في يومه العالمي، والذي يصادف السبت 15 فبراير 2025، نحتفل بفرس النهر، ذلك الحيوان الضخم والمهيب الذي يحمل في طياته العديد من القصص التاريخية والثقافية، من الأساطير المصرية القديمة إلى الحكايات الشعبية الأفريقية.
فرس النهر كان وما زال يمثل جزءًا هامًا من الحياة البرية في أفريقيا، سواء في الأساطير أو الواقع، ويعتبر اليوم بمثابة تذكير بضرورة الحفاظ على هذا الكائن الرائع لضمان استمراره في المستقبل.
في الماضي البعيد، كان قدماء المصريين يطاردون أفراس النهر من أجل الحصول على جلودها ولحومها وأسنانها العاجية، وكان يُنظر إليها كرمز للقوة والشجاعة، كما برزت في أساطيرهم بصفتها إلهة الحماية "تاوريت"، وعلى الرغم من هيبتها كانت أفراس النهر من بين الحيوانات التي تم تمثيلها بشكل متكرر في فنون وثقافة هذه الحضارة.
تتمتع أفراس النهر بجسم ضخم وفك قوي، ما يجعلها واحدة من أضخم الحيوانات البرية بعد الفيل ووحيد القرن، وتعيش في المراعي والسافانا والمناطق الرطبة في أفريقيا.
تعتمد حياتها على العشب والماء، وتلعب في المسطحات المائية يوميًا، لكنها مع ذلك تعد من الحيوانات التي قد تكون خطيرة إذا استفزت.
ومثلما يُقدسها محاربو الزولو لشجاعتها، تعتبر أفراس النهر من الحيوانات التي تتطلب الحذر عند التعامل معها، خاصة في حدائق الحيوان، حيث قد تكون الحظائر مكانًا كريه الرائحة.
على الرغم من قوتها، تعرضت أفراس النهر في العقود الأخيرة لضغوط بيئية، حيث انخفضت أعدادها بنسبة تصل إلى 20% بسبب الصيد الجائر والتهديدات البيئية.
فمعظم صيد أفراس النهر يكون بهدف الحصول على لحومها أو أسنانها العاجية، وهو ما يشكل تهديدًا مستمرًا لهذا الكائن الضخم، ومن جهة أخرى، يعتبر فرس النهر القزم، الذي اكتُشف في عام 1849، نوعًا أصغر بكثير من فرس النهر العادي، حيث يزن فقط ما بين 400 إلى 600 رطل.
ومن الألعاب الشعبية التي استلهمت من هذا الحيوان لعبة "النهر الجائع الجائع"، التي انتشرت في سبعينيات القرن الماضي، وهي لعبة تحدي بين الأصدقاء، حيث يقوم كل لاعب بمحاكاة فرس النهر في محاولة لابتلاع أكبر عدد من الكرات الزجاجية من البركة، هذه اللعبة الشعبية تعكس كيفية تأثير ثقافة الحيوانات البرية على المجتمعات البشرية في مختلف أنحاء العالم.
اليوم، ومع الاحتفال بيوم فرس النهر العالمي، نأمل أن يساهم هذا الحدث في زيادة الوعي حول أهمية حماية هذه الحيوانات وضمان بقائها على كوكبنا، مع العلم بأنها تعد جزءًا أساسيًا من التوازن البيئي في قارة أفريقيا.