أكد الدكتور محمد المهدي، أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر الشريف، أن الشخصية الوسواسية تتميز بالدقة الشديدة والاهتمام المفرط بالتفاصيل، مما يجعل الشخص يسعى دائمًا إلى المثالية والكمال في كل شيء، سواء في عمله أو حياته الشخصية.
وأوضح أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر الشريف، خلال حلقة برنامج "مع الناس"، المذاع على قناة الناس، اليوم الأربعاء، أن الشخص الوسواسي يكون حريصًا جدًا على النظام والدقة، ويرفض أي نوع من الفوضى أو الأخطاء، مما يجعله مرهقًا لنفسه وللأشخاص المحيطين به، سواء في بيئة العمل أو داخل الأسرة.
وأضاف أن هذا الحرص قد يصل إلى حد البخل، ليس فقط في المال، بل في المشاعر أيضًا، مما يجعل الحياة الزوجية مع الشخصية الوسواسية صعبة، حيث يكون الزوج أو الزوجة بخيلًا في التعبير عن العاطفة والتواصل الوجداني.
وأشار إلى أن الشخصية الوسواسية تميل إلى التدقيق في كل شيء، حتى في أبسط الأمور، مثل ترتيب المنزل، وضع الأشياء في أماكنها بدقة، وعدم السماح بأي تغيير أو فوضى، كما أن الشخص الوسواسي لا يتسامح مع الأصوات العالية أو التصرفات العشوائية، مما قد يسبب توترًا في المنزل أو في علاقاته الاجتماعية.
وشدد على أن التعامل مع الشخص الوسواسي يتطلب تفهم طبيعته، وعدم الدخول معه في جدالات مستمرة، مع محاولة تحقيق قدر من التوازن بين تلبية معاييره في النظام والدقة، وبين الحفاظ على راحة المحيطين به، لضمان علاقة صحية ومستقرة.