الجمعة، 22 شعبان 1446 ، 21 فبراير 2025

خطر سماعات الأذن اللاسلكية على صحة السمع.. الأطباء تحذر

خطر سماعات الاذن
خطر سماعات الأذن اللاسلكية على صحة السمع.. الأطباء تحذر
أ أ
techno seeds
techno seeds
مع تزايد استخدام سماعات الأذن اللاسلكية العصرية، حذر مجموعة من الأطباء من تأثيراتها السلبية على صحة السمع، خاصة بين أبناء الجيل Z. يعاني هؤلاء الشباب من مشكلات عصبية مرتبطة بهذه الأجهزة الحديثة. لاحظ الأطباء زيادة في حالات صعوبات السمع بين الشباب، على الرغم من أن الفحوصات الطبية التقليدية لا تكشف عن أي مشاكل في السمع، مما يثير القلق حول التأثيرات العصبية لهذه الأجهزة.


سماعات حجب الضوضاء.. هل هي آمنة؟

يفضل أبناء الجيل Z (مواليد منتصف التسعينات وحتى عام 2010) استخدام سماعات الأذن اللاسلكية التي تعمل على حجب الضوضاء الخارجية، حيث يعتبرونها أكثر أمانًا لأنها تساعد على تقليل التشويش الصوتي، مما يعني أنهم لا يحتاجون لرفع مستوى الصوت بشكل مبالغ فيه، كما يعتبر هذا الأمر عاملًا إيجابيًا بالنسبة للبعض.

ومع ذلك، وفقًا للأطباء في هيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا، قد لا يكون استخدام هذه السماعات بالضرورة آمنًا كما يبدو. لوحظت زيادة في نسبة الشباب الذين يعانون من صعوبات في السمع، على الرغم من أن اختبارات السمع التقليدية لا تكشف عن أي عيوب في قدرتهم على السمع، وتكمن المشكلة في الخلايا العصبية الدماغية، حيث يعاني الدماغ من صعوبة في معالجة الأصوات الواردة، وهو ما يرتبط بحالة طبية تعرف باسم "اضطراب المعالجة السمعية".


ما هو اضطراب المعالجة السمعية

اضطراب المعالجة السمعية هو حالة طبية تؤثر على قدرة الدماغ على معالجة وفهم الأصوات في بيئات مليئة بالضوضاء. يعاني الأشخاص المصابون بهذه الحالة من صعوبة في متابعة الحوارات، خاصة إذا كانت هناك أصوات خلفية مزعجة، وكذلك صعوبة في فهم المتحدثين بسرعة أو أصحاب اللهجات غير المألوفة.

في الماضي، كان يُربط هذا الاضطراب بإصابات الدماغ في مرحلة الطفولة أو بخلل جيني في بعض الحالات، ولكن الآن يُعتقد أن الأجهزة الحديثة مثل سماعات الأذن التي تعمل على حجب الضوضاء قد تمنع الدماغ من التدريب الطبيعي على كيفية التعامل مع الضوضاء المحيطة، هذا التدريب الطبيعي مهم لتطوير القدرة على تمييز الأصوات وفهم الكلمات في بيئات متعددة الأصوات.

تأثير سماعات الأذن على قدرات السمع عند الجيل Z

قالت كلير بينتون، نائبة رئيس الأكاديمية البريطانية لعلم السمع، إن مهارات الاستماع الأكثر تعقيدًا لا تكتمل في الدماغ إلا في أواخر سنوات المراهقة، وبالتالي، فإن اعتماد جيل Z على سماعات الأذن التي تعمل على حجب الضوضاء قد يتسبب في تأخر قدرتهم على معالجة الكلام وفهمه في بيئات مليئة بالضوضاء.

كما أكدت الدكتورة أنجيلا ألكسندر، أخصائية السمع، أن العديد من الآباء والمعلمين يعتقدون أن حل مشكلات الأطفال المتعلقة بالضوضاء يكمن في استخدام سدادات الأذن أو سماعات الرأس التي تمنع الضوضاء، ومع ذلك، فإن هذا الحل قد لا يكون فعالًا في المدى الطويل ويؤدي إلى تفاقم المشكلة.


اضطراب المعالجة السمعية بين الأطفال

وفقًا لهيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا، لا يزال العدد الدقيق للأطفال المصابين باضطراب المعالجة السمعية غير معروف، لكن التقديرات العالمية تشير إلى أن ما بين 3 و5 بالمئة من الأطفال يعانون من هذه الحالة بدرجات متفاوتة. هذا يبرز أهمية الوعي بهذا الاضطراب وعلاقته بالاستخدام المتزايد للتكنولوجيا، مثل سماعات الأذن التي قد تؤثر على تطور مهارات السمع لديهم.

طرق العلاج والتعامل مع اضطراب المعالجة السمعية

تتنوع طرق علاج اضطراب المعالجة السمعية، ولكنها غالبًا ما تتضمن إعادة تعريض الأذن والدماغ لأصوات وكلمات في بيئات مليئة بالضوضاء، باستخدام أجهزة سمعية وميكروفونات خاصة، والهدف من هذه العلاجات هو مساعدة الدماغ على التكيف مع الظروف الصوتية المعقدة وتعزيز قدرته على فهم الأصوات في بيئات متعددة الأصوات.


ضرورة الوعي والوقاية

في ظل انتشار استخدام السماعات اللاسلكية، يصبح من الضروري رفع الوعي بمخاطر استخدام هذه الأجهزة بشكل مفرط. التأثيرات السلبية المحتملة على صحة السمع تستدعي أن يكون الآباء والمربون على دراية بحالة أبنائهم السمعية، وأن يبحثوا عن طرق للتعامل مع الضوضاء بشكل طبيعي، ذلك يساعد على تحسين القدرات السمعية والمعرفية للأطفال على المدى الطويل.
اشترك في قناة اجري نيوز على واتساب اشترك في قناة اجري نيوز على جوجل نيوز
icon

الأكثر قراءة