة شتلة، ببرنامج "البيت"، المذاع على قناة الناس، اليوم الأربعاء، أن هذه المرحلة العمرية تعتبر حساسة جدًا، وأن تأثير العنف اللفظي يمكن أن يكون له تداعيات كبيرة على نفسية الطفل، حيث يُمكن أن يتسبب في ضعف الثقة بالنفس والخلل في صورة الذات.
وأضاف: "أول شيء يجب أن تفعله الأم هو أن تُعيد بناء الثقة بالنفس لدى ابنها، المعالجة النفسية تبدأ من هنا، لأن الثقة بالنفس هي أساس العلاج لجميع المشاكل النفسية، لا بد من إيجاد طريقة لتعويض الأذى النفسي الذي تعرض له الطفل نتيجة لكلام والده العنيف".
وأوضح أن الأمر ليس متعلقًا فقط بكلام والد الطفل، بل بكيفية تعامل الأم مع هذا الوضع، وفي هذه المرحلة، لا بد من تغيير التصور لدى الابن عن نفسه، الأم يمكنها أن تبرز له الإنجازات الصغيرة وتُشجعه بشكل مستمر على تحسين ذاته، وتُعزز لديه الشعور بالقيمة الذاتية، الكلمة الطيبة والمكافآت المعنوية مثل المدح المستمر تُعد وسيلة فعّالة جدًا في بناء الثقة بالنفس.
وتابع: "إذا كان الأب يقول له: 'أنت فاشل' أو 'أنت مش نافع'، يجب أن ترد الأم عليه بلطف وتقول له: 'أنت مش كده، أنت كويس، لكن محتاج تشتغل على نفسك'... هذا التصحيح البسيط للخطأ له تأثير كبير على تحسن حالته النفسية".
وأوضح أنه يجب على الأم تجنب إدانة الأب أو تقليد أسلوبه، ولكن بدلاً من ذلك، يجب أن تركز على تشجيع الابن على عدم الاكتراث بالكلام العنيف، وتحفيزه على تحمل المسؤولية.
وأضاف: "في هذا السن، الأبناء بحاجة شديدة لوجود الأب كقدوة، لذا، يجب أن تُحدث الأم حوارًا مع الأب لتخفيف تعامله العنيف مع ابنه، لأن ذلك قد يؤثر عليه بشكل سلبي للغاية".
وأكد أيضًا على ضرورة أن يكون هناك دور تكاملي بين الأب والأم في توجيه الأبناء، حيث يمكن للأم أن تقف بجانب ابنها وتدعمه بشكل إيجابي، بينما يُمكن للأب أن يكون له دور بناء من خلال تقديم نموذج سلوكي إيجابي في التعامل مع الأبناء.
الدكتور نور أسامة شدد على أهمية التوازن في التربية، وإذا تم تربية الأطفال على أن كل شيء في الحياة يعتمد على الجمال أو على النجاح المادي فقط، فهذا يخلق عندهم صورة مشوهة عن الواقع، ويجب أن يكون التركيز على بناء شخصية مستقلة وقوية تعتمد على نفسها وعلى قدرتها على تحمل المسؤولية.