قال الدكتور أيمن أبو عمر، وكيل وزارة الأوقاف لشئون الدعوة، إن الدين الإسلامي دين متين وله أسس وقواعد ثابتة، ولا يمكن أن نعيش به بشكل سطحي، موضحا أن الدين ليس مجرد شعائر وأعمال، بل هو بناء عميق يحتاج إلى الفهم والتعامل معه بعمق ورفق، كما أرشدنا النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: "الدين متين فاوغل فيه برفق"، وأن الإيغال في الدين يجب أن يكون بالتدرج وفقًا للعلم والرفق.
وأضاف الدكتور أيمن أبو عمر، خلال حلقة برنامج "منبر الجمعة"، المذاع على قناة الناس، اليوم الخميس، أنه كما أن للدين أسسًا ثابتة، فإن من يتعامل مع الدين يجب أن يمتلك مفتاحًا له، وهذا المفتاح هو العلم،
مشيرًا إلى أن العلم هو الأساس الذي يمكن المسلم من الدخول في الدين بشكل صحيح، مع مراعاة التدرج والرفق في تطبيق أحكامه, وأكد أن سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم كان دائمًا يختار الأسهل والأيسر ما لم يكن فيه إثم، مع ضرورة أن يتحلى المسلم بالعلم حتى يستطيع بناء فهم صحيح للإسلام.
وأشار أيضًا إلى حديث الإمام البخاري رحمه الله، الذي كان يؤكد أن العلم مقدم على القول والعمل، واستدل بآية "فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلٰهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ" (محمد: 19)، موضحًا أن الاستغفار عمل، لكن قبله يجب أن يكون هناك علم. وأوضح أن الإنسان يجب أن يكتسب العلم بتدرج، وأن الدين بحر واسع لا سواحل له، لذلك لا يجب التسرع بل ينبغي للمسلم أن يتعامل مع العلم بتؤدة ورقة.
وأكد أن مثل هذا المنهج النبوي في التعامل مع الدين والعلم يمكن أن يحقق التوازن بين المعرفة العميقة والعمل الصحيح، مشددًا على أهمية العلم في بناء أمة قوية قادرة على التغيير والإصلاح.