أكد الدكتور أيمن الحجار، من علماء الأزهر الشريف، أن التوبة الصادقة هي طريق العودة إلى الله سبحانه وتعالى، وهي من أعظم أسباب الفلاح في الدنيا والآخرة، موضحا أن الإنسان لا يخلو من الخطأ والذنب، لكن رحمة الله واسعة، وبابه مفتوح دائمًا لمن يعود إليه بقلب نادم وعزيمة صادقة.
واستشهد خلال حلقة برنامج "الأمثال النبوية"، المذاع على قناة الناس، بحديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي رواه عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، حيث ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم مثلاً بفرح الله بتوبة عبده، وشبهه برجل فقد راحلته في صحراء مهلكة وعليها زاده وطعامه، فاستسلم للموت، ثم وجدها فجأة، ففرح فرحًا عظيمًا، وأكد النبي صلى الله عليه وسلم أن فرح الله بتوبة عبده أشد من فرحة هذا الرجل بعودتها.
وشدد على أن التوبة النصوح تتطلب ثلاثة شروط أساسية: الإقلاع عن الذنب، والندم الصادق، والعزم على عدم العودة إليه. وإن كان الذنب متعلقًا بحقوق العباد، فيجب رد الحقوق إلى أصحابها.
كما أوضح أن الاستغفار والتوبة هما سبيل تجديد الإيمان وتقوية الصلة بالله، مستشهدًا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم مائة مرة"، مشيرًا إلى أن رسول الله، رغم عصمته، كان يكثر من الاستغفار ليعلمنا أهمية التوبة المستمرة.
ودعا الجميع إلى تجديد التوبة دائمًا، وعدم اليأس من رحمة الله مهما كثرت الذنوب، مستشهدًا بقوله تعالى: "قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعًا".