يلعب الكبد دورًا حيويًا في تنظيف الجسم وتسهيل عملية الهضم والحفاظ على توازنه، لكن اللافت أن بعض الأطعمة التي نتناولها بشكل روتيني قد تشكل خطرًا خفيًا على صحة هذا العضو الهام.
فمع مرور الوقت، يمكن أن يؤدي تراكم الدهون والالتهابات والتلف في الكبد إلى مشكلات صحية عديدة، وتتعدد العوامل المساهمة في ذلك، بما في ذلك أنواع الطعام التي نستهلكها, وقد تؤثر الإضافات الغذائية والمحليات الصناعية والإفراط في الوجبات السريعة سلبًا على وظائف الكبد.
للحفاظ على صحة الكبد وأدائه الأمثل، يصبح من الضروري إدراك هذه المخاطر الخفية واتباع نظام غذائي متوازن وغني بالعناصر الغذائية, لكن ما هي تحديدًا تلك الأطعمة التي قد تهدد كبدك دون أن تنتبه.
أطعمة ذات مؤشر جلايسيمي مرتفع: سكر خفي يضر بالكبد
قد تبدو بعض الخيارات الغذائية مثل الفواكه والعسل والمحليات الصناعية بريئة أو حتى صحية، لكن الإفراط في تناولها يمكن أن يضر بالكبد, فالكثير منها غني بالفركتوز، وهو سكر طبيعي يضع عبئًا كبيرًا على الكبد عند استهلاكه بكميات كبيرة.وعلى عكس الجلوكوز الذي تستخدمه معظم خلايا الجسم، يُعالج الفركتوز بشكل أساسي في الكبد, ومع مرور الوقت، قد يؤدي ذلك إلى تراكم الدهون، مما يزيد من خطر الإصابة بمرض الكبد الدهني غير الكحولي (NAFLD), لا يعني هذا الامتناع التام عن الفواكه، لكن الاعتدال ضروري، خاصة مع عصائر الفاكهة والفواكه المجففة التي تحتوي على نسبة عالية من السكر في حجم صغير.

سكريات مضافة بكميات كبيرة: عبء إضافي على الكبد
قد تمنحك الوجبات الخفيفة والمشروبات السكرية شعورًا مؤقتًا بالراحة، لكنها قد تلحق الضرر بكبدك تدريجيًا, فالوجبات الخفيفة المصنعة، والمشروبات الغازية، والحلويات المعلبة، وحتى بعض الخيارات التي تبدو غير ضارة مثل الكاتشب وحبوب الإفطار، قد تكون غنية بالسكريات المضافة.تحتوي هذه المشروبات السكرية على مزيج من الجلوكوز والفركتوز، مما قد يؤدي إلى تراكم الدهون في الكبد, حتى العادات اليومية مثل إضافة كمية كبيرة من السكر إلى الشاي أو القهوة الصباحية يمكن أن تساهم في تراكم الدهون بسرعة, إن الاستهلاك المستمر لهذه السكريات لا يرفع مستويات السكر في الدم فحسب، بل يجبر الكبد أيضًا على العمل لساعات إضافية لمعالجة الفائض، ومع مرور الوقت، يمكن أن يؤدي هذا الضغط المتكرر إلى التهاب وتندب وحتى خلل في وظائف الكبد.

نظام غذائي غني بالدهون غير الصحية: دهون ترهق الكبد
تعتبر الدهون عنصرًا غذائيًا أساسيًا، لكن ليست جميعها مفيدة بالقدر نفسه, فالزيوت المصنوعة من بذور مثل زيت دوار الشمس والذرة وفول الصويا، والتي غالبًا ما تستخدم في الأطعمة المصنعة والمقلية، غنية بأحماض أوميجا 6 الدهنية التي قد تزيد من الالتهاب إذا لم تتوازن مع أحماض أوميجا 3.وبالمثل، فإن تناول وجبات غنية بالدهون الحيوانية مثل السمن والزبدة واللحوم الحمراء ومنتجات الألبان عالية الدسم قد يؤدي إلى تراكم الدهون في الكبد, وعندما يُثقل الكبد بالدهون، يواجه صعوبة في أداء وظائفه بكفاءة وقد يصاب بأمراض مثل مرض الكبد الدهني غير الكحولي أو حتى تليف الكبد إذا لم يُعالج في الوقت المناسب.
تناول اللحوم النيئة أو غير المطبوخة جيدًا: خطر العدوى
إذا كنت من محبي السوشي أو شرائح اللحم غير المطبوخة جيدًا، فقد يكون الوقت قد حان لإعادة النظر في هذه العادات, تشكل اللحوم النيئة أو غير المطبوخة جيدًا، وخاصة الأسماك، خطر انتقال العدوى الفيروسية أو الطفيليات التي قد تلحق الضرر بالكبد.

من المعروف أيضًا أن التهاب الكبد الوبائي E يمكن أن ينتقل عن طريق اللحوم الملوثة ويؤدي إلى التهاب الكبد وتلفه, تساعد طرق الطهي السليمة مثل السلق والقلي العميق والتحمير على القضاء على معظم هذه الجراثيم، ويعد التأكد من طهي اللحوم جيدًا خطوة بسيطة وفعالة لحماية صحة الكبد.
الخضروات والبقوليات النيئة: ليست دائمًا الخيار الأفضل
على الرغم من الترويج للخضروات النيئة كغذاء صحي، إلا أن بعضها قد يكون صعب الهضم بالنسبة للكبد، خاصة إذا كان مجهدًا أو حساسًا, على سبيل المثال، قد يكون تناول الحمص النيء أو السبانخ أو حتى البيض النيء قاسيًا على الجهاز الهضمي، مما يزيد العبء على الكبد ويصعب عملية الهضم والامتصاص بشكل صحيح.
كما أن عدم غسل الطماطم والخيار جيدًا قد يعرضك لمبيدات حشرية أو بكتيريا قد تؤدي إلى التهابات في الجسم, وبالمثل، لا ينبغي تناول المانجو غير الناضجة أو بعض الأطعمة النيئة الأخرى بكميات كبيرة لأنها قد ترهق قدرة الكبد على إزالة السموم, وعلى الرغم من أن تناول هذه الأطعمة ليس بالضرورة خطرًا على الجميع، إلا أنه يجب على الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الكبد توخي