تحدث الشيخ أحمد طلبة، عن رحلته في حفظ القرآن الكريم، كاشفًا عن أهم المحطات التي مر بها خلال هذه الرحلة المباركة.
قال الشيخ أحمد طلبة خلال حوار مع الدكتور هاني تمام، بحلقة برنامج "الجلال والجمال في القرآن الكريم" المذاع على قناة الناس، اليوم الجمعة، إنه بدأ حفظه للقرآن الكريم على يد شيخه الشيخ ياسين، قبل أن يحصل على بعثة دراسية إلى الاتحاد السوفيتي في مجال الإشارة والمواصلات البحرية، لكنه لم يكن مجرد طالب علم دنيوي، بل حمل معه في قلبه نور القرآن، رغم التحديات التي واجهها هناك.
يروي أنه قبل سفره، كان يشعر بالقلق من الأجواء التي سيجدها في روسيا، حيث كانت المعاصي مباحة على مرأى الجميع، لكنه تلقى نصيحة ثمينة من والد زوجته، الشيخ محمد عبد الخالق، الذي قال له: "أنا بديك تصريح تعصي ربنا زي ما انت عايز، لكن بشرط واحد: ما تخليش ربنا يشوفك وانت بتعصي"، وهذه الكلمات كانت نقطة تحول في حياته، حيث شعر بمراقبة الله في كل أفعاله.
وتابع: "رغم انشغالي بالدراسة، لم أهمل حفظ القرآن، بل كنت استخدم طريقة ذكية لإخفاء المصحف داخل كتاب كهرباء فارغ، حتى اتمكن من الحفظ دون أن لاحظني أحد، كنت اقضي عطلة نهاية الأسبوع في تكرار ما حفظته، وعندما كنت اقف أمام بعض الكلمات الصعبة، كنت انتظر حتى اسمعها من إذاعة الشيخ الحصري، حيث كان المصحف المرتل يُعاد كل ثلاثة أيام، فاستغل هذه الفرصة لتصحيح نطقي".
ويتذكر كيف كانت لحظات الحفظ هذه أجمل أوقاته، رغم قسوة الغربة، وكيف بكى عندما اضطر إلى مغادرة غرفته التي شهدت سهره مع القرآن، ويقول: "كانت لحظات خلوة مع الله، حيث شعرت بأنني أجالس ربي كل يوم، ولم أكن أشعر بأي ملل أو ضيق".
ويؤكد أن القرآن ليس مجرد كلمات تُحفظ، بل هو نور يملأ القلب، وأن المداومة على تلاوته هي السبيل الوحيد لثباته، مشددًا على أهمية تعهده بالمراجعة المستمرة، لأن "الذي نفسي بيده، لهو أشد تفلتًا من الإبل في عقلها".