أكد خالد شلتوت، الباحث بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، أن التنظيمات المتطرفة قامت بحصر الإسلام في تطبيق الحدود، مما أدى إلى تصويره للناس على أنه مهدد بالضياع إذا لم تُطبَّق هذه الحدود، وهو فهم قاصر ومغلوط.  

وأوضح الباحث بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، خلال حلقة برنامج "فكر"، المذاع على قناة الناس، اليوم الجمعة، أن الفقهاء أجمعوا على خمس حدود فقط، بينما اختلفوا على باقي الأحكام، متسائلًا: "هل يُعقل أن تكون هذه الحدود هي الإسلام كله؟". 
وأشار إلى أن آيات الأحكام، بما فيها الحدود، لا تتجاوز 500 آية من أصل 6,236 آية قرآنية، مما يدل على أن التشريعات ليست سوى جزء صغير من الرسالة الإسلامية الشاملة.  

وأضاف الباحث أن الحدود في الإسلام شُرعت لحماية المجتمع وردع الجريمة، وليس للانتقام والتشفي، مستدلًا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "ادرؤوا الحدود عن المسلمين ما استطعتم، فإن كان له مخرج فخلوا سبيله، فإن الإمام أن يخطئ في العفو خير من أن يخطئ في العقوبة".  

كما أوضح أن تطبيق الحدود في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، كان نادرًا، حيث لم يُطبق إلا في حالتين تقريبًا، مما يدل على أن الهدف الأساسي من التشريع هو حفظ الحقوق وحماية المجتمع، وليس مجرد العقاب، مستشهدا بموقف الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، حينما عطل حد السرقة عام المجاعة، ليؤكد أن تطبيق الحدود مرتبط بتحقيق العدالة وظروف المجتمع.