أكدت الدكتورة هبة إبراهيم، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى، أن الشريعة الإسلامية قد وضعت العديد من الضوابط التي تهدف إلى الحفاظ على الخصوصية وحقوق الأفراد، خاصة فيما يتعلق بمفهوم الاستئذان، موضحة أن الاستئذان ليس مجرد أمر شكلي، بل هو جزء أساسي من حفظ العورات ودرء المفاسد، حيث يتم احترام حقوق الآخرين وتجنب النظر إلى ما لا يجوز النظر إليه.
وقالت عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى، خلال حوار مع الإعلامية سالي سالم، ببرنامج "حواء"، المذاع على قناة الناس، اليوم الاثنين: "الاستئذان يعد من المبادئ المهمة التي شملتها الشريعة الإسلامية، حيث إنها تضمن أن الشخص لا يدخل على آخر إلا بعد أن يحصل على إذن، مراعاة لحقوق الآخرين وخصوصياتهم، وقد تم التأكيد على ذلك في القرآن الكريم، وفي سورة النور تحديدًا، حيث تناولت آياتها مسألة غض البصر وصيانة الفرج، ثم تطرقت إلى الاستئذان باعتباره من وسائل الوقاية من الضرر."
وأضافت أن الشريعة تناولت الاستئذان بالتفصيل حتى في العلاقات بين المحارم، حيث أكدت على ضرورة الاستئذان عند الدخول على الأقارب مثل الأخت أو الأم أو الابنة، لافتة إلى أن الاستئذان هنا ليس فقط حماية لخصوصية الآخرين، بل أيضًا حماية لحق الشخص نفسه في ألا يطلع أحد على ما لا يجوز النظر إليه.
وأكدت أنه حتى في حالات المحارم، ينبغي على الأفراد الالتزام بآداب الاستئذان، لأن هذا يعكس احترام حقوق الجميع وحفاظًا على النفس والآخرين، مشيرة إلى حادثة وردت في السيرة النبوية عندما دخل أشخاص على السيدة عائشة، رضي الله عنها، في وقت لم تكن تحب أن يراه، وهذا كان سببًا في نزول آية الاستئذان.
وأوضحت أن الاستئذان يشمل أيضًا حالات دخول الزوج على زوجته، حيث يجب عليه أن يعلمها بوصوله ليتمكن كلاهما من الحفاظ على خصوصيته، وأيضا تستعد الزوجة لاستقباله".