أكد الشيخ مصطفى ثابت، الداعية الإسلامي، دور الحضارة الإسلامية في تأسيس ورعاية المستشفيات، مستشهداً بقصة تاريخية تروي كيف كانت بعض المستشفيات تقدم خدمات طبية متميزة لدرجة أن البعض كان يدعي المرض للدخول إليها.
وأوضح خلال حلقة برنامج "حضارة"، المذاع على قناة الناس، أن هذه القصة، التي وثقها المؤرخ خليل بن شاه الظاهري في القرن التاسع الهجري، تعكس قيم الرحمة والإنسانية التي كانت متجذرة في المجتمعات الإسلامية، فقد كانت المستشفيات، أو "البيمارستانات"، تقدم العلاج مجانًا دون تفرقة بين غني أو فقير، وتتكفل بكل احتياجات المريض من أدوية وطعام وحتى نفقات السفر بعد التعافي.
وأضاف أن هذا النموذج الإنساني بدأ منذ العهد الأموي مع الخليفة عبد الملك بن مروان، الذي أنشأ مستشفيات وخصص أوقافًا لرعاية مرضى الجذام، ثم ازدهر في العصر العباسي مع إنشاء البيمارستانات الكبرى مثل البيمارستان العضدي في بغداد.
كما تطرق إلى المستشفى النوري الكبير بدمشق، الذي كان مخصصًا للفقراء فقط، والمستشفى المنصوري في القاهرة، الذي وُصف بأنه أعظم وقف خيري في الإسلام، حيث نصت وثيقة وقفه على ضرورة توفير العلاج لكافة الأمراض، سواء كانت ظاهرة أو خفية، للرجال والنساء على حد سواء.
وشدد على أن هذه النماذج تعكس روح الإسلام الحقيقية، التي تدعو إلى الرحمة والتكافل، مشددًا على ضرورة استلهام هذه القيم لإحياء مفهوم العمل الخيري في المجال الطبي اليوم.